الجامعة العربية: الاستقرار قابل للانفجار طالما ظلت المشكلة الفلسطينية قائمة
أردني – أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن “مشاعر الانتقام الأسود، تحكمت بقادة الاحتلال الإسرائيلي، حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم، وارتكبوا جرائم لها مسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي، وهو التطهير العرقي”.
وخلال خطابه في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الـ33، أضاف أن جرائم إسرائيل مكتملة الأركان، وتستهدف ليس القتل فقط، بل الاغتيال الكامل للمجتمع، بتمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته كاملة.
وقال إنه لا يوجود في قطاع غزة مكان آمن، إذ ينتهي الحال بأكثر من مليون فلسطيني في رفح، للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال، بعضهم ينزح للمرة الرابعة أو الخامسة إلى العراء بلا مأوى أو أي من مقومات الحياة البشرية، مطاردين في الطرقات رصاصات الاحتلال وقنابله، بين الأنقاض والخيام.
ووصف أبو الغيط العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، بوصمة العار على جبين العالم، الذي “يقبل بأن تجري هذه الجرائم في هذا الزمان، وأن تمتد شهوراً طويلة قبل أن تطالب بعض الدول بوقف فوري لإطلاق النار، رغم أن ما تمارسه إسرائيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل المنظومة العالمية وقواعدها الحاكمة والمبادئ التي تتأسس عليها.
وأضاف “أن كل تحرك سواء كان عربياً أو دولياً لوضع حد لتلك الجريمة يظل ضرورة قصوى، وقد كانت المساعي العربية في هذا الصدد جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض في تشرين الثاني 2023، لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته”.
وقال إن إسرائيل حاولت عبثاً استغلال أحداث السابع من أكتوبر و”التعاطف الدولي” معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين، معتبراً التصويت الدولي الكاسح قبل أيام في الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضواً كاملاً؛ مؤشرا واضحا على الموقف الدولي عموما من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر.
وأكد أن “الاستقرار الإقليمي يظل هشاً وقابلاً للانفجار طالما ظلت المشكلة الفلسطينية قائمة من دون حل، وأن إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي طال انتظاره”.
وأعرب عن شعوره بالرضا حيال المشهد العالمي غير المسبوق، من الوعي والإدراك لدى جيل جديد على اتساع العالم من السويد إلى الولايات المتحدة الذي “يرى الأمور على حقيقتها ويُدرك بحسه السليم أن ما يجري في فلسطين جريمة، وأن الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر”.
وأشار إلى أن الوضع في ليبيا واليمن وسوريا والسودان، المطروح بشأنها قرارات على القمة؛ يعد مجمداً إلى حد كبير، وهوما يولد أوضاعاً قابلة للانتكاس، ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب، ولا يوفر الاستقرار الإقليمي المنشود.