"\n"
رياضة

“الماجيكو” دي بروين.. نهاية حقبة خالدة وحيرة بين 6 خيارات

أردني – بدأ العد التنازلي لنهاية رحلة البلجيكي كيفن دي بروين بقميص مانشستر سيتي، وذلك بعد إعلان رحيله بختام الموسم الحالي عن ملعب الاتحاد.

الرحلة بدأت في صيف 2015 بعدما أعلن المان سيتي تعاقده مع دي بروين لمدة 6 سنوات، قادما من فولفسبورج مقابل 75 مليون يورو، ليصبح حينها أغلى لاعب في تاريخ النادي الإنجليزي.

ومنذ تلك اللحظة، تحول دي بروين إلى قطعة أساسية في تشكيل السيتزنز، بفضل إسهاماته على كافة الأصعدة، لاسيما الجانب الهجومي.

عرش الماجيكو

قبل قدوم دي بروين إلى ملعب الاتحاد، كان للإسباني ديفيد سيلفا مكانة تاريخية في قلوب جماهير السيتي، التي وصفته بـ”الماجيكو”، كناية عن سحره الذي كان ينثره على أرض الملعب.

ولعب الثنائي سويا حتى رحيل سيلفا في صيف 2020، وهو في أعين كثيرين “أفضل صانع لعب في تاريخ النادي”، وهو ما كانت تثبته إحصائياته.

وتميز سيلفا بقدرته على إيصال زملائه لمناطق الخطورة ولمرمى المنافسين، وهو ما ترجمه بدخوله قائمة الـ10 الأوائل من ناحية صناعة الأهداف على مستوى البريميرليج.

وقدم سيلفا 93 تمريرة حاسمة، جعلته يحتل المركز السابع في القائمة التاريخية، لكنه لم يكن يعرف أن زميله السابق سيتجاوزه لاحقا، وينصب نفسه “ماجيكو السيتي الأول”.

الدولي البلجيكي استطاع حتى هذه اللحظة صناعة 118 هدفا في الدوري الممتاز، ليحتل الوصافة في قائمة أكثر اللاعبين قياما بالتمريرات الحاسمة في تاريخ المسابقة، خلف الويلزي ريان جيجز (162).

كما بلغ دي بروين أعلى عدد من التمريرات الحاسمة في موسم واحد بالنسبة للاعبي السيتي، بصناعته 20 هدفا بموسم 2019-2020 في البريميرليج.

واحتكر أسطورة بلجيكا كذلك، أغلب الأرقام القياسية المتعلقة بصناعة الأهداف بمختلف المستويات، حيث نصب نفسه صانع الألعاب الأول في تاريخ السيتي، بواقع 171 تمريرة حاسمة.

وفي دوري أبطال أوروبا، يعد دي بروين أيضا الأكثر صناعة للأهداف في تاريخ مشاركات السيتي بالبطولة، بواقع 29 تمريرة حاسمة.

هذا بالإضافة إلى كونه الأكثر صناعة للأهداف بموسم واحد في مختلف البطولات، وذلك بتقديمه 29 تمريرة حاسمة لزملائه في موسم 2022-2023، وهو ما أسهم في تتويج السيتي بالثلاثية التاريخية لأول مرة.

ولا تقتصر أسطورة دي بروين على صناعة الأهداف فقط، بل إنه وصل إلى 106 أهداف بقميص فريقه الحالي بمختلف البطولات.

كما نال دي بروين 19 لقبا مع السيتي، محليا وقاريا، لينصب نفسه ملكا بعدما أصبح أكثر اللاعبين تتويجا بالألقاب في تاريخ النادي.

معشوق المهاجمين

وجود دي بروين في مانشستر سيتي، كان له أثره البالغ على مهاجمي الفريق في العقد الأخير، وأحدثهم النرويجي إيرلينج هالاند، الذي شكل ثنائية مثمرة معه منذ وصول الأخير للنادي في صيف 2022.

لكن هالاند لا يعد الأكثر استفادة من هدايا دي بروين في أرض الملعب، بل كان للأرجنتيني سيرجيو أجويرو النصيب الأكبر من إمدادات النجم البلجيكي.

وقدم دي بروين 19 تمريرة حاسمة لأجويرو خلال الفترة التي لعبها الثنائي معا، وكان هالاند في طريقه لتجاوزه لولا الإصابة التي ستؤدي لابتعاده عن الملاعب لأسابيع في نهاية الموسم.

واستفاد المهاجم النرويجي من تمريرات دي بروين الحاسمة 13 مرة حتى الآن، لكنه بإمكانه زيادتها حال تعافيه ولحاقه ببعض المباريات قبل نهاية رحلة زميله البلجيكي.

لكن تأثير دي بروين لم يقتصر على هداياه بأرض الملعب، بل امتد أيضا لخارجها، حيث صرح زميله جاك جريليش في الساعات الماضية بأنه كان أحد أسباب انضمامه إلى الفريق السماوي من أستون فيلا قبل 4 سنوات، رغبة منه في اللعب بجواره.

مصير حائر

زادت التكهنات حول مصير دي بروين بمجرد رحيله عن السيتي في الساعات الماضية، خاصة أنه ارتبط سابقا بعدة وجهات، على رأسها الدوريين السعودي والأمريكي.

وكانت هناك تقارير صحفية قد أفادت برغبة نادي النصر في جلب صاحب الـ33 عاما لملعب الأول بارك، وهو ما قد يحقق حلم دي بروين، المتمثل في اللعب بجوار البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد العالمي.

وسبق لدي بروين أن تحدث في مقابلة عام 2023 عمن يفضل اللعب بجواره، بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فقال عن ذلك: “ربما سأختار رونالدو، لأنه مهاجم نموذجي بشكل أكبر”.

وأضاف: “ميسي أقرب لصانع اللعب، وأنا كذلك، لذا يمكنك إعطائي مهاجما”.

لكن النصر ليس الوحيد المهتم بالحصول على خدمات أسطورة السيتي، فهناك أنباء أيضا عن رغبة نادي سان دييجو في جلبه للدوري الأمريكي.

وفي أوروبا، يأتي بايرن ميونخ على رأس الأندية المهتمة بدي بروين، فرغم تقدمه في العمر، إلا أن وجود زميله السابق فينسينت كومباني على رأس الطاقم الفني، قد يدفعهما لتجديد الشراكة بينهما.

كذلك هناك أنباء عن اهتمام تركي من جانب فنربخشة وجالطة سراي بضم دي بروين، بالإضافة لاحتمالية عودته إلى نادي الطفولة، جينت البلجيكي، ليصبح مصيره حائرا بين 6 وجهات حتى هذه اللحظة.

لكن بغض النظر عن مستقبله، فالمؤكد أن صفحة دي بروين مع السيتي ستبقى خالدة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم كأحد أعظم من مرّوا على البريميرليج.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى