
ففي إنجاز أمني جديد يُضاف إلى سجل المخابرات العامة الأردنية الحافل، أُعلن يوم أمس عن كشف خلية إرهابية خطيرة تتبع لحركة الإخوان المسلمين المحظورة في الأردن، كانت تخطط لتنفيذ أعمال تزعزع أمن الوطن واستقراره، وجاء هذا الكشف نتيجة لعمل استخباراتي دقيق ومحترف، أثبت مجددًا أن عيون الوطن الساهرة لا تنام.
ورغم الغضب الذي ملئ صدرونا امس ونحن ننظر الى شرذمة من الجبناء من كارهي الحياة وخوارج العصر الحديث، وبرغم فقدانهم لكافة المقومات التي يمكن أن ندمجها في إطار الإنسانية والدين، الا اننا كنا وفي الوقت ذاته نفخر بجهود فرسان الحق، دائرة المخابرات العامة ومعها كافة ابناء القوات الامنية، ورجال القوات المسلحة الذين لم يألوا جهدا، حتى كان هؤلاء المجرمين الارهابيين اصحاب القلب الاسود بين يدي العدالة لينالوا عقاب ما اقترفت ايديهم من كره وكفر.
ما ظهر بالامس على شاشة التفزيون الاردني يؤكد يقينا أن هؤلاء القتلة المأجورين الإرهابيين فاقدين لعقولهم، كما هم فاقدين لضمائرهم وقلوبهم، فاقدين لدينهم ولوطنهم، فاقدين لكل موروث ثقافي واجتماعي وديني، أي أنهم بعزلة تامة ومطلقة.
والى كل من تسول له نفسه المضي بطريق الضلال من امثال من شاهدناهم بالامس، ومن سبقهم، وخروجوا مطئطين الرؤوس بالامس خانعين مذلولين، افهموا جيدا بأن لدينا قيادة هاشمية ترعى بعين الاب هذا الشعب الواحد الكريم واجهزة امنية وجيش عربي وشعب يثق بهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن صلات بين حركة الإخوان المسلمين المحظورة ونشاطات تهدد الأمن الوطني، لكن ما جرى هذه المرة يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول الخط الفاصل بين العمل السياسي والدعوة الدينية من جهة، والمخططات التخريبية من جهة أخرى.
ويرى مراقبون أن الكشف عن هذه الخلية يشكّل ضربة قوية للجماعة التي حاولت طيلة السنوات الماضية إعادة تقديم نفسها بوجه (معتدل)، في حين تكشف الوقائع الميدانية عن نوايا مزدوجة وأجندات خفية.
المطلوب اليوم حملة أمنية واسعة على كل من يحمل هذا الفكر الملوث، تضييق الخناق عليهم، ومحاصرة الفئران بجحورها، حتى يدركوا أن دماء الأردنيين وأرواحهم وممتلكاتهم عزيزة، وحتى يدركوا أن الارض الاردنية بزيتونها وبرتقالها وصبرها، بمساجدها وكنائسها مقدسة ومحرم تدنيسها او الاقتراب منها لاجل تخريبها، وكما كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في إحدى خطاباته: (يدنا ممدودة لكل من يريد الخير، ولكنها من حديدٍ لكل من يمس أمننا)، هذه العبارة تلخص فلسفة الأردن: التسامح قوة، والحزم ضرورة.
ما بث بالامس هو النهاية الحتمية لكل مجرم وارهابي وقاتل، ولكل من يفكر بسفك دماء الأبرياء ويدنس أرضنا الطهور، انها النهاية الحتمية لمن يبيع الوطن لأجل حفنة من المال، ولمن يبيع عقله ويسلمه للأخرين، ولمن يزرع بقلبه كراهية وأحقاد، وليس محبة للوطن وللانسانية، انها النهاية لكل هؤلاء الارهابيين، والى مزابل التاريخ، فهؤلاء الذين باعوا ضمائرهم، فقد اختاروا الاصطفاف في خندق الظلام… وخسروا.