
أردني – قال مندوب الأردن في مجلس الأمن، سلطان القيسي، إن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشكل أولوية إنسانية وأخلاقية وسياسية.
وخلال جلسة عن الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين، مساء الأربعاء، وصف القيسي الوضع الذي تعيشه غزة بأنه كارثة غير مسبوقة يتجلى فيها تجويع أكثر من مليوني غزي وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة، في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني والأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن التقارير الأممية وثقت حجم المأساة والدمار الهائل الذي يشهده القطاع من انهيار كامل للخدمات الأساسية والإنسانية.
وبين أن الأردن يطالب بوقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان الإدخال الفوري والكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى أرجاء القطاع كافة، والسماح للمنظمات الإنسانية الأممية بإيصال المساعدات، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الذي يسود القطاع مع نفاد الغذاء والدواء ووصول معدلات الجوع وسوء التغذية بين الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي من تدمير واسع النطاق، حيث أن 17 مستشفى من أصل 37 تعمل بشكل جزئي، و70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة.
وبين أنه ومنذ الأول من تموز وحتى تاريخه أرسل الأردن 3 قوافل مساعدات إنسانية لقطاع غزة عبر الممر الإنساني الأردني تضم 111 شاحنة، مؤكدا جاهزية الأردن التامة لإرسال مئات الشاحنات يوميا إلى القطاع فور رفع إسرائيل للقيود غير القانونية التي تفرضها على وصول المساعدات الإنسانية، حيث أن كميات المساعدات الإنسانية المرسلة لا تغدو قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية الأساسية لسكان القطاع.
وشدد على دعم الأردن الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأعرب عن ترحيب الأردن ببيان وزراء خارجية 25 دولة الداعي إلى الوقف الفوري للحرب على غزة واحترام القانون الدولي ورفض التهجير الوتغيير الديموغرافي، وتثمينه مواقف تلك الدول بشأن وقف الاستيطان وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات ودعمها للجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأعرب عن إدانة الأردن استهداف إسرائيل للأعيان المدنية ودور العبادة، وآخرها قصف كنيسة دير اللاتين في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ومطالبته مجلس الأمن بضمان امتثال إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
كما أعرب عن إدانة الأردن استمرار إسرائيل بأنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وانتهاكاتها الرامية إلى تقويض حل الدولتين، وتحذيره من استئناف المشروع الاستيطاني “إي ون” في شرقي القدس المحتلة.
كما أعرب عن إدانة الأردن تصويت الكنيست الإسرائيلي، اليوم، على بيان لدعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتقويضًا واضحًا لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد إدانة الأردن اقتحامات المستوطنين ووزراء الحكومة الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك – الحرم القدسي الشريف، التي تتم بحماية الشرطة الإسرائيلية في انتهاك للوضع القانوني والتاريخي القائم ولالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مشددا على أن هذه الممارسات والاقتحامات لا تلغي حقيقة أن القدس الشرقية مدينة محتلة لا سيادة لإسرائيل عليها.
وعبر عن تأكيد الأردن على الدور التاريخي للوصاية الهاشمية في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ على هويتها العربية.
ووجه دعوة الأردن للمجتمع الدولي إلى توفير الدعم السياسي والمالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأنروا” لتمكينها من أداء مهامها الحيوية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وسائر مناطق عملها الخمس، وفقا لولايتها الأممية، مؤكدا ضرورة التصدي للإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تقويض الوكالة وتصفيتها.
وأكد أن الأردن يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال وإطلاق مسار سياسي جاد وفاعل يستند إلى المرجعيات الدولية ويفضي إلى تحقيق حل الدولتين بما يضمن للشعب الفلسطيني نيل حقوقه المشروعة وفقا للقرارات الأممية.
وشدد القيسي على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، وأن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.