
أردني – أكد خبراء ومختصون في القطاع الطبي أن خطاب خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد، أمام مجلس الأمة العشرين، خلال افتتاحه الدورة العادية الثانية، حمل رسائل عميقة تجسد رؤية شمولية لمسارات التحديث في الدولة الأردنية، خاصة في القطاعات الحيوية التي تمس حياة المواطن اليومية، وعلى رأسها القطاع الصحي وتطويره، إضافة إلى التعليم والنقل.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن خطاب جلالته شدد على أن أمام مجلس الأمة مسؤولية متابعة ما تم إنجازه في مسار التحديث السياسي وتعزيز العمل الحزبي لخدمة الوطن، حيث قال: “علينا أن ننهض بنظامنا التعليمي، ليكون أكثر مواكبة لمتطلبات العصر، وأن نواصل تطوير نظامنا الصحي وتحديث قطاع النقل، ليكون أكثر كفاءة في دعم التنمية وتحسين نوعية الحياة”.
وقال رئيس لجنة الصحة والإسكان في مجلس الأعيان الدكتور ياسين الحسبان، إن خطاب جلالة الملك شكل خارطة طريق واضحة لاستثمار الفرص والتعامل مع التحديات في مختلف القطاعات، مؤكدا أن جلالته أولى القطاع الصحي اهتماما كبيرا كعادته، لما له من دور محوري في رفعة الوطن وخدمة المواطن.
وأشار إلى أن الأردن كان مضرب المثل عربيا ودوليا في مجال السياحة العلاجية، بفضل ما يمتلكه من مستشفيات جامعية وخدمات طبية ملكية وقطاع خاص متطور، مشددا على أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدا من التنظيم والحوكمة في القطاع الصحي لضمان كفاءته واستدامته.
وأضاف، إن المطلوب اليوم هو تعزيز الشراكة بين وزارة الصحة ومجلسي الأعيان والنواب والخدمات الطبية الملكية والجامعات والقطاع الخاص لتذليل العقبات والوصول إلى قطاع صحي منظم وعادل يضمن جودة الخدمات وتمويلها بشكل تشاركي.
من جهتها، أكدت مديرة عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتورة رنا عبيدات، أن خطاب العرش رسم ملامح مرحلة جديدة من الصمود والعمل، مشيرة إلى أنه حمل رسائل قصيرة وحازمة ومحفزة تعبر عن اعتزاز جلالة الملك بشعبه ووحدة الأسرة الأردنية.
وأضافت، إن المؤسسة تعمل على تحقيق تطلعات جلالته في القطاعين الصحي والصناعي، مشيرة إلى أن صادرات الصناعات العلاجية واللوازم الطبية الأردنية تصل إلى أكثر من 77 سوقا حول العالم، بقيمة بلغت 352 مليون دينار خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، بنمو 6.3 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، وبحصة تقارب 7 بالمئة من إجمالي الصادرات الوطنية.
وأكدت أن المؤسسة مستمرة في تعزيز جهودها لدعم الصناعة الدوائية وتطويرها، انسجاما مع الرؤية الملكية في بناء اقتصاد وطني قوي قائم على التميز والإنتاجية والكفاءة.
بدوره، ثمن رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري ما ورد في خطاب العرش السامي من تأكيد على مواصلة تطوير القطاع الصحي، مؤكدا أن الأردن أصبح مقصدا موثوقا للعلاج والاستشفاء بفضل الإنجازات المتراكمة.
ودعا الحموري إلى مواصلة التطوير المهني، وتحسين جودة التعليم الطبي وتطبيق برامج الاعتمادية الوطنية والدولية لضمان جودة الخدمات الصحية، إضافة إلى تذليل التحديات التي تواجه القطاع الصحي الخاص بوصفه شريكا أساسيا في المنظومة الوطنية.
وأشاد بتأكيد جلالة الملك على دعم الأشقاء في غزة، مبينا أن المستشفيات الخاصة قامت باستقبال أكثر من 200 طفل من غزة ضمن مبادرة “الممر الطبي الأردني” التي أطلقها جلالته لإخلاء 2000 طفل للعلاج في المملكة، في تجسيد حي للقيم الإنسانية والرسالة الهاشمية.
من جانبه، قال عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الدكتور محمد القضاة إن خطاب العرش أكد أهمية تطوير الخدمات التي تمس حياة المواطن مباشرة، خاصة في قطاعات التعليم والصحة والنقل، مشيرا إلى أن الأردن يمتلك بنية تحتية صحية متقدمة تستوجب استمرار تطويرها وتعزيز الحوكمة والتكامل بين مختلف مكونات القطاع الصحي.
ولفت القضاة إلى أهمية تعزيز الرعاية الصحية الأولية لتكون المراكز الصحية الخيار الأول للمواطن، وتوفير خدمات سريعة وعالية الجودة في جميع المحافظات.
–(بترا)



