رياضة

صفعات متتالية ومصير غامض.. ماني “أسد جريح” دمرته معارك أوروبا

أردني – كثير من النجوم يمتلكون إمكانيات فنية مذهلة، لكنهم عاشوا فترات صعبة، تسببت في تراجع بعضهم ، وهو ما حدث مع السنغالي ساديو ماني، جناح النصر السعودي.

ماني (32 عاما) يعتبر أحد أبرز نجوم القارة الأفريقية في السنوات الأخيرة، نظرا للتاريخ الكبير الذي كتبه على المستويين المحلي والدولي، ولكنه تعرض للعديد من الصدمات المفاجئة خلال مسيرته.

وأدى هذا التراجع إلى خفوت نجم ماني بصورة واضحة، حيث تعرض للعديد من الانتقادات خلال الفترة الأخيرة مع “العالمي”، حتى وصل الأمر للتشكيك في قدراته.

توهج كبير

كتب ماني تاريخا عظيما في مسيرته مع ليفربول خلال الفترة من 2016 حتى 2022، حيث انضم لصفوف “الريدز” في صفقة تجاوزت مبلغ 41 مليون يورو، قادما من ساوثهامبتون.

ومنذ ذلك الحين، أصبح ماني أحد أفضل الأجنحة في العالم، بعد المستوى المميز الذي قدمه تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب، ولمع بريقه بعد قدوم المصري محمد صلاح في صيف 2017، بجانب الصفقات المميزة التي جلبها النادي، وتصعيد عدة أسماء بارزة مثل ترينت ألكسندر أرنولد.

وسجل مع ليفربول 120 هدفا وقدم 42 تمريرة حاسمة في 269 مباراة بمختلف المسابقات، وتوج ب6 ألقاب متمثلة في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد والدرع الخيرية.

وعلى المستوى الفردي، حصد جائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي مرة واحدة، ودخل تشكيل الموسم 4 مرات، وكان لاعب الموسم في ليفربول خلال مناسبة وحيدة.

كل هذا التوهج، دفع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لمنحه جائزة الكرة الذهبية على مستوى القارة السمراء خلال عامي 2019 و2022، بجانب تحقيق كأس الأمم الأفريقية مع بلاده في 2021.

معارك أوروبا

رغم الفترة المميزة التي عاشها نجم السنغال داخل أسوار ليفربول، إلا أنه عانى بعض الأزمات، يأتي على رأسها خلافاته المستمرة مع صلاح والمتعلقة برغبة كل منهما في خطف الأضواء.

صحيح أن صلاح وماني كونا ثنائية رائعة مع “الريدز”، لكنهما دخلا في صراعات عديدة داخل وخارج الكواليس، حيث خرج كلوب في الكثير من الأحيان لتبرير بعض المواقف التي ظهرت أمام عدسات المصورين.

وشهدت بعض المواقف تفضيل المدرب الألماني الإبقاء على صلاح في الملعب وسحب ساديو ماني، وهو ما تسبب في ثورة عارمة من النجم السنغالي.

رغبة ماني في أن يصبح النجم الأول، دفعته للرحيل عن ليفربول وقبول عرض بايرن ميونخ الألماني في صيف 2022، ليبدأ رحلة مع المعاناة أسهمت في تحول مسيرته بشكل واضح.

ماني خاض موسما واحدا مع بطل ألمانيا التاريخي، كان سيئا بكل ما تحمله الكلمة من معني، حيث تم تغيير مركزه والاعتماد عليه كرأس حربة، وهو ما فشل به، حيث سجل 12 هدفا وصنع 6 خلال 38 مباراة بمختلف البطولات.

تغيير مركزه لم تكن المشكلة الوحيدة، حيث دخل في مشاجرة مع زميله الألماني ليروى ساني، ليقرر النادي البافاري إيقافه وتغريمه 290 ألف يورو، ما جعله يشعر بأنه ليس في المكان المناسب.

واكتملت معاناة ماني، بإصابة قوية تعرض لها قبل أيام قليلة من المشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم 2022، ليتقرر غيابه بشكل صادم للجميع.

أسد جريح

عاد ماني في النصف الثاني من الموسم وتحديدا خلال شهر فبراير/شباط 2023، ولكنه لم يكن بالمستوى المطلوب، حيث تراجع مردوده الفني وانخفض معدل سرعته بصورة واضحة.

وخاض 15 مباراة، سجل خلالها هدفا واحدا وصنع هدفين، ليفتح بعدها بايرن ميونخ الباب أمام رحيله، بناء على رغبة مشتركة من الطرفين، ليتلقى عرضا مغريا من النصر السعودي، مقابل 30 مليون يورو.

ورحل ماني إلى النصر، بعدما دمرته معارك أوروبا، ليصطدم بانتقادات حادة من جماهير “فارس نجد”، بسبب استمرار انخفاض مستواه، كما كان الحال مع بايرن ميونخ.

ورغم نجاح النجم السنغالي في تسجيل 19 هدفا وصناعة 11، إلا أن هذا المستوى لم يكن مقنعا للجماهير، بسبب فشله في المواجهات الفردية وتراجع مردوده البدني، وخسارة جميع ألقاب الموسم، باستثناء البطولة العربية.

وطالبت الجماهير برحيله، لتخرج تقارير صحفية تشير إلى إمكانية التخلص من نجم السنغال الأول، ليقترن اسمه بعدة أندية كبرى في دوري روشن يأتي على رأسها الأهلي، ولكن الأخير رفض ضمه.

وحتى هذه اللحظة، تسيطر حالة من الغموض حول مستقبل ماني سواء بالبقاء أو الرحيل عن العالمي، ليتحول إلى أسد جريح دمرته المعارك الأوروبية، بعدما كان أحد أبرز نجوم العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى