"\n"
إقتصاد وإستثماررئيسي

اقتصاديون: الزيارة الملكية إلى أوزبكستان وكازاخستان تفتح أفقا واسعا للصادرات الأردنية

أردني – أكد معنيون بالشأن الاقتصادي أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أوزبكستان وكازاخستان، تضع خارطة طريق نحو أسواق غنية بالموارد وفرص الاستثمار، وتمنح الصادرات الأردنية أفقاً واسعا أمام شراكات متكاملة تعزز مكانة المملكة كلاعب إقليمي اقتصادي فاعل.

وقالوا  إن الزيارة الملكية أعادت تقديم الأردن شريكا استراتيجيا قادرا على لعب دور الوسيط، وتشكيل جسر يربط الشرق الأوسط بآسيا الوسطى، وتمثل فرصة تاريخية لبناء شراكات استثمارية وتجارية، وترسيخ موقع الأردن كمحور إقليمي في قلب التوازنات الاقتصادية.

وأكدت وزيرة الاستثمار الأسبق، خلود السقاف، أن الزيارة الملكية السامية تمثل خطوة استراتيجية منسجمة مع رؤية التحديث الاقتصادي 2023-2023، والتي تضع ضمن أولوياتها تنويع الأسواق التصديرية وزيادة الصادرات، باعتباره توجهاً عملياً نحو الانفتاح على أسواق واعدة ونامية في آسيا الوسطى، بما يتيح من فرص أكبر للمنتج الأردني للوصول إلى مستهلكين جدد والتقليل من الاعتماد على أسواق محدودة تقليدية.

وأضافت “دأب جلالته على قيادة جهود دبلوماسية واقتصادية متواصلة لفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد الوطني، عبر تكريس العلاقات مع دول مؤثرة وناشئة، ووضع الأردن على خريطة الشراكات الدولية”، مشيرة إلى أن هذه الجهود الملكية تعكس رؤية واضحة بأن الانفتاح على الأسواق العالمية وتنويعها هو السبيل لتعزيز تنافسية الاقتصاد الأردني وجذب الاستثمارات النوعية.

ولفتت إلى أن أوزبكستان وكازاخستان تشهدان في السنوات الأخيرة إصلاحات اقتصادية واسعة لتعزيز بيئة الأعمال واستقطاب الاستثمارات الأجنبية من خلال تحديث القوانين وتسهيل الإجراءات وتوسيع مجالات الشراكة مع القطاع الخاص، ما يفتح الباب أمام الأردن لبناء شراكات قوية واستقطاب استثمارات مشتركة في قطاعات رئيسة؛ مثل الزراعة، والأدوية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا.

بدوره، أكد رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية، الدكتور إياد أبو حلتم، أن زيارات جلالة الملك الخارجية لها أهمية كبيرة لجهة تعزيز حجم التبادل التجاري، ونقل المعرفة والتكنولوجيا، والاستثمارات المتبادلة، والاستفادة من المواد الأولية والموارد الخام المتوفرة في تلك الدول.

وقال إن “السوق الكازاخية على سبيل المثال، تتميز بمساحة جغرافية واسعة، وتعد من أغنى الدول بالنفط والغاز والمعادن والمواد الأولية، حيث تملك واحداً من أعلى الاحتياطيات العالمية من الزنك والفضة واليورانيوم والذهب، فضلاً عن كونها من كبار مصدري الحبوب في العالم، بالإضافة إلى موقعها المتميز في قلب آسيا الوسطى، كما إن أوزبكستان سوق واعدة ينمو اقتصادها بنحو متسارع، وتتبنى خططاً واضحة للتنويع الاقتصادي”.

وأوضح أن هذه الأسواق تمثل فرصة مهمة للصادرات الأردنية، في ظل خطة الأردن لزيادة صادراته من 9 مليارات دينار حالياً إلى أكثر من 20 مليار وفق رؤية التحديث الاقتصادي، إذ إن أبرز التحديات التي تواجه الصادرات الأردنية اليوم تكمن في التركز السلعي والجغرافي، حيث تعتمد بنحو كبير على عدد محدود من السلع والأسواق.

وقال إن منتدى الأعمال شهد مشاركة أكثر من 44 شركة صناعية أردنية، ما يعد خطوة مهمة في مجالات متعددة؛ أبرزها الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية والأسمدة والكيماويات والتمور، فهذا النوع من الفعاليات لا يسهم فقط في تسويق المنتجات الأردنية، بل يفتح المجال أمام استثمارات مشتركة في المواد الأولية التي يحتاجها القطاع الصناعي المحلي.

ولفت إلى أن هذه الجهود تترجم دعوة جلالة الملك للبناء على مثل هذه المنتديات، والعمل على تنظيم منتديات مشتركة سواء ثنائية أو إقليمية في الأردن، لعرض المشاريع والفرص الاستثمارية وتعزيز الشراكات بما يخدم الاقتصاد الوطني.

من جهته، أكد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان المهندس موسى الساكت، أن زيارة جلالة الملك إلى أوزبكستان وكازاخستان، مثّلت محطة مهمة فتحت أمام الاقتصاد الأردني نافذة استراتيجية جديدة نحو أسواق واعدة، خاصة في منطقة آسيا الوسطى.

وقال إن الزيارة الملكية أسست لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، تجاوزت الطابع البروتوكولي والتبادل التجاري المحدود، نحو شراكة شاملة متعددة الأبعاد.

وأشار إلى أن أبرز ما تمخضت عنه الزيارة هو الاتفاق على زيادة حجم التبادل التجاري، وتفعيل مشاريع استثمارية مشتركة، إلى جانب إطلاق لجنة حكومية مشتركة ومجلس أعمال أردني أوزبكي، بما يسهم في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تنظيم منتدى أعمال أردني أوزبكي، بمشاركة كبرى الشركات من كلا البلدين، ما يهيء أرضية عملية لبناء شراكات استثمارية وتجارية فاعلة.

ولفت إلى تحديد مجالات تعاون مشتركة واسعة تشمل الصناعات الكيماوية، والنسيجية، والتكنولوجيا الذكية، والرعاية الصحية، والصناعات الدوائية، والسياحة العلاجية، وتوفير إجراءات تسهيلية مهمة؛ مثل إلغاء التأشيرات وفتح خطوط طيران مباشرة بين الأردن وكلا البلدين.

وبين أن الأردن يمتلك خبرات متقدمة في الصناعات الكيماوية والدوائية، فيما يتمتع البلدان بموارد زراعية وأولية غنية، توفر فرصًا حقيقية للتكامل الاقتصادي، مؤكدا ضرورة أن يأخذ القطاع الخاص زمام المبادرة والقيادة لترجمة هذه الفرص إلى مشاريع واقعية”.

من جهته، أشار الباحث في الشأن الاقتصادي، الدكتور أحمد المجالي، إلى أن زيارة جلالة الملك إلى أوزبكستان وكازاخستان، جاءت في توقيت مهم للاقتصاد الوطني، حيث تعكس إدراكاً استراتيجياً لأهمية تنويع الشركاء والانفتاح على أسواق جديدة.

وأوضح أن البعد الاقتصادي للزيارة الملكية يتجاوز البروتوكول نحو توظيف ميزة الأردن وقدرته على إدخال منتجات ذات قيمة مضافة إلى أسواق تعتمد على الموارد الطبيعية، ما يخلق تكاملاً استراتيجياً يعزز مكانة الأردن كمركز متوازن في سلاسل القيمة العالمية، بالإضافة إلى البعد التسويقي للأردن كوجهة اقتصادية جاذبة تقوم على الاستقرار السياسي والموقع الجغرافي والقدرات البشرية في قطاعات حيوية كالأدوية والزراعة والخدمات.

ولفت إلى أنه في أوزبكستان، يبرز الأردن خيارا مناسبا لدعم تحديث الاقتصاد عبر خبراته الزراعية والدوائية والسياحية، بينما في كازاخستان أكد حضوره كجسر لوجستي وتجاري يربط أسواق آسيا الوسطى بالشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى