لم يكد الأردن يخرج من مرحلة العدوان على غزة وظهور انفراجات على حدوده الشمالية حتى عاد ملف التهجير للظهور مرة أخرى سواءا من غزة استغلالا للنكبة الإنسانية والسياسية التي تعاني منها أو من الضفة التي تعمل حكومة نتنياهو على تفجيرها أمنيا وعسكريا.
الأردن كان منذ بداية العدوان على غزة يدرك أن تهجير اهل غزة خارجها هدف للعدوان، وعمل مع الأشقاء المصريين وأطراف عربية ودولية على التصدي للمشروع، لأنه يدرك أن التهجير ليس نقل سكان من غزة إلى بلد آخر بل هو تصفية للقضية الفلسطينية ونقض عناصرها الكبرى لأن إسرائيل تريد فلسطين بلا فلسطينيين، فالتهجير مقتل للدولة الفلسطينية ولحق العودة.
الأردن الذي دخله منذ بدايات القضية الفلسطينية ملايين من أبناء فلسطين ودخله نتيجة أزمات الإقليم وحروبه التي لم تتوقف ملايين من العرب وغيرهم دفع من موارده المحدوده واستقراره السياسي ثمنا باهظا لكل هجرة مهما كانت أسبابها وآخرها الازمة السورية، والأردن يعلم أن قدوم اي عدد من غزة أو غيرها لم يعد أمرا مقبولا او قابلا للاحتمال فضلا عن أبعاده السياسية على التركيبة السكانية في الأردن وعلى الهوية الوطنية الأردنية وايضا خطورته على الهوية الوطنية الفلسطينية.
المنطق وبعد كل الحروب وأشكال العدوان أن يتجه العالم لحل القضية الفلسطينية بانصاف الفلسطينيين ومنحهم حقهم على أرضهم وليس البحث عن حلول لحل المشكلة الإسرائيلية ومايسمى بأمن إسرائيل عبر تقريغ الأرض الفلسطينية من أهلها وتهجيرهم الى دول اخرى.
لن يقبل الأردنييون أي حل على حساب هويتهم الوطنية ووطنهم ودولتهم، ومن يسعى للسلام فبوصلة السلام باعطاء الفلسطيني حقه على أرضه وليس بالتهجير وصناعة وهم السلام عبر مشروع لا يمكن وصفه إلا أنه تصفية للقضية الفلسطينية.
الرأي