"\n"
رياضة

راشفورد: لم أكن في البيئة المناسبة.. والآن وقت الاستمتاع

أردني – يبدو أن النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد استعاد ابتسامته أخيرًا، المهاجم البالغ من العمر 27 عامًا، الذي يلعب هذا الموسم بقميص برشلونة معارًا من مانشستر يونايتد، يعيش واحدة من أفضل فتراته النفسية والفنية منذ سنوات، ويؤكد أن السر في ذلك هو العثور على البيئة المناسبة التي تُمكنه من تقديم أفضل ما لديه داخل الملعب.

راشفورد الذي يتواجد حاليًا في معسكر منتخب إنجلترا استعدادًا للمباريات الدولية المقبلة، أجرى حوارًا مع قناة ITV Sport البريطانية، تحدث فيه بصراحة نادرة عن السنوات الصعبة التي مر بها في مانشستر، مشيرًا إلى أن غياب الاستقرار في النادي كان له أثر كبير على أدائه ومستواه.

وقال المهاجم الدولي الإنجليزي: “أشعر أنني كنت في بيئة غير مستقرة لفترة طويلة، وهذا يجعل الأمور أكثر صعوبة. أحتاج أن أقدم أفضل ما لدي من خلال لعبي، وهذا ما أحاول فعله الآن. أريد أن أكون في أعلى مستوى لي، ليس أحيانًا، بل في أغلب الأوقات”.

ورغم أنه لم يذكر اسم مانشستر يونايتد صراحة، إلا أن كلامه كان واضحًا للجميع. فالفريق الذي نشأ فيه منذ طفولته عانى في السنوات الأخيرة من تغييرات مستمرة في الإدارة الفنية وتذبذب في السياسات والنتائج، وهو ما جعل راشفورد يجد نفسه في دوامة من عدم الاستقرار، تنعكس مباشرة على أدائه داخل الملعب.

وأضاف اللاعب الإنجليزي: “لكي تكون ثابتًا في أي مجال، وليس فقط في الرياضة، يجب أن تمتلك عناصر ثابتة في حياتك وفي طريقة تدريبك. في مسيرتي مررت بعدد كبير من التغييرات، لكن الآن أتعلم كيف أنظر إلى الأمام. هذه واحدة من النقاط التي أريد تصحيحها وتحسينها لأصل إلى أفضل مستوى ممكن باستمرار”.

تصريحات راشفورد تعكس نضجًا ذهنيًا وشعورًا بالمسؤولية تجاه مسيرته، فبعد أن كان يُنظر إليه في إنجلترا كأحد أبرز المواهب الصاعدة في جيله، تراجع مستواه في المواسم الأخيرة مع يونايتد، ما فتح باب الانتقادات أمامه. غير أن انتقاله إلى برشلونة الصيف الماضي على سبيل الإعارة أعاد إليه الثقة والحافز، خصوصًا مع الدعم الذي يتلقاه من المدرب الألماني هانز فليك، المعروف بقدرته على استخراج أفضل نسخة من لاعبيه.

راشفورد وجد في برشلونة ما كان يبحث عنه من بيئة فنية مستقرة، وفلسفة هجومية تناسب مهاراته وسرعته في المساحات، إضافة إلى ثقة المدرب وزملائه. فالإصابات التي ضربت أجنحة الفريق هذا الموسم، فتحت أمامه الباب للمشاركة أساسيًا، واستغل الفرصة على أكمل وجه.

وبحسب تقارير صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يفكر فليك جديًا في الاعتماد على راشفورد كمهاجم صريح في بعض المباريات، نظرًا لقدرته على التحرك خلف الدفاعات وتهديد المرمى من العمق، وهو ما قد يمنحه تنوعًا تكتيكيًا أكبر داخل الفريق.

الأرقام تؤكد تحسن أداء اللاعب بشكل واضح. فمنذ انضمامه إلى برشلونة، شارك راشفورد أساسيًا في سبع مباريات، وخاض أربع مواجهات متتالية قبل فترة التوقف الدولي الأخيرة، ونجح خلالها في المساهمة المباشرة في تسعة أهداف للفريق، إذ سجل ثلاثة أهداف وقدم ست تمريرات حاسمة، ليصبح أحد أكثر لاعبي الفريق تأثيرًا هجوميًا.

ورغم أن عقده الحالي مع برشلونة هو إعارة حتى نهاية الموسم، إلا أن إدارة النادي وضعت خيار شراء بقيمة 30 مليون يورو، وهو مبلغ يبدو في متناولها إذا استمر راشفورد بنفس المستوى التصاعدي حتى نهاية الموسم.

وبحسب مصادر قريبة من النادي، فإن فليك يدفع باتجاه الإبقاء على اللاعب، معتبرًا أنه يمثل نموذج الجناح العصري الذي يجمع بين السرعة، والمهارة، والانضباط التكتيكي.

من جانب آخر، يرى المقربون من راشفورد أن انتقاله إلى برشلونة قد يكون الفرصة الذهبية لإعادة إطلاق مسيرته، بعدما قضى معظم فترات حياته المهنية في أولد ترافورد تحت ضغط كبير من الجماهير والإعلام. فبعيدًا عن الأضواء المزعجة للدوري الإنجليزي، وجد المهاجم الإنجليزي في كتالونيا مساحة للتعبير عن نفسه بحرية أكبر، ووسط أجواء إيجابية تعيد إليه لذة كرة القدم التي افتقدها لفترة طويلة.

وربما لم يكن من قبيل الصدفة أن يختار راشفورد كلمات صريحة ومؤثرة عندما قال: “أريد أن أستمتع باللعب من جديد، أن أكون مؤثرًا وأشعر بالسعادة داخل الملعب، لأن هذه المشاعر هي ما تصنع الفارق بين لاعب جيد ولاعب عظيم”.

هكذا، يبدو أن رحلة ماركوس راشفورد في برشلونة ليست مجرد صفقة إعارة عابرة، بل بداية جديدة في مسيرته، قد تعيده إلى الصورة التي حلم بها الجميع عندما ظهر شابًا موهوبًا في مانشستر. فبعد سنوات من البحث عن “البيئة المناسبة”، وجد أخيرًا في كتالونيا ما افتقده طويلًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى