"\n"
مقالات

خطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين

عصام قضماني

لماذا تصر وزارة التخطيط على وضع خطة استجابة من جانب المجتمع الدولي للتعامل ماليا مع اللاجئين السوريين وهي تعرف أن الاستجابة الدولية ضعيفة.

الأرجح أن الوزارة تريد أن يعرف العالم حجم العبء الذي يتحمله الأردن في هذا المجال وحجم الضغوط المالية وكذلك ما تتحمله البنية التحتية وتريد أن يعرف العالم أن هذه مسؤوليته وليست مسؤولية الأردن فقط.

قدّرت الحكومة قيمة متطلبات خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للعام الحالي بقرابة 1.6 مليار دولار، موزعة على 10 قطاعات رئيسية تهدف إلى دعم اللاجئين السوريين ومشاريع خدمية في المجتمعات المستضيفة، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للخطة

المجتمع الدولي يتحدث بلغة مختلفة وهي توطين اللاجئين لكنه غير مستعد لتمويل تكلفة عودتهم وكان ضعيفا جدا في تمويل تكلفة ايوائهم.

اليوم سوريا تعود وموضوع الذي كان يخطط لها العالم لم تعد قائمة حتى في بلدان اللجوء هو أصلا غير مرغوب فيه،

في الأردن توطين أعداد كبيرة من اللاجئين ليس مقبولا لاسباب اقتصادية في بلد يعاني من شح المياه واستيعاب محدود في البنية التحتية وبطالة بدأت تتوطن لا تحتاج الى عوامل منافسة اخرى تزيدها تأزيما.

تقوم وزارة التخطيط بوضع خطة استجابة لمتطلبات اللاجئين السوريين، وهي مهمة تتصدى لها منذ أكثر من عقد حتى أصبحت مملة ليس لأن الملف فيه ما فيه من تشابكات بل لأن الاستجابة لما يطلبه الأردن من تمويل تتناقص سنة بعد سنة.

الاستجابة للازمة السورية من المجتمع الدولي لا تتجاوز ١٠٪، لماذا نكرر أنفسنا في هذا الملف ولماذا نطرب على الكلام الدولي المعسول بأننا دولة تقدم أكثر من إمكاناتها وتقبض على الجمر دون مقابل يغطي نصف ما ننفق!

هذا الملف يجب أن يغلق بخطة تعيد هؤلاء اللاجئين إلى بلدهم في مواقع الاستقرار لتتحمل الدولة السورية مسؤوليتهم، والأمانة قد تم صونها والوديعة تستحق إرجاعها وإن لم ينجح هذا الخيار فعلى المجتمع الدولي أن يشارك هذا العبء ويأخذ منهم ما يشاء دون انتقائية كما فعلت بعض دول أوروبا، وكما تفعل اليوم إذ تخص اللاجئين الاوكران دون غيرهم في تصنيف عنصري!

الخطة تأتي في وقت تشهد المساعدات الدولية العادية جفافاً فما بالك بتمويل استثنائي مثل قضية اللجوء السوري وقد مل المجتمع الدولي من قضية الصراع في سوريا فما بالك بنتائجها وأهمها اللجوء الذي يراهن المجتمع الدولي نفسه على تكيف الدول المستضيفة معه واستيعاب آثاره كما حصل في دول أوروبا التي أصبح السوريون فيها يحملون جنسياتها أو معالين لفترة من الوقت تسمح لهم بالاندماج في هذه المجتمعات.

الأردن يتعامل بسخاء بما ينسجم مع رسالته وعاطفته ورسالته العروبية، وقرر أن يتحمل العبء الأكبر، فأبقى على الحدود مفتوحة بما يفوق قدراته وموارده لكنه يستحق أكثر من الشكر والإشادة!

تدخل المجتمع الدولي وبعض الدول في توجيه إدارة ملف اللجوء مرفوض ونذكر كيف أن صندوق النقد الدولي مثلا ضغط لشمول اللاجئين السوريين بدعم الخبز وربما الكهرباء وكيف تضغط دول كثيرة لتوفير فرص عمل لهم وبعد ذلك مساكن وربما حقوق.

على الوزارة أن تضع خطة لعودة هؤلاء اللاجئين بالتنسيق مع الجانب السوري.

الراي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى