نجم في الميزان.. 90 دقيقة من العزلة تكسر كبرياء بنزيما
أردني – عادة ما تكون المواجهات الكبرى هي مقياس استمرارية تألق نجم أو لاعب، خاصة إذا كان هذا التوهج محل تساؤلات وشكوك فيما إذا كان سيستمر طويلا.
ولم يكن بنزيما فقط هو من ينتظر اختبار الهلال الصعب لإثبات جدارته بل كل لاعبي العميد وجماهيره أيضا، لاسيما بعد العرض القوي ضد الوحدة والاكتساح بسباعية.
لكن ولأن الهلال ليس الوحدة، فقد واجه بنزيما امتحانا رأى فيه أن صحوة البدايات لا يمكن أن تستمر طويلا، وأن المحك الرئيسي هو القدرة على تخطي عقبة كبرى.
بدأ بنزيما الموسم بشكل مميز بعدما سجل هدفا في التعاون خلال الفوز 2-1 وثلاثية “هاتريك” في سباعية الوحدة، ليثبت لجماهير النمور أنه قادم بقوة هذا الموسم ليعوض ما فاته في الموسم الماضي ما بين إصابات وغيابات وعدم تفاهم مع الرفقاء.
سقوط كبير
سقط الاتحاد بثلاثية أمام الهلال في كلاسيكو الكرة السعودية، بينما سجل بنزيما هدفا شرفيا في الدقائق الأخيرة من كرة تهيأت له أمام المرمى، لكن على مدار ما يقرب من 90 دقيقة كاملة عاش النجم الفرنسي عزلة كبيرة، مع زملائه في الهجوم، لم يتمكن خلالها من تشكيل أي خطورة حقيقية على مرمى ياسين بونو.
وخلال 45 دقيقة أولى هيمن فيها الزعيم بشكل واضح، لم تكن خطورة بنزيما سوى في كرة واحدة وهدف ألغي بداعي التسلل ضده وضد زميله أيضا حسام عوار الذي أرسل له تمريرة أمام المرمى مباشرة.
وبين الرباعي الهجومي حصل بنزيما على ثالث أقل تقييم في الاتحاد بحسب شبكة “سوفا سكور” حيث نال 6.5 مقابل 6.7 لموسى ديابي الأكثر نشاطا، و6.9 لحسام عوار، بينما كان الأقل هو الهولندي بيرجوين بتقييم 6.3.
كذلك بينت الخريطة الحرارية لتحركات بنزيما في مباراة الكلاسيكو اضطراره للنزول إلى منتصف الملعب كثيرا، سعيا للهروب من الكماشة الدفاعية التي فرضها الهلال في الوضعية الدفاعية للزعيم، والتي بواسطتها استطاع عزل كل لاعبي الاتحاد عن بعضهم البعض وإبعادهم عن مناطق الخطورة.
أيضا لم يسدد بنزيما سوى مرتين فقط على مرمى بونو، وهو ما يعكس كارثية هجوم العميد الذي يتحمله القائد كريم، علما بأن عدد لمساته للكرة كان 36 مرة أمام الهلال، لم يكن من بينها تمريرات إيجابية في عمق دفاع المنافس.
كبرياء بنزيما وسعيه نحو إثبات جدارته أمام منافس متفوق دائما في مباريات الكلاسيكو، كلفه أن يكون خارج تركيزه بشكل كبير، وتأثر بحالة فريقه بشكل عام فلم يكن أفضل حالا من ديابي أو عوار.
كذلك مرر بنزيما 19 كرة سليمة من أصل 26 بنسبة نجاح 73%، وهو معدل ليس بالكثير بالنسبة للمهاجم الفرنسي، الذي لم يفز سوى بكرة مشتركة وحيدة من أصل 4 اليوم.
كما خسر بنزيما الكرة 13 مرة في مباراة اليوم، وهو ما يبرهن على أن ذكاء المدرب جورجي جيسوس في الهلال، جعل المنظومة الدفاعية للأزرق أكثر إحكاما وقدرة على الحد من خطورة العميد مبكرا.
ويكفي القول إن بنزيما لم يقم بمراوغات ناجحة سوى مرة واحدة فقط، أي أن قائد ريال مدريد السابق، لم يعوض “العزلة” التي عاشها عن باقي زملائه من خلال الحلول الفردية التي كانت مفقودة تماما.