
أردني – تمضي القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في مراقبة وحماية حدود المملكة، البرية والجوية والبحرية، من أيِّ خطر يُقبل عليها، وخلال 197 يومًا ماضية استطاعت منع 310 طائرات مُسَّيرة عن بُعد، وأفشلت عمليات تهريب عبر الحدود البرية والجوية، ومنعت دخول أكثر من 14 مليون حبَّة من السُّم القاتل “المخدرات”، ليطمئن الأردني بأنَّ حُماة البلاد على العهد باقون.
في تحقيق لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، امتد بين الأول من كانون الثَّاني وانتهى في 16 من شهر تموز من العام الحالي 2025، تبيَّن، وفقًا لبيانات مديرية الإعلام العسكري، أنَّ القوات المسلحة أسقطت 310 طائرات بدون طيَّار محمَّلة بالمخدرات، بمعدل 51 طائرة مُسيَّرة شهريًا، أو نحو مسيرتين يوميًا، وكشفت كل أساليب تجار المخدرات، وضبطت هذه الطائرات قبل أن تصل إلى وجهتها أو أن تعود إلى أوكار مرسليها.
وأظهرت البيانات أيضًا، أنَّ القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، منعت خلال 6 أشهر دخول 14 مليونًا و134 ألفًا و87 حبَّة مخدر، و92 كيلوغرامًا و126 غرامًا من المخدرات، و10 آلاف و603 كفوف من مادة الحشيش المخدر.
وبحسب هذه البيانات أيضًا، نفذ تجار مخدرات 69 عملية تهريب، و69 عملية تسلل، واستخدموا 84 قطعة سلاح، وحاولوا تغيير أساليبهم واستخدام التكنولوجيا، لكنهم لم يُفلحوا، ولم تمرّ أساليبهم على العيون الساهرة التي تحرس الأردن.
ولم يكن يدُر بخلد إنسان يعيش في قرية أو بادية أو مدينة أردنية أنَّ بالونات يحملها الهواء قد يلعب بها الأطفال وتسقط أمام عينيه، لكنها تحمل في أسفلها 500 غرام من مادة الكريستال المخدِّر، ويتم توجيهها عن بُعد وبشكل بدائي جدًا، لكن قوات حرس الحدود تراقب كل شيء يتحرك على الحدود لتُسقطها وتكتشف الخطر الأكبر الذي كانت تحمله.
ووجدت (بترا) أنَّ الأردن يعترض شهريًا 51 طائرة مسيَّرة من أجوائه الجنوبية والجنوبية الشرقية والشمالية والشمالية الشَّرقية، وكلها كانت تحت سيطرة القوات المسلَّحة، ولو قُدِّر لها أن تمرّ لكان الأذى أكبر على الإنسان الأردني، خصوصًا مع كميات المخدرات التي تم العثور عليها بعد ضبطها.
وتشير المعلومات التي تابعتها (بترا) إلى أنّ تجار المخدرات لم يكتفوا بالطَّائرات المسيَّرة الموجهة عن بُعد، بل انتقلوا لطريقة جديدة لم تنطلِ هي أيضًا على حُماة البلاد، إذ رُبطت المخدرات ببالونات يتم التَّحكم بها عن بُعد حتى تصل إلى وجهتها، واستطاعت القوات المسلحة إسقاطها، وعند تفتيشها تبيَّن أنَّها تحمل المخدرات، وإحداها يحمل مادة الكريستال المخدر.
واستطاع أفراد القوات المسلحة رصد مقذوف قادم من الأراضي السورية، وبعد مسح المنطقة وتفتيشها عُثر عليه، وبعد تفكيكه تبيَّن أنَّه محشوٌّ بالمخدرات و500 غرام من الكريستال المخدر، ما يدل على أنَّ التحديات كبيرة، وتحتاج إلى التفكير ومتابعة كل شيء يطير ويمشي باتجاه حدود الأردن، الأمر الذي تأخذه القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بعين الاعتبار وعلى مدار السَّاعة.
ورصدت (بترا) عددًا من نماذج إسقاط القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي لطائرات مسيَّرة والتعامل مع مهربين على الأرض، ففي 16 من تموز 2025، تمكنت قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشرقية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، من إحباط محاولتي تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، ورصد مجموعتين من المهربين حاولوا اجتياز الحدود من موقعين مختلفين بطريقة غير مشروعة، وتم تحريك دوريات رد الفعل السريع وتطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى تراجعهم داخل العمق السوري، وبتكثيف عمليات البحث والتفتيش تم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة.
ولم يكتفِ المهربون بطائرة واحدة أحيانًا أو بعملية واحدة، بل في يوم 11 من شهر تموز، أحبطت المنطقة العسكرية الجنوبية، فجر يوم الجمعة، محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرتين مسيّرتين، وتم تطبيق قواعد الاشتباك بعد رصدهما ومتابعتهما، وتم التعامل معهما وإسقاطهما.
ويوم 6 و7 من شهر تموز الحالي، أحبطت المنطقة العسكرية الشرقية محاولتين متتاليتين لتهريب مواد مخدرة محملة بواسطة بالونات موجهة عن بُعد، وتم اعتراضها وإسقاطها، وبعد تفتيش المنطقة تبيَّن أنَّ البالونات مزودة بأجهزة توجيه بدائية يتم التحكم بها عن بُعد، ومحملة بمواد مخدرة.
ويوم 29 من شهر حزيران الماضي، وجدت (بترا) أنَّ المنطقة العسكرية الشمالية، أحبطت، وعلى إحدى واجهاتها وضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تهريب مواد مخدرة عن طريق (مقذوف) محمل بمادة الكريستال المخدرة قادم من الأراضي السورية.
ورصدت قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشمالية إطلاق المقذوف من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وبعد تكثيف البحث والتفتيش، تم ضبط المقذوف المحمل بنحو 500 غرام من مادة الكريستال المخدرة.
القوات المسلحة ما زالت ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، أو أي مساعٍ يُراد بها التأثير على الأمن الوطني الأردني، حيث تفتح عيونها على كل خطر مقبل على الأردن، وتوقف المهربين وتجار السموم عند حدِّهم، والهدف الأسمى حماية الإنسان في الأردن، وحماية هذه الأرض من كل مكروه قد يُصيبها.
بترا