بكاء وانسحاب.. الملعب المشؤوم يعيد الكوابيس إلى ميسي
أردني – لا ينسى عشاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، المعاناة التي عاشها طويلًا من أجل التتويج بلقب رفقة منتخب بلاده.
وبعدما حصد الألقاب الجماعية على مستوى الأندية مع برشلونة، بجانب اكتساح الجوائز الفردية وعلى رأسها الكرة الذهبية، كان الحلم المتبقي هو التتويج بلقب مع الأرجنتين.
ورفض البعض، اعتبار ليونيل ميسي، الأعظم في تاريخ كرة القدم، كونه لم ينجح في قيادة الأرجنتين لحصد لقب كأس العالم.
الفرصة الذهبية
جاءت واحدة من أفضل الفرص أمام ميسي لإنهاء عقدته مع المنتخب الأرجنتيني في النسخة المئوية لكوبا أمريكا، التي احتضنتها الولايات المتحدة على ملاعبها في عام 2016.
ووقعت الأرجنتين في المجموعة الرابعة التي كانت في المتناول، بجوار تشيلي وبنما وبوليفيا.
وبدأت الأرجنتين، البطولة القارية بقوة، بالتفوق على تشيلي (2-1) لتنتقم من السقوط أمامها في نهائي نسخة 2015.
ولم تتوقف الأرجنتين بعدها، حيث اكتسحت بنما بخماسية نظيفة وقع خلالها ميسي على هاتريك، قبل الفوز على بوليفيا بثلاثية نظيفة، ليتأهل زملاء البرغوث في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة.
كما تلقى ميسي، أنباء سارة بتوديع المنافس الأبرز البرازيل من دور المجموعات، إضافة إلى توديع أوروجواي أيضًا بنجومها البارزين، ليبدو الطريق مفتوحًا أمام الأرجنتين للفوز باللقب للمرة الأولى منذ 1993.
وواصلت الأرجنتين، نتائجها الكبيرة، بالفوز في ربع النهائي أمام فنزويلا (4-1)، واكتسحت أصحاب الأرض في نصف النهائي برباعية نظيفة، ليأتي المشهد الختامي الذي انتظره ميسي طويلًا لإنهاء عقدته والتتويج أخيرًا بلقبه الأول مع منتخب بلاده.
وأقيمت المباراة النهائية على ملعب ميت لايف في نيو جيرسي، بين الأرجنتين وتشيلي، في تكرار لنهائي النسخة السابقة.
وتجددت اللعنة وغاب بريق الأرجنتين ووصلت المباراة إلى ركلات الترجيح، وأهدر ميسي، الركلة الأول، لتخسر الأرجنتين في النهاية اللقب من جديد لصالح تشيلي.
انهيار تام
انهار ليونيل ميسي تمامًا عقب اللقاء، واتضح ذلك في صور البكاء التي انتشرت له سواء على مقاعد البدلاء أو رفقة زميله سيرجيو أجويرو.
وأعلن ميسي، اعتزاله اللعب دوليًا، قائلًا “بالنسبة لي انتهت مرحلتي مع المنتخب، قدمت كل ما باستطاعتي، ومن المؤلم ألا تكون البطل، تفكيري الآن وفي غرف الملابس أن الأمر انتهى لي مع المنتخب الوطني”.
انتفاضة ميسي
عدل ميسي بعدها عن قرار اعتزاله، وبعد مشاركة مخيبة رفقة الأرجنتين في مونديال روسيا 2018، والاكتفاء بالمركز الثالث في كوبا أمريكا 2019، تغيرت مسيرة البرغوث الدولية 180 درجة.
ونجح ميسي أخيرًا في الظفر بأول ألقابه رفقة الأرجنتين في كوبا أمريكا 2021، وتوج باللقب الأهم في مسيرته على الإطلاق في مونديال قطر 2022، لتنتهي معاناة ميسي ويرفض الاعتزال دوليًا رغبة منه في الاستمتاع أخيرًا بالمشاركة مع الأرجنتين في البطولات دون ضغوطات.
انتقام
ستكون أولى محطات الاستمتاع لميسي هي كوبا أمريكا هذا الصيف، والذي يصادف أن يقام في الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى.
وأراد التاريخ، أن يمنح ميسي، فرصة لتجفيف دموعه في الولايات المتحدة، حيث أوقعته القرعة مع تشيلي في دور المجموعات من جديد.
والمثير أن مواجهة الفريقين في الجولة الثانية، ستقام على ملعب ميت لايف، وهو نفس ملعب بكاء البرغوث عقب خسارة نهائي كوبا أمريكا 2016.
فهل يعيد ميت لايف الكوابيس إلى ميسي من جديد؟ أم يغلق البرغوث صفحة مؤلمة في مسيرته للأبد؟