إطلاق السجل الوطني للسكري من النوع الأول لتعزيز الرعاية الصحية

أردني – أطلقت وزارة الصحة، اليوم الاثنين، في منتدى الصحة الأردني السجل الوطني للسكري من النوع الأول.
وجاءت المبادرة التي تُعد الأولى من نوعها في المملكة، ثمرة لتعاون مشترك بين وزارة الصحة والجمعية الملكية للتوعية الصحية وشركة الحوسبة الصحية.
وأكدت أمين عام الوزارة للشؤون الإدارية والفنية الدكتورة إلهام خريسات، خلال رعايتها حفل الإطلاق مندوبة عن وزير الصحة، أن الوزارة تولي ملف السكري أهمية خاصة عبر برامج الرصد والوقاية والكشف المبكر والتثقيف الصحي، إضافة إلى توفير الدواء والخدمات العلاجية، بما فيها خدمات الطبابة عن بُعد، بهدف خفض معدلات الإصابة والوفيات وتحسين جودة حياة السكان.
وأوضحت أن السجل يشكّل منصة وطنية رقمية متكاملة تُمكّن صانعي القرار من بناء سياسات وتشريعات مبنية على بيانات دقيقة وموثوقة، تعزز برامج الوقاية والكشف المبكر وتُسهم بالتخطيط السليم وتوزيع الموارد بعدالة وكفاءة، بما ينعكس إيجاباً على جودة حياة المرضى، كما يتيح السجل للباحثين بيانات معتمدة تدعم تطوير البحث العلمي وتعزز مكانة الأردن في هذا المجال.
وبينت أن إطلاق السجل يأتي ضمن خطة الوزارة لأتمتة سجلات الأمراض غير السارية والتوسع فيها، لما لها من دور محوري في دعم صناعة القرار المبني على الدليل، وبما ينسجم مع خطة التحول الرقمي التي نصت عليها رؤية التحديث الاقتصادي، وصولًا إلى نظام صحي رقمي متكامل يعزز العدالة والثقة ويرتقي بجودة الخدمات.
وأشارت خريسات إلى أن هذا الإنجاز يعكس رؤية شمولية تضع الإنسان في مركز الرعاية الصحية، من خلال دمج الدعم النفسي والمجتمعي في الخدمات المقدمة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة الحوسبة الصحية المهندس عمر عايش، إن السجل الوطني لمرضى السكري يعد خطوة محورية في تعزيز إدارة الرعاية الصحية للمرضى، إذ سيمكن من تتبع حالتهم منذ مرحلة التشخيص ومتابعة المضاعفات والعلاجات والزيارات الدورية، ما يتيح إصدار تقارير دقيقة تدعم عملية التخطيط ووضع السياسات الصحية المبنية على الأدلة.
من جهتها ، أوضحت مدير عام الجمعية الملكية للتوعية الصحية الدكتورة أمل عريفج، أن فكرة السجل نشأت من جهد بحثي متعمق أجرته الجمعية لتحديد واقع المتعايشين مع المرض وتوزعهم والفئات العمرية والخدمات المقدمة لهم، مؤكدة أن هذا السجل جاء ضمن مشروع التوعية بالسكري من النوع الأول والذي تتبناه الجمعية الملكية للتوعية الصحية وتطبقه في الأردن بدعم من مؤسسة السكري العالمية.
وبينت أن جهود الجمعية الملكية للتوعية الصحية تتواصل لدعم 160 مدرسة و150 مركزاً صحياً في مختلف أنحاء المملكة لتنظيم فعاليات مماثلة وإجراء فحوصات الغلوكوز في مجتمعاتها المحلية، حيث سيتم تزويدهم بمواد خاصة ومصممة لهذه المناسبة لضمان نشر الوعي على أوسع نطاق.
ويأتي السجل مكمّلاً لمشروع السكري من النوع الأول الذي نُفذ بالشراكة مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية وبدعم من مؤسسة السكري العالمية، واستهدف بناء مجتمعات مدرسية وصحية داعمة وخالية من الوصمة عبر تدريب المعلمين والكوادر الطبية والشباب المتطوعين ليكونوا سندًا لكل مصاب بالسكري من النوع الأول.
ويأتي أيضا استكمالاً لجهود الشركة في تطوير سجلات طبية وطنية نوعية عبر منصة” JHR” الهادفة إلى إنشاء نواة موحدة للمعلومات الصحية في المملكة، تمكّن صناع القرار من الاستفادة المثلى من البيانات في تطوير الخدمات الصحية، ما يمثل إنجازاً جديداً يُضاف إلى مسيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي ونموذجاً يحتذى به.
وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للسكري، تضمنت فعاليات الإطلاق عرضا لفيلم وثائقي يسلط الضوء على قصص متعايشين مع السكري في أماكن عملهم، وتكريم الفائزين في مسابقة شبابية لإنتاج مواد توعوية رقمية، إضافة إلى مسيرة توعوية حول مبنى الوزارة.
وشملت المسيرة محطات صحية لتقديم فحوصات مجانية مثل السكري التراكمي (A1c)، وفحوصات العيون، وتقييم للمخاطر الصحية والضغط النفسي (Diabetes Distress)، مع توفير الدعم التغذوي والنفسي وتقديم وجبات صحية.



