حلف الناتو: لن نسمح للصين وروسيا بالتفوق في التقنيات الحيوية العسكرية
روته: التكنولوجيا الحيوية في قلب مستقبل الدفاع داخل الناتو

أردني – شدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، على أن أمن الحلف في السنوات المقبلة يعتمد على تسريع الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا الحيوية وتكاملها مع القدرات الدفاعية التقليدية، محذرًا من تصاعد المنافسة مع الصين وروسيا في هذا المجال.
أعرب روته في كلمته خلال أول مؤتمر للتكنولوجيا الحيوية في تاريخ الناتو، الذي استضافته بلجيكا، الأربعاء، عن تقديره للجهود البلجيكية في رفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي العام الحالي، والسير على مسار الوصول إلى 3.5%.
واعتبر أن زيادة الإنفاق الدفاعي تمثل خطوة مهمة لبلجيكا وللحلف، خصوصًا بعد قرار قمة لاهاي في حزيران باستثمار 5% من الناتج المحلي في الدفاع وتسريع الإنتاج والابتكار العسكري، إذ روى روته تجربته خلال زيارة مصنع في لييج ببلجيكا في نيسان الماضي، مبرزًا تعقيدات سلاسل التوريد وضرورة رفع القدرة الإنتاجية إلى مستويات مضاعفة.
وأكد أن بلجيكا تتصدر دورا رياديا في مجال التكنولوجيا الحيوية داخل الحلف، مشيرًا إلى أن المؤتمر يمثل حدثا تاريخيا يعكس الأهمية المتنامية للتقنيات الناشئة، ويتيح مساحة للتعاون بين الحلفاء والشركاء ومبادرة IP4 وقادة الصناعة والمبتكرين والمؤسسات الأكاديمية.
وشدّد روته على أن أمن دول الناتو يعتمد على دمج التكنولوجيا الحيوية في القدرات العسكرية، إلى جانب الدبابات والطائرات والسفن والطائرات المسيرة والذخائر، معتبرًا أن التقدم في هذا المجال يحتاج التعاون الكامل مع القطاعات الصناعية والبحثية في دول الحلف. ودعا جميع المشاركين إلى قيادة الجهود نحو “بناء التكنولوجيا الحيوية للغد”.
وأشار إلى أن الصين جعلت من التكنولوجيا الحيوية قطاعًا ذا أولوية، إذ بلغ تمويلها العام للبحوث ما لا يقل عن 3 مليارات دولار عام 2023، وتحقق تقدمًا سريعًا في التحرير الجيني والبيولوجيا التركيبية للاستخدامات العسكرية والثنائية، مع استخدام سلاسل التوريد والقيود التجارية كأدوات نفوذ، ومحاولة السيطرة على السوق بتركز الإنتاج داخل حدودها وفرض قيود تصدير تمنحها قوة جيوسياسية إضافية.
وفي المقابل، تواصل روسيا – التي يراقبها الحلف من كثب – الاستفادة من خبرتها في الأبحاث البيولوجية السرية، والسعي لاستخدام برامج الأسلحة البيولوجية ضد خصومها، إذ قال روته بوضوح إنه لا يمكن السماح للصين وروسيا وغيرهما بالاستحواذ على الأفضلية، مذكّرًا بتناغمها مع كوريا الشمالية وإيران وبما يحدث في أوكرانيا.
وأكد أن الناتو يتحرك بالفعل لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى بدء تنفيذ “استراتيجية الناتو للتكنولوجيا الحيوية وتعزيز القدرات البشرية”، وتمويل 28 شركة تكنولوجيا حيوية واعدة عبر برنامج DIANA خلال العامين الماضيين.
وأوضح أن هناك تطبيقات جاهزة للاستخدام العسكري مثل الطب عن بعد وتوفير الدم مباشرة في نقاط الرعاية للجنود، إلى جانب تطوير ملابس ذكية قادرة على رصد الإرهاق والالتهابات والصدمات لدى العسكريين، وحتى السياسيين، بما يحسّن القدرات الجسدية والإدراكية والحسية، ويرتقي بجودة الحياة والفعالية العملياتية.
وقال روته إن دول الناتو تمتلك المقومات الأساسية لقيادة الثورة الحيوية عالميًا، من بنية تحتية متقدمة، وقوى عاملة ماهرة، وقدرات بحث وتطوير قوية، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل التزامًا واضحًا من الحلف بتوسيع الانخراط في هذا المجال ودفع منظومات الابتكار لدى الدول الأعضاء نحو تكامل أعمق رغم التحديات التقليدية داخل الناتو.
وخاطب الحاضرين مؤكدًا أن كل واحد منهم له دور أساسي في هذا المسار، وأن هذا المؤتمر ليس مجرد جمع علمي بل خطوة محورية في تعزيز أمن الحلف. وقال: “معكم ومن خلالكم سنوفر التكنولوجيا الحيوية التي نحتاجها لدفاع الحلف. التغلب على الروس والصينيين أمر أحبه كثيرًا، لكن لا يمكنني تحقيقه وحدي، أحتاج إليكم في هذا”.



