
من جديد يعود جلالة الملك للحديث عن الاستثمار والمستثمرين، وضرورة تبسيط الإجراءات أمامهم لتسهيل رحلة المستثمر، والتي تسعى كافة دول العالم لتبسيطها واختصارها وتسهيل العقبات أمامها، والهدف واضح وصريح ومباشر؛ وهو تعزيز مكانة الأردن على خارطة الاستثمارات العالمية، لنكون دولة جاذبة للاستثمارات والمستثمرين، ولتعزيز الاقتصاد الوطني، وزيادة الناتج المحلي الاجمالي.
ومن هنا جاء لقاء جلالته، بحضور سمو ولي العهد، مع رئيس الوزراء ووزير الاستثمار، ومسؤولين معنين بالاستثمار، حيث أكد جلالته على أهمية إعداد خطة واضحة وموحدة لتطوير مسار الاستثمار، ودعا إلى تبني نهج حكومي موحد يسهم في تبسيط الإجراءات وتسهيل رحلة المستثمر، وتعزيز دور وزارة الاستثمار كمرجع أساسي للسياسات والاستراتيجيات الاستثمارية.
فيما أكد جلالته على ضرورة توفير فرص استثمارية قابلة للتمويل، والعمل على ترويجها بهدف تحفيز الاستثمار المحلي وجذب استثمارات كبرى في مختلف القطاعات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي.
وشدد جلالته على أهمية إعداد خطة واضحة وموحدة لتطوير مسار الاستثمار وإصدار تقارير دورية توضح مسار التقدم والتحديات، لتحسين بيئة الأعمال وزيادة تنافسيتها.
كما علق جلالته على جولته الآسيوية، مشيراً إلى أهمية البناء عليها لتوسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، إذ لفت جلالته إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الصناديق السيادية في إندونيسيا وكازاخستان، بما يعزز نقل وتبادل الخبرات، ويسهم في دعم الاستراتيجيات الوطنية وتعظيم أثر المشاريع الكبرى.
ملف الاستثمار والاقتصاد يشغل حيزاً كبيراً من اهتمام جلالته، وبمتابعة من سمو ولي العهد، على كافة المستويات الداخلية والخارجية، وعلى الدوام يعمل جلالته على نشر رسالة الأردن الاستثمارية في كافة المحافل الدولية، ويطرح الأفكار والرؤى المستقبلية التي يأمل أن يعمل الجميع عليها لتعزيز الاستثمارات في الأردن؛ والتي من شأنها دعم الاقتصاد الوطني ككل، ويوجه الحكومات المتعاقبة لتذليل العقبات أمام الاستثمارات والمستثمرين، المحليين وغيرهم.
وللأسف الشديد لم تنجح العديد من الحكومات السابقة في تحقيق رؤية جلالته في هذا الجانب على الوجه الأكمل، ولم يحظ ملف الاستثمار بالاهتمام الذي يستحقه على مدار عقود، وما زال لدينا الكثير الكثير من الخطوات والإجراءات التي من الواجب اتخاذها للنهوض بالاستثمار وجذب المستثمرين.
ملف الاستثمار يجب أن يعطى الاهتمام والدعم والترتيب والأولوية على الدوام، وما دام الجميع مؤمن بأن الاستثمارات هي الرافعة الأساسية للاقتصاد الوطني؛ فعلى الحكومة الحالية أن تحقق رؤية جلالته في أن يكون الأردن في مقدمة دول المنطقة والعالم في جذب الاستثمارات.. فهل الحكومة الحالية جاهزة وقادرة على ذلك؟؟.. نأمل ذلك للنهوض باقتصادنا وبمستقبل الأردن والأردنيين.
الرأي



