"\n"
رئيسيمحليات

تربويون: نقلة نوعية في التعليم تركز على الارتقاء بالمعلم والنهوض بقدرات الطلبة

أردني – أكد خبراء تربويون ان التعليم في الأردن يشهد نقلة نوعية واهتماما حكوميا غير مسبوق يرتكز على الارتقاء بواقع التعليم والنهوض بقدرات الطلبة وتحسين البيئة المدرسية وسط تعزيز القيم الوطنية والهوية الجامعة.

وقالوا ان حزمة الإجراءات التحسينية التي تستهدف القطاع التربوي تصب في مصلحة نهوض التعليم والتركيز على مكانة الطالب والمعلم في العملية التعليمية، مشددين على ان هذه الخطوة كانت مرتقبة نتاج الزيارات الميدانية لرئيس الوزراء التي تركز على تشخيص الواقع والمبادرة بالحلول الفورية لمواصلة النهضة التعليمية في المملكة.

وأكّدوا أن منح المعلم المكانة التي يستحقها وتقدير دوره في العملية التعليمية يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة التعليم، لا سيما من خلال تحسين ظروفه المعيشية، مما يعزز عطاءه وإخلاصه، ويسهم بتحقيق الرؤى الحكومية الهادفة إلى تطوير المدرسة كمؤسسة تُنمّي المعارف والمهارات الحياتية لدى الطلبة، وتُعزّز القيم الوطنية والانتماء للوطن وقيادته.وأشادوا بإعلان رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، حزمة الإجراءات والمشاريع التي تهدف إلى النهوض بواقع التعليم وتحسين ظروف المعلمين، والتي تعتبر انطلاقة نحو النهضة المرتقبة لتحسين الواقع التعليمي في المملكة، مثمنين الخطة الإصلاحية المتكاملة التي تشمل البنية التحتية والتكنولوجيا والموارد البشرية وجميعها عناصر أساسية لتعزيز المنظومة التعليمية بدعائم التطور والإصلاح ترجمة للرؤية الملكية للتربية والتعليم التي تستند إلى الإيمان الراسخ بأنه من مسؤوليات الدولة الأصيلة من حيث جودة نوعيته وعدالة فرصه.

وقال مدير تربية لواء بني كنانة الدكتور زياد الجراح ان تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة تمثل رسالة واضحة بأن التعليم أولوية وطنية وأن الاهتمام بالمعلم وتطوير البيئة التعليمية يعكس توجهاً استراتيجياً نحو بناء جيل يمتلك المهارات والمعرفة اللازمة لمواكبة متغيرات العصر.

وأوضح أن تأكيد رئيس الوزراء على تحسين واقع التعليم يعزز من ثقة العاملين في الميدان التربوي، خاصة ان التركيز على تحسين الواقع المعيشي للمعلم يبعث برسالة دعم وتحفيز لكل معلم ومعلمة يبذلون الجهد في بناء مستقبل الأجيال الصاعدة لمجد هذا الوطن، مؤكداً أن النهوض بالتعليم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاستثمار الحقيقي في المعلم، وتوفير الموارد اللازمة للمدارس.

من جانبه، قال المدير الإداري والمالي في مديرية تربية لواءي الطيبة والوسطية الدكتور خالد سلامة بني عامر إن التوسع في الأبنية المدرسية خطوة بالاتجاه الصحيح، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة الصفية العالية، مبينا انها بحاجة لربطها بتوزيع عادل وفعّال للمعلمين والمصادر التعليمية.

واكد ان واقع البنية التحتية التعليمية في الأردن بحاجة ماسة إلى بناء مدارس جديدة لتخفيف الاكتظاظ في بعض المدارس خاصة في المحافظات الكبرى ومناطق النمو السكاني المتسارع، داعيا إلى تحسين المرافق الأساسية في المدارس القائمة، مثل المختبرات والمكتبات والمرافق الصحية.

وأشار بني عامر الى اهمية الاهتمام الحكومي بالارتقاء بالواقع التعليمي والبنية التحتية وهو ما يشير الى إعطاء التعليم حقه المشروع تلبية لمسارات التطور والنهضة التكنولوجية ومسارات الإصلاح التي تتبناها الدولة برؤية عميقة وشمولية، مؤكدا أن التحول نحو التعليم الرقمي يتطلب تجهيز المدارس بالبنية التحتية التكنولوجية المناسبة والتركيز على المرافق الداعمة لهذا التحول الى جانب وجود خطة مستدامة للصيانة الدورية تضمن استمرارية كفاءة هذه البنية على المدى البعيد.

من جهته، أكد رئيس قسم الاشراف في مديرية تربية قصبة اربد فراس مقدادي أن تصريحات رئيس الوزراء بشأن دعم قطاع التربية والتعليم تمثل خطوة استراتيجية تعكس إدراكاً حقيقياً لأهمية النهوض بالعملية التعليمية بكامل عناصرها، وفي مقدمتها المعلم، مضيفا أن التركيز على تحسين بيئة التعليم وتطوير المناهج وبناء قدرات المعلمين يشكل أساساً لأي إصلاح حقيقي ومستدام في هذا القطاع الحيوي.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب ترجمة هذه التوجهات إلى برامج عملية ملموسة تضمن تمكين المعلمين مهنياً وتحفزهم وتعزز مكانتهم كركيزة أساسية في بناء الأجيال وصناعة المستقبل.

بدوره، قال أستاذ تطوير المناهج في جامعة جدارا الدكتور شامان معابرة ان حزمة الإجراءات الحكومية لتطوير التعليم تعكس توجهاً واضحاً نحو تحديث المناهج بما يتماشى مع متطلبات المستقبل، وان إدماج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يتطلب مناهج مرنة، تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والتعلم الذاتي بدلاً من الحفظ والتلقين.

وأضاف ان الواقع التعليمي والتربوي في الأردن يتطلب مناهج تحاكي الواقع وتشجع الطلبة على الاستكشاف والتجريب خاصة في مجالات العلوم والرياضيات والبرمجة بصفتها من المجالات الرائدة على صعيد انشاء التطبيقات وبناء العالم الرقمي، مشددا على ان أي تطوير حقيقي يجب أن يطال بنية المناهج نفسها من حيث المحتوى والأهداف وطرق التقييم، بما يجعلها متوافقة مع متطلبات الاقتصاد الرقمي وسوق العمل المستقبلي، كما يجب أن نربط المناهج بسياقها الوطني بحيث تظل محافظة على الهوية الثقافية مع الانفتاح على المهارات العالمية التي اوجدها المجتمع العالمي.

ودعا المعابرة الى أن تكون المناهج هي الحاضنة الأولى للمهارات في ظل التركيز على مكانة الذكاء الاصطناعي كعنصر أساس في التعليم، من خلال وحدات دراسية تفاعلية ومشاريع تطبيقية وشراكة حقيقية بين وزارة التربية ووزارتي الاقتصاد الرقمي والتعليم العالي وهذا ما اظهره رئيس الوزراء من خلال الاشارة لحضور وزير الاقتصاد الرقمي والريادة للدلالة على حجم الخطوات المقبلة والتحديثات الضرورية التي يجب إدخالها في المسار التعليمي.

وأكدت مديرة مدرسة ارحابا الثانوية للبنات الدكتورة رانيا الديك أهمية توجيه رئيس الوزراء بإصدار تعليمات لضبط الدوام المدرسي باعتبارها رافداً مهماً في بناء الشخصية والانضباط لدى الطالب وتحتاج الى تكاتف لتدريب المعلمين والمشرفين لضمان فاعليتها وتحقيق أهدافها التربوية، مشيرة إلى ان الهوية الوطنية تترسخ عبر بناء القيم وادماجها في المناهج والنشاطات بصورة تفاعلية تعكس مدى الانتماء والولاء بصفتها سلوكا وعقيدة يظهرها الطالب بالالتزام والانضباط قبل التعلم.

وأضافت انه في ضوء الجهود الوطنية للنهوض بالتعليم ومع تزايد التحديات الثقافية والاجتماعية في العصر الحالي بات تعميق الهوية الوطنية لدى الطلبة الأردنيين أولوية تربوية ملحة تحتاج إلى منهجية مدروسة وشاملة، وهو الجانب الذي ركز عليه وزير التربية والتعليم في زيارته الأخيرة للمدرسة، مؤكدة ان التربية والانتماء وتعزيز الهوية الوطنية ليست مواد دراسية فقط بل هي ممارسة حياتية تتشكل عبر المدرسة وترسخها الأسرة ويعززها المجتمع.

وبين المعلم في مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز في محافظة مادبا الدكتور علي الدهامشة ان توجيهات رئيس الوزراء فيما يتعلق بالقطاع التربوي جاءت بهدف توفير بيئة تربوية آمنة لجميع العاملين مع التركيز المحوري على المعلم وتحسين ظروفه المعيشية ايمانا منه بأهمية وقدسية دور المعلم، مشيرا إلى ان هذه الإجراءات لم تكن مجرد كلمات عامة بل كانت خطوات اجرائية تلامس واقع المعلم.

ولفت إلى أن حزمة الإجراءات تساهم بشكل فاعل في تخفيف الظروف المعيشية الصعبة من كلف الانفاق والتعليم الجامعي للأبناء والسكن وغيرها والتي تنعكس على دور وأداء المعلم بشكل إيجابي، مؤكدا ان هذه المبادرة اثبتت أولوية المعلم في العملية التعليمية وفي مسيرة الدولة التنموية للارتقاء بمستوى التعليم وترسيخ دعائم التقدم في مستوياته كافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى