هافيرتز.. أرتيتا يعثر على الحل السحري لمعضلة آرسنال
أردني – يبني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال، فريقا قادرا على إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، مستفيدا من القدرات المتنوعة التي يتحلى بها لاعبوه في مختلف المراكز.
وكان “الجانرز” قريبا من إزاحة مانشستر سيتي عن عرش البريميرليج في الموسم الماضي، حيث نافسه على اللقب حتى آخر جولة.
وبالنسبة إلى أرتيتا، فإنه يحاول مع نهاية كل موسم، اكتشاف نقاط الضعف التي ساهمت في فقدان أمل المنافسة، وتعزيز مكان القوة التي حولت الفريق إلى خصم شرس، بعد سنوات ابتعد فيها “المدفعجية” عن ساحة المنافسة.
اكتشاف الذات
عندما انتقل هافيرتز إلى تشيلسي 2020 قادما من باير ليفركوزن، كان ينظر إليه على أنه مستقبل الكرة الألمانية، بسبب الخبرة التي اكتسبها في سن صغيرة، فضلا عن القدرات الهجومية المتنوعة التي تؤهله للعب في أكثر من مركز.
لكن، مدرب تشيلسي السابق توماس توخيل، فضّل الاعتماد على هافيرتز في مركز المهاجم الصريح، وهو دور يحتاج للوقت من أجل الاعتياد عليه بالنسبة للاعب جديد على أجواء الكرة الإنجليزية.
وأظهر اللاعب الألماني إمكانياته، وسجل هدف الفوز الشهير في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي (1-0)، بيد أنه لم يستطع إحراز أكثر من 4 أهداف في الدوري بموسمه الأول.
واستمرت أرقام هافيرتز المتواضعة الهجومية مع تشيلسي، حتى قرر الانتقال الصيف الماضي إلى آرسنال، في صفقة تساءل بعض مشجعي الجانرز عن الجدوى منها.
تغيير الأدوار
في النصف الأول من الموسم الماضي، لعب هافيرتز رفقة آرسنال في وسط الملعب إلى جانب مارتن أوديجارد، فلم يتمكن من تثبيت قدميه في هذا المركز، رغم بعض المباريات الجيدة.
ومع مرور الوقت، احتاج أرتيتا لمهاجم جديد، مع إصابات جابرييل جيسوس المتواصلة، إلى جانب عدم ثبات إنتاجية المهاجم الآخر إيدي نكيتياه، فاستعان بهافيرتز كمهاجم مركزي، لتتحسن نتائج الفريق، يقدم الدولي الألماني أرقاما مميزة.
وسجل هافيرتز 13 هدفا في 37 مباراة بالبريميرليج الموسم الماضي، واستمر كأساسي في التشكيل رغم شفاء جيسوس الذي ظل متذبذبا، كما برز بشكل لافت، تفاهمه مع زملائه في الفريق، خصوصا الجناحين بوكايو ساكا ولياندرو تروسارد.
الأرقام لا تكذب
وافتتح اللاعب الألماني الموسم الجديد بإحراز هدف في مرمى وولفرهامبتون (2-0)، ضمن الجولة الأولى من مسابقة البريميرليج، في وقت بدت فيه نوايا أرتيتا واضحة.. هافيرتز هو المهاجم الأساسي في الفريق، وجيسوس بديله، ونكيتياه على لائحة البيع.
وتدل الأرقام على صواب خطوة آرسنال في نقل هافيرتز من الوسط إلى الهجوم، حيث خاض النجم الألماني 24 مباراة في الدوري كلاعب وسط، سدد خلالها 37 كرة، 10 منها فقط بين إطار المرمى، مع دقة تسديد وصلت إلى 27.03% فقط.
في المقابل، لعب هافيرتز مع آرسنال 14 مباراة كمهاجم، سدد خلالها 37 مرة، 19 منها بين الخشبات الثلاث، مع معدل دقة تسديد وصل إلى 51.35%.
وفي المباريات التي لعبها كمهاجم، سجل هافيرتز 9 أهداف، وصنع 8، وهو رقم مميز بالنسبة لمهاجم في هذا العدد من مباريات.
ويتساءل البعض عما إذا كان آرسنال سيفقد النقاط في النصف الأول من الموسم الماضي لو لعب هافيرتز مهاجما، وستتحدد الإجابة على هذا السؤال، عند النظر إلى مركز الفريق بنهاية الموسم الحالي.