فوضى جنونية.. أمريكا تقدم بروفة فاشلة قبل مونديال 2026
أردني – فشلت الولايات المتحدة في مهمتها بإخراج بطولة كوبا أمريكا 2024 بأبهى صورة، بسبب مجموعة من المشاكل التنظيمية والأمنية واللوجستية، التي ألقت بظلالها على المنافسات، وغطت على نجاح المنتخب الأرجنتيني في الاحتفاظ بلقبه.
وكان من المفترض أن تشكل بطولة كوبا أمريكا، بروفة تحضيرية للولايات المتحدة، قبل استضافة نهائيات كأس العالم 2026 بالاشتراك مع كندا والمكسيك، بيد أن المنتخبات المشاركة لم تكن معجبة بما اختبرته خلال المنافسات.
فوضى في النهائي
قبل ساعتين من المباراة النهائية، هرع المشجعون إلى ملعب “هارد روك”، وكان الكثير منهم بدون تذاكر، ما دفع مسؤولو الأمن إلى إغلاق البوابات وتأجيل موعد بدء المباراة.
وجلس آلاف المشجعين خارج الملعب لساعات في ظل درجات حرارة شديدة، وفي وقت لاحق، فتح الأمن البوابات للجميع، وفقا لمشاهدات صحفية من قلب الحدث، وغصت وسائل التواصل الاجتماعي، بمقاطع فيديو تظهر تسلل المشجعين عبر فتحات التهوية إلى الملعب، في مشهد بدا وكأنه جنون مطلق.
انطلقت المباراة بعد موعدها المقرر بساعة ونصف، لكن الفوضى لم تتوقف عند ذلك، حيث أراد المنظمون الأمريكيون إخراج المناسبة على طريقة “السوبر بول”، من خلال فقرة فنية للمغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا، بيد أن الفاصل الغنائي استمر 25 دقيقة، أي أكثر بـ10 دقائق من الوقت المقرر، وهو ما أثر بشكل واضح على عمليات البث التلفزيوني، خصوصا للشبكات الأوروبية والآسيوية.
ملاعب تحت نيران الانتقادات
أكثر من مدرب، اشتكى من عدم صلاحية أرضيات الملاعب المختلفة التي استضافت مباريات البطولة، ولم يسلم ملعب “هارد روك” من الانتقادات، وهو الذي من المقرر أن يستضيف 7 مباريات بمونديال 2026 الذي سيقام بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى.
وانتقد العديد من اللاعبين وعلى رأسهم مدافع منتخب أوروجواي رونالدو أراوخو، أرضيات الملاعب التي تشبه أرضيات ملاعب كرة القدم الأمريكية.
وصرح لاعب المنتخب الكندي كمال ميلر أنه شعر على أرضية الملعب كما لو كان يسير على “مسرح”، علما بأن 15 ملعبا من أصل 30 في منافسات الدوري الأمريكي للمحترفين، تقام على أرضيات ذات عشب صناعي.
وشن مدرب منتخب أوروجواي مارسيلو بييلسا، هجوما عنيفا على منظمي البطولة، لافتقادهم لأهم عوامل النجاح، فبالإضافة إلى مشكلة الملاعب، وصلت الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عنه من الناحية الأمنية، بعد اشتباك لاعبي أوروجواي وأبرزهم داروين نونيز، مع الجماهير الكولومبية على المدرجات.
وستستضيف الولايات المتحدة منافسات كأس العالم للأندية بشكلها الجديد صيف العام المقبل، حيث تقف أمام فرصة لإصلاح الصورة التي قدمتها عن نفسها في كوبا أمريكا، قبل عام واحد من انطلاق المونديال.