أوّل ذهبية أولمبية في مسيرة ديوكوفيتش على حساب ألكاراس
أردني – أحرز الصربي نوفاك ديوكوفيتش أوّل ذهبية أولمبية في كرة المضرب بمسيرته، بفوزه على الإسباني كارلوس ألكاراس في مباراة متقاربة 7-6 (7-3) و7-6 (7-2) الأحد على ملاعب رولان غاروس في ألعاب باريس 2024.
وبات الصربي، المصنّف أول في البطولة والبالغ 37 عاماً، خامس لاعب يحقق الفوز بـ “سلام الذهبي”، حيث أضاف المعدن الأصفر في خامس مشاركة أولمبية له إلى سجله المرصّع بـ 24 لقباً في البطولات الأربع الكبرى.
قال “ربما هو الانجاز الرياضي الأكبر الذي حققته مع أكبر المشاعر”.
تابع “كنت أعتقد أن حمل علم بلادي في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2012 كان أفضل شعور يمكن أن يشعر به رياضي حتى اليوم”.
وأضاف “الآن في سن الـ 37 عاماً وأواجه لاعباً يبلغ 21 عاماً، ربما يكون أفضل لاعب في العالم حالياً بعد فوزه ببطولتي رولان غاروس وويمبلدون توالياً، أستطيع أن أقول إن هذا ربما يكون أكبر نجاح رياضي حققته على الإطلاق”.
وانضم ديوكوفيتش إلى نادٍ مغلق من اللاعبين يضم الاميركيين أندري اغاسي وسيرينا وليامس والاسباني رافايل نادال الذي شارك في هذه النسخة وخرج من فئتي الفردي والزوجي، والالمانية شتيفي غراف الذي احرزوا الالقاب الأربعة الكبرى إلى الذهب الاولمبي.
كما بات الصربي أكبر لاعب يحرز لقب الفردي منذ ادراج المسابقة مجدداً في الألعاب الاولمبية في عام 1988.
وثأر من خسارته أمام ألكاراس نفسه في نهائي بطولة ويمبلدون على العشب البريطاني الشهر الماضي، في طريق الأخير لاحراز ثاني لقب في الغراند سلام له توالياً بعد بطولة فرنسا المفتوحة، والرابع في مسيرته في سن الـ 21 عاماً.
بعد هذا التكريس، يريد الصربي الاستمرار في اللعب ولم يستبعد محاولة الاحتفاظ بلقبه في لوس أنجليس بعد أربع سنوات “أريد اللعب في لوس أنجليس والاستمتاع باللعب لبلادي في الألعاب الأولمبية وفي كأس ديفيس”.
يوم ذهبي للأعظم
واحتفل ديوكوفيتش، المصنّف ثانياً عالمياً، بالفوز برفع العلم الصربي عالياً في الملعب، قبل أن يصعد إلى مقصورة اللاعبين لاحتضان زوجته وأطفاله.
قال “كنا على وشك اللعب لمدة ثلاث ساعات، وكانت الضربة الأخيرة هي اللحظة الوحيدة التي تأكّدت فيها من قدرتي على الفوز بالمباراة”.
وتابع “خاطرت بجسدي وعائلتي للفوز بالميدالية الذهبية، وفي النهاية نجحت في ذلك”، في اشارة إلى معاناته من الاصابة.
أردف “إنه (الفوز) من أجل بلدي أولاً، من أجل صربيا”.
اكتفى ببرونزية ألعاب بكين عام 2008، ليخلو سجله من الذهب الذي طوّق عنقه به في عاصمة الأناقة.
قبل باريس، لم يسبق له أن وصل إلى نهائي دورة أولمبية: في بكين عام 2008 خسر أمام نادال في نصف النهائي ونال البرونزية بفوزه على الأميركي جيمس بلايك. وفي 2012 في لندن، أوقفه البريطاني أندي موراي في الدور قبل النهائي. وفي ريو 2016، فاجأه منذ البداية الأرجنتيني خوان مارتن ديل بوترو. وفي طوكيو، إنهار أمام الالماني ألكسندر زفيريف في نصف النهائي.
أضاف القطعة الوحيدة التي تنقص سجله، فإلى جانب الرقم القياسي بعدد الالقاب في البطولات الكبرى (24)، فاز بـ 40 لقباً في بطولات الماسترز، وبكأس ديفيس للمنتخبات. كما أمضى العدد الأكبر من الأسابيع في صدارة الترتيب العالمي للاعبين المحترفين (428).
في مواجهة ألكاراس، لم يكن المرشّح الأبرز على غير عادته. وبالإضافة إلى قوة منافسه، شعر الصربي بعدم الراحة في ركبته اليمنى بعد مباراته في ربع النهائي أمام اليوناني ستيفانوس تسيتيباس، وهي الركبة ذاتها التي خضع فيها لعملية جراحية بعد انسحابه في ربع نهائي رولان غاروس… الركبة التي لم تمنعه في النهاية من كتابة صفحة جديدة في تاريخ عالم الكرة الصفراء.
بكاء ألكاراس
ساد التعادل بين اللاعبين قبل نهائي الألعاب في ست مواجهات بينهما 3-3، قبل أن يفضّ الصربي الشراكة ويحقق انتصاره الرابع.
من ناحيته، لم يتمالك ألكاراس نفسه وأجهش بالبكاء خلال مقابلة تلفزيونية. وقال بعد المباراة النهائية التي لم يخسر خلالها أي من اللاعبين إرساله “ثلاث ساعات، معركة كبيرة مع لحظات صعبة. من المؤلم جداً أن تخسر”.
ومنح ألكاراس بلاده ميداليتها الثانية في كرة المضرب في الالعاب بعد برونزية مواطنتيه كريستينا بوكسا وسارا سوريبيس تورمو في الزوجي.
في النهائي المتقارب، لم يخسر أي منهما ارساله برغم إجمالي 14 كرة للكسر. عندما خضع لقانون ألكاراس، لم يقدّم الصربي أي نقطة على طبق من ذهب، بل اعتمد دفاعا صلباً وعكس ذهنية رائعة بفوزه بشوطي الـ “تاي بريك”.
ونال الإيطالي لورنتسو موزيتي الفضية بفوزه على الكندي فيليكس أوجيه-ألياسيم 6-4 و1-6 و6-3.