رياضة

إنجاز الأسود لن يكون الأخير.. مونديال 2034 بوابة العرب السحرية في كأس العالم

أردني – كان حلم استضافة كأس العالم لكرة القدم أمرًا بعيد المنال بالنسبة للبلدان العربية وسط تحديات كبيرة تقع على كاهل الدولة المستضيفة.

ونجحت التجربة العربية في استضافة كأس العالم خلال نسخة 2022 في ضيافة قطر ليبقى الباب مفتوحاً أمام نجاحات مماثلة وربما أكبر في نسخة 2030 بتنظيم مشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب.

وتبقى نسخة مونديال 2034 الثانية بتنظيم عربي كامل في الأراضي السعودية وهو ما يعطي آمالًا كبيرة للمنتخبات العربية في ظهور تاريخي على غرار ما حدث في مونديال قطر.

إنجاز الأسود.. ومونديال قطر

لم يحلم أكثر المتفائلين قبل مونديال قطر أن يتخطى منتخب عربي مرحلة المجموعات ويستكمل مشواره في كأس العالم حتى يصل إلى المربع الذهبي في حدث تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

نجح المنتخب المغربي في كسر كل التوقعات وتخطي حاجزاً نفسياً عانت منها المنتخبات العربية على مدار مشاركات عديدة.

كانت أفضل النتائج العربية قبل مونديال 2022 متمثلة في تخطي مرحلة المجموعات والوصول إلى دور الستة عشر على أقصى تقدير وهو ما حدث من قبل خلال نسخة 1986 عن طريق المنتخب المغربي في المكسيك ولكنه لم يستطع استكمال رحلته وودع على يد ألمانيا بهدف دون رد في ثمن النهائي.

وكرر المنتخب السعودي نفس الأمر في نسخة 1990 بعد أن وصل إلى ثمن النهائي ولكنه خسر أمام السويد بنتيجة 1-3 ثم وصل المنتخب الجزائري إلى ثمن نهائي نسخة 2014 قبل الخروج أمام ألمانيا بنتيجة 1-2.

ونجح المنتخب المغربي في نسخة مونديال قطر، بمخالفة أحكام التاريخ والمشاركات السابقة في كأس العالم بعدما تخطى عقبة إسبانيا في ثمن النهائي ليكتب التاريخ بالوصول لربع النهائي كأول منتخب عربي يصل إلى هذه المرحلة.

واستمرت المعجزة المغربية بإقصاء المنتخب البرتغالي في ربع نهائي وإنهاء حلم كريستيانو رونالدو في اقتناص اللقب العالمي قبل أن تنتهي المغامرة عند حدود المركز الرابع بعد الوصول لأول مرة إلى المربع الذهبي.

سر الإنجاز الأكبر

السر الرئيسي وراء الإنجاز الأكبر للكرة العربية في المشاركات المونديالية بلا أدنى شك هو الحضور الجماهيري الكبير والذي جعل المنتخب المغربي يشعر كأنه يلعب على أرضه.

مدرجات كاملة العدد في كل مباراة للمنتخب المغربي بحضور أغلبه من عشاق أسود الأطلس وبهتافات أصبحت بمثابة معتادة للأسود في تحديات المونديال.

بالطبع قدم المنتخب المغربي نسخة رائعة وتاريخية على المستوى الفني والتكتيكي بقيادة المدرب وليد الركراكي وهو ما صنع الفارق بالنسبة له عن باقي المنتخبات العربية التي نالت دعماً جماهيرياً كبيراً أيضاً سواء تونس أو السعودية أو قطر.

ولكن تأثير الحضور الجماهيري الكبير والدعم اللا محدود اعترف به نجوم المنتخب المغربي أنفسهم والمدرب وليد الركراكي في أكثر من مناسبة.

وتحدث الركراكي قبل انطلاق منافسات مونديال قطر مؤكداً أن إقامة البطولة على أرض عربية ستكون مفتاح نجاح منتخب المغرب في البطولة وهو ما تحقق بالفعل.

وقال مدرب المغرب في حوار لقناة “كانال بلس” قبل المونديال:” جمهورنا سيجعلنا نشعر كأننا نلعب على أرضنا، هي نقطة مهمة لها مفعول كبير في مشوار المونديال”.

ووصل هذا التأثير للمنافسين أنفسهم الذين اعترفوا بتأثر الدعم الجماهيري الكبير الذي لاقاه المنتخب المغربي في ضيافة قطر مثل لويس إنريكي مدرب منتخب إسبانيا.

هل يتكرر السيناريو في مونديال 2034؟

الإجابة عن هذا السؤال ستتطرق إلى عدة أمور تنظيمية ستساعد على دعم جماهيري أكبر في النسخة التي تستضيفها السعودية والتي تستحوذ على التركيز لأنها النسخة المونديالية الثانية بتنظيم عربي كامل من الألف للياء بينما سيكون الدعم ذاته متمثلاً للمنتخبات العربية التي تلعب في ضيافة المغرب خلال نسخة 2030 ولكن هناك مباريات أخرى ستقام في ضيافة إسبانيا والبرتغال.

السعودية بحكم موقعها الجغرافي ومساحتها الواسعة ستكون مسرحاً لدعم جماهيري أكبر من البلدان العربية بحكم قربها من دول الخليج العربي بجانب مصر وهو ما سيساعد على تدفق جماهيري أكبر.

ويساعد أيضاً على الحضور الجماهيري أن عدد المنتخبات المشاركة في نسخة 2034 سيكون أكبر من العدد الذي ظهر في مونديال 2022 وبالتالي سيكون الأمر دافعاً لظهور عربي أكبر، وفرصة أقوى لتحقيق إنجاز أفضل.

العامل المهم أيضاً أن هناك منتخبات بدأت تحضيراتها من الآن.. نعم قبل 10 أعوام كاملة من النسخة المرتقبة على الأراضي السعودية.

خطة المستقبل البعيد

المنتخب السعودي على سبيل المثال وضع خطة طويلة الأمد لضمان ظهور تاريخي في النسخة التي تقام على أرضه بمشروع متكامل يستهدف خروج العديد من مواهب المملكة إلى أوروبا والانخراط في أجواء الدوريات الأوروبية لصقل الموهبة واكتساب الخبرات.

ويبقى هذا المشروع بعدة محاور من بينها خروج مواهب الكرة السعودية لأندية أوروبا وتطوير المواهب الصاعدة عبر أكاديمية مهد بجانب تطوير مستوى الدوري المحلي باستقطاب نجوم عالميين.

ويبقى الحلم ذاته في خيال العديد من المنتخبات العربية التي تسعى للوصول إلى أفضل مستوى في نسخ المونديال القادمة على رأسها المغرب التي تطمع في مواصلة عروضها التاريخية بالمونديال بعد إنجاز قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى