إسبانيا والأرجنتين ضد السعودية وقطر.. سيناريو عربي ينتظر الـ”فيناليسما”

أردني – يبدو أن بطولة فيناليسما 2026 كُتب لها أن تُختم بختم عربي، رغم أنها تُقام بين بطلين لبطولتين في قارتين لا وجود لأي عربي فيهما.
ما هي مباراة فيناليسيما؟
وجرى إعادة إحياء البطولة، بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع اتحاد أمريكا الجنوبية في سبتمبر/ أيلول 2021، على بدء مرحلة جديدة من التعاون.
وقد تقرر إقامة هذه البطولة كل 4 سنوات، بعد تعديل نظام كوبا أمريكا، لتجرى في العام نفسه مع بطولة اليورو.
وتوّج منتخب الأرجنتين، بطل كوبا أمريكا 2021 بالنسخة الأخيرة من بطولة فيناليسيما على حساب المنتخب الإيطالي، بطل يورو 2020.
ومن المُقرر أن يخوض منتخب الأرجنتين نفس المباراة مرة أخرى في 2026، بعد فوزه بلقب كوبا أمريكا مجددًا في 2024، حيث سيواجه هذه المرة منتخب إسبانيا بطل يورو 2024.
بين قطر والسعودية
بحسب تقارير صحفية سابقة، فإن العاصمة القطرية الدوحة ستكون هي المستضيفة لمباراة فيناليسما، بين منتخبي إسبانيا والأرجنتين، يوم 27 مارس/ آذار من العام المقبل، غير أنه لم يتم الإعلان الرسمي عن ذلك حتى الآن.
وكشفت صحيفة “آس” الإسبانية عن جهود مضنية يتم بذلها في الوقت الحالي لإقامة مباراة أخرى لمنتخبي إسبانيا والأرجنتين بعد الانتهاء من مباراة فيناليسما، لكنها لن تكون ضد بعضهما البعض.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن هناك بعض المنتخبات المهتمة بمواجهة منتخبي إسبانيا والأرجنتين، وفي مقدمتها منتخب قطر، لا سيما وأن مباراة الفيناليسما ستُقام على الأراضي القطرية بالأساس.
كما كشفت “آس” عن وجود اهتمام سعودي بمواجهة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، بل وقد يصل الاهتمام لاستضافة مباراة الفيناليسما نفسها، غير أن قطر لا تزال هي الأقرب لاستضافة هذا الحدث.
وبحسب الصحيفة، فإن تلك المباراة ستكون ذات فائدة كبيرة للاتحادات الأربعة المعنية بالفيناليسما، وهي الاتحادات الإسباني والأرجنتيني والأوروبي والأمريكي الجنوبي “كونميبول”.
وأشارت “آس” إلى أن الاحتمال الأقرب، هو أن تُقام مباراتان بعد نهاية الفيناليسما، تجمعان بين أحد منتخبي إسبانيا والأرجنتين ضد منتخب قطر، والآخر ضد منتخب السعودية، دون الاستقرار على أي مباراة بشكل تفصيلي حتى الآن.
وتأتي تلك الاحتمالات في ظل مشارك منتخبي قطر والسعودية في كأس العالم 2026، واهتمام البلدين بكرة القدم، والاستثمار في المباريات الكبرى، بالإضافة إلى أنهما لم يتفقا على أي مباراة في توقف مارس/ آذار المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الخطوة الأخيرة المتبقية للإعلان عن مباراتي إسبانيا والأرجنتين ضد السعودية وقطر، هي الإعلان بشكل رسمي عن تاريخ ومكان مباراة الفيناليسما نفسها.
لا مكان للكبار
على العكس من السعودية وقطر، اتفقت معظم المنتخبات الكبرى على بعض المباريات التي ستخوضها في التوقف الدولي المقبل، مثل منتخب ألمانيا الذي سيواجه كوت ديفوار يوم 30 مارس/ آذار المقبل.
في المقابل، سيطير منتخب فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مارس/ آذار لمواجهة منتخبي البرازيل وفنزويلا، بينما سيلعب “راقصو السامبا” مباراة أخرى مع منتخب كرواتيا في نفس المعسكر.
منتخب البرتغال سيكون حاضرًا أيضًا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مارس/ آذار المقبل، لمواجهة المنتخبين المكسيكي والأمريكي.
انشغال الكبار بخوض مباريات في التوقف الدولي خلال شهر مارس/ آذار المقبل، يعزز من حظوظ قطر والسعودية في مواجهة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، بعد مباراة الفيناليسما التي ستجمع بينهما.
معسكر جدة.. انتصار معنوي وهزيمة مقلقة
وخاض المنتخب السعودي مباراتين وديتين خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر ضمن معسكر جدة.
حقق “الصقور الخضر” بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد فوزًا معنويًا بهدف نظيف على كوت ديفوار، لكنّه تلقى هزيمة ثقيلة 0-2 أمام الجزائر في المباراة الثانية.
الأداء أمام الجزائر كان باهتًا بشكل لافت، حيث غاب الإيقاع السريع والتمريرات الحادة، وسيطر الملل على مجريات اللقاء منذ الدقائق الأولى. بدا الفريق بلا خطة واضحة، وكأن الأفكار التكتيكية لم تُترجم على أرض الواقع، ما أثار استياءً واسعًا بين الجماهير.
التعامل الفني لهيرفي رينارد في تلك المباراة تحديدًا أثار تساؤلات كبيرة، إذ بدا المدرب الذي عُرف بحضوره الذهني ودقة تفاصيله غائبًا عن الملعب. انهالت الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، وطالب قطاع واسع من الجماهير برحيل المدرب الفرنسي قبل حلول مونديال 2026، معتبرين أن استمراره قد يُعرض المشروع الطويل الأمد للخطر.
كأس العرب.. فرصة ذهبية للتصحيح
يأتي بعد أيام قليلة انطلاق بطولة كأس العرب 2025 في قطر (من 1 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل)، والتي يراها الجهاز الفني فرصة مثالية لاستعادة الثقة وتصحيح الأخطاء. وأكد الاتحاد السعودي لكرة القدم مشاركة المنتخب بالقوام الأساسي تمامًا، وليس بالصف الثاني أو الرديف، في إشارة واضحة إلى جدية التحضير لكأس العالم.
وقع “الأخضر” في المجموعة الثانية إلى جانب المغرب (حامل لقب النسخة الماضية وقوة عربية كبرى)، والفائز من مباراة عمان والصومال، والفائز من جزر القمر واليمن. وستتأهل المنتخبات صاحبة المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي.
أكد هيرفي رينارد في أكثر من تصريح أنه يطمح للمنافسة بقوة على اللقب، معتبرًا أن تحقيق نتائج إيجابية في هذه البطولة سيمنح اللاعبين دفعة نفسية كبيرة، ويعزز الثقة في قدراتهم، ويُهدئ من حدة الغضب الجماهيري الحالي.
كما ستكون البطولة اختبارًا حقيقيًا لتجربة تشكيلات مختلفة، ومعالجة أوجه القصور الدفاعية والهجومية، وصقل التكتيكات التي سيحتاجها الفريق في المونديال.



