اتفاقية شراكة لتنفيذ مبادرة “التدريب والتوظيف في قطاع السياحة”

أردني – وقعت وزارة السياحة والآثار، ومؤسسة التدريب المهني، وشركة مستقبل الأردن للتنمية المستدامة/ صندوق كفاءات المستقبل، والشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي، اليوم الاثنين، اتفاقية شراكة لتنفيذ مبادرة “التدريب والتوظيف في قطاع السياحة”.
ووقع الاتفاقية وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التدريب المهني وزير العمل خالد البكار، ورئيس هيئة مديري الشركة الأردنية للتعليم الفندقي العين ميشيل نزال، والمدير التنفيذي لشركة مستقبل الأردن للتنمية، الدكتور زيد عريضة.
وقالت عناب، إن توقيع الاتفاقية يأتي تأكيداً على التزام الوزارة بتعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات التعليم والتدريب، بما يسهم في تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلها للانخراط في سوق العمل السياحي، الذي يُعد من أهم القطاعات في توليد فرص عمل نوعية ومستدامة.
وأكدت، أن التدريب والتأهيل المهني يمثلان ركيزة أساسية للنهوض بقطاع السياحة، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة فيه، مشيرة إلى أن هذه المبادرة الوطنية تشكل خطوة عملية في ترجمة مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، من خلال تمكين الشباب الأردني وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجها سوق العمل محلياً وإقليمياً، ما ينعكس إيجاباً على الحد من معدلات البطالة وتعزيز تنافسية الأردن كوجهة سياحية متميزة.
بدوره، أكد البكار، أن وزارة العمل تعمل جاهدة على إيجاد بيئة جاذبة تسهم في توفير فرص عمل حقيقية، بما يعزز النمو الاقتصادي المستدام، ويُلبي احتياجات سوق العمل، لافتاً إلى أهمية توجيه الجهود نحو رفد القطاع السياحي بالكفاءات المؤهلة، خاصة أن التدريب المهني والتقني يحظى بمتابعة ملكية.
وبين، أن توقيع الاتفاقية جاء في وقت بالغ الأهمية، متطلعاً إلى شراكة مستدامة بين وزارتي العمل والسياحة وتجسيد هذا الشراكة لرفد سوق العمل بكفاءات.
من جهته، قال نزال، إن كلية عمون منذ تأسيسها عام 1996، أسهمت في رفد القطاع السياحي بأكثر من 20 ألف خريج وخريجة، يشكلون اليوم جزءاً محورياً من الكوادر العاملة في السياحة والضيافة، لافتاً إلى نجاح الكلية في تصدير الخبرات الأردنية إلى الأسواق الإقليمية، لا سيما السعودية، من خلال فرص عمل تعكس كفاءة التدريب المحلي.
وأكد، أن العملية التدريبية في القطاع الفندقي يجب أن تكون على مستوى عالٍ، ليس فقط لغايات التوظيف، بل لتمكين الشباب من إطلاق مشاريعهم الخاصة، مثل المطاعم أو منشآت الإيواء، وهو ما يتطلب تطويراً شاملاً للمنظومة السياحية.
من جهته، قال عريضة، إن التمويل المخصص للتعليم المهني والتقني جاء بهدف دعم الشباب الأردني وتمكينهم من الالتحاق بتخصصات تلبي احتياجات سوق العمل، لا سيما في قطاع السياحة الذي يُعد من القطاعات الحيوية في المملكة.
وأشار، إلى أهمية توطين الوظائف في القطاع السياحي، مؤكداً أن التوجه نحو التعليم المهني والتقني يحظى بدعم ملكي، ويأتي في إطار الجهود الوطنية لتعزيز فرص التشغيل والإنتاجية بين الشباب.
وبحسب الاتفاقية، تسعى الأطراف مجتمعة إلى إطلاق وتنفيذ هذه المبادرة الوطنية، انطلاقًا من دور قطاع السياحة المحوري كأحد المحركات الرئيسة لنمو الاقتصاد الوطني، لدعم تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بتوفير فرص عمل جديدة للشباب الأردني.
وتهدف هذه المبادرة، إلى تمكين الشباب من خلال برامج تدريبية تؤهلهم للعمل في قطاع السياحة داخل الأردن والدول المجاورة، وتوفير فرص تدريب عملي ومهني تنتهي بالتوظيف، من خلال شراكات مع القطاع السياحي.
وبموجب الاتفاقية، تتولى وزارة السياحة الإشراف العام على تنفيذ المبادرة، وتغطية جزء من كلف المتدربين ضمن المرحلة الثانية بحد أعلى 1000 متدرب في العام بواقع 150 دينارًا شهريًا لكل متدرب بحد أقصى ثلاثة أشهر، ووفق البرنامج التنفيذي الذي سيتم الاتفاق عليه واعتماده، إلى جانب توفير بيانات حول احتياجات سوق العمل في القطاع السياحي، ودعم الحملات الإعلامية والترويجية للمشروع ضمن الإمكانيات المتاحة.
بينما تلتزم مؤسسة التدريب المهني بتنفيذ البرامج التدريبية في مناطق لا تغطيها كلية عمون الجامعية التطبيقية، وتوفير كوادر تدريبية مؤهلة ومعدات وبنية تحتية، والتنسيق مع كلية عمون في تصميم البرامج ومحتواها التدريبي.
وستعمل شركة مستقبل الأردن للتنمية المستدامة على توفير التمويل اللازم لتغطية كلف التدريب في المرحلة الأولى وتقديم بدل مواصلات شهري للمتدربين طوال فترة التدريب، بالإضافة إلى المشاركة في اختيار وتحديد المتدربين، ومتابعة الخريجين في مواقع العمل بعد الانتهاء من التدريب.
وتتولى الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي، تنفيذ ومتابعة المبادرة في جميع مراحلها بالتنسيق مع وزارة السياحة، وتنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي في المواقع المحددة، وتصميم وتقديم برامج تدريبية حسب احتياجات القطاع بالتشاركية مع الوزارة، ومتابعة التدريب في بيئة العمل خلال المرحلة الثانية.
كما تتولى الشركة، التواصل مع المشغلين في القطاع السياحي لتسهيل فرص العمل بعد التدريب، ومتابعة أداء المتدربين وتقييم مستوى المهارات المكتسبة، وتقييم أداء المتدربين خلال مراحل البرنامج وتوثيق مخرجاته، وإعداد تقارير دورية للأطراف عن الالتزام بتنفيذ مراحل المبادرة، وإصدار الشهادات للمتدربين بعد إتمام متطلبات التدريب العملي بحسب تعليمات الاعتماد الصادرة من الجهات المختصة.
وتتضمن المبادرة ثلاث مراحل: الأولى التدريب النظري والعملي (3-6 أشهر) داخل مرافق كلية عمون الجامعية التطبيقية، أو بمرافق مراكز مؤسسة التدريب المهني المعتمدة وبإشراف من كلية عمون، والثانية التدريب في بيئة العمل (3 أشهر) ستنفذ من خلال صندوق التدريب المهني والشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي، وتحت إشراف وزارة السياحة والآثار.
وفي مرحلة العمل تحت التجربة (3 أشهر)، ينتقل المتدرب للعمل الفعلي في منشآت ومؤسسات القطاع السياحي الشريكة، حيث تُعد هذه المرحلة مدخلًا للتوظيف الدائم، ويُقيم خلالها أداء المتدرب من قبل الجهة المشغّلة.
وبحسب الاتفاقية، تعقد الأطراف اجتماعات تقييم دورية (كل شهر) لمراجعة سير عملية التنفيذ، وسيتم إشراك ممثلين عن القطاع الخاص في مقابلات اختيار المتدربين وفي المتابعة والتقييم بالتوافق مع وزارة السياحة والآثار، كما سيتم تشكيل لجنة برئاسة وزارة السياحة وعضوية باقي الأطراف لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية.