تصريحات الكوميديا السوداء.. مدرب البرازيل المغمور يزيد الطين بلة
أردني – عندما يُذكر كأس العالم، يتبادر إلى الذهن مباشرة البرازيل حاملة الرقم القياسي كأكثر من توجت بلقب المونديال بواقع 5 مرات أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002.
وتملك البرازيل العديد من الأرقام القياسية في كأس العالم، لكن يبقى الرقم التاريخي الخالد الذي لن يعادله أي منتخب في العالم، هو المشاركة في كل نسخ البطولة منذ انطلاقتها للمرة الأولى في عام 1930.
ولم تكن هناك أي تساؤلات من قبل بشأن تأهل البرازيل إلى كأس العالم، بل عند بدء التصفيات تتعلق الأسئلة بمدى قدرة السليساو على التتويج باللقب عند التأهل.
تغير الحال
اختلف الحال كثيرًا في التصفيات الحالية المؤهلة إلى مونديال 2026 الذي تحتضنه كل من الولايات المتحدة والمكسيك كندا، فالبرازيل تعاني كثيرًا على الرغم من زيادة عدة الفرق المتأهلة من أمريكا الجنوبية إلى 6 مقاعد مباشرة ومقعد إضافي عبر الملحق.
وتحتل البرازيل حاليًا المركز الخامس برصيد 10 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن بوليفيا الثامنة وهو المركز الذي لا يؤهل إلى المونديال.
وأتى ذلك بعد مرور 8 جولات حققت خلالها البرازيل أقل ما يمكن وصفه بالنتائج الكارثية، بالاكتفاء بالفوز 3 مرات فقط والتعثر في 5 لقاءات أخرى بالتعادل مرة واحدة والخسارة في 4 مواجهات.
فقدان الهيبة
بعد توديع البرازيل لمونديال قطر 2022 من ربع النهائي بالسقوط بركلات الترجيح أمام كرواتيا، فقدت البرازيل الكثير من هيبتها مع رحيل المدرب تيتي.
فعند النظر إلى آخر 14 مباراة خاضتها البرازيل، فلم تحقق خلالها سوى 3 انتصارات فقط بدء من التعادل أمام فنزويلا في الجولة الثالثة من التصفيات المونديالية.
وواصلت البرازيل تقديم عروضها الباهتة على جميع الأصعدة، حتى في كوبا أمريكا الأخيرة ولم تحقق سوى انتصار واحد على حساب باراجواي وخرجت من ربع النهائي أمام أوروجواي.
تصريحات كوميدية
رغم كل المستويات الباهتة التي تقدمها البرازيل في الآونة الأخيرة، خرج المدرب دوريفال جونيور لا ليعد الجماهير باستعادة البرازيل بريقها، وتأكيد قدرتها على التأهل لكأس العالم، بل ذهب لأبعد من ذلك بكثير قائلًا: “سنكون في نهائي كأس العالم 2026.. يمكنكم تصويري وأنا أقول هذه الكلمات. ليس لدي أي شك في ذلك.. سنكون هناك”.
تصريحات لم تتناسب نهائيًا مع ما تقدمه البرازيل من نتائج، ليأتي إليه الرد بعد ساعات قليلة بسقوط البرازيل أمام باراجواي بهدف دون رد، ليزداد موقفها تعقيدًا في التصفيات.
لم يكن دوريفال أول من أطلق التصريحات التي لا تتناسب مع وضع فريقه فقط من أجل كسب الجمهور بعيدًا عن أرض الملعب.
فهناك إريك تين هاج الذي قال مباشرة عند توليه المهمة الفنية لمانشستر يونايتد: “أنا معجب كثيرًا بالثنائي (بيب جوارديولا ويورجن كلوب، هما يقدمان كرة قدم مذهلة ولكن كل حقبة ستنتهي يومًا ما”.
وتحدى تين هاج لإنهاء هيمنة الثنائي في البريميرليج رغم كل المتاعب التي يمر بها مانشستر يونايتد، وكانت المحصلة التواجد بين الأربعة الكبار بصعوبة في موسمه الأول، قبل الفشل في الموسم الماضي في التأهل لدوري الأبطال وعدم تشكيل أي إزعاج لأي منهما بل سقط أمامهما وبنتائج كبيرة في الدوري.
كما صرح ماوريسيو بوكيتينو عندما كان مدربًا لتشيلسي الموسم الماضي، بأن فريقه قادر على الفوز بلقب البريميرليج في المستقبل القريب، ولم تكن هناك أي إشارات على ذلك وأنهى البلوز الموسم الماضي في المركز السادس بعد سلسلة من النتائج الباهتة.
كلمات صادقة
يبقى أصدق وعد عرفته كرة القدم هو وعد السير أليكس فيرجسون عند توليه المهمة الفنية لمانشستر يونايتد بإزاحة ليفربول من قمة الكرة الإنجليزية وهو ما نجح فيه بالفعل على مدار سنوات طويلة من البناء والعمل.
أما بالنظر إلى كلمات دوريفال فتفتقد للكثير من المنطق الذي لا يشير لشيء سوى المزيد من التعثرات للبرازيل.
فلم تعد البرازيل المنتخب الذي يعج بالعديد من النجوم، كما كان الوضع في السابق بتواجد أسماء مثل رونالدو ورونالدينيو وكاكا وغيرهم.
كما أن البرازيل اعتمدت على مدار السنوات الماضية على نيمار وحده، وبعد غيابه بسبب الإصابة الطويلة افتقدت البرازيل لأي شكل من أشكل الإبداع على الرغم من تواجد فينيسيوس جونيور.
لم تعد البرازيل المنتخب المرعب ولا تملك الأسماء البارزة مثل منتخبات أخرى كإسبانيا التي تفرض هيمنتها على الكرة العالمية بمجموعة شابة من اللاعبين، وهناك ألمانيا التي تبدو في طريق العودة بمجموعة شابة أخرى، بخلاف فرنسا وإنجلترا والبرتغال.
ويبدو أن دوريفال حال استمراره كمدرب للبرازيل، عليه التفكير أولًا في كيفية الوصول إلى المونديال، قبل الحلم بالوصول إلى المباراة النهائية.