خطير للغاية .. هل تحب الشاي ساخناً جداً؟
أردني – تؤكد الدراسات أن تناول المشروبات الساخنة، مثل الشاي أو القهوة، يرتبط بزيادة محتملة في خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة فيما يتعلق بسرطان المريء.
تقيّم الدراسة العلاقة بين تناول المشروبات الساخنة للغاية وسرطان المريء، ورغم أن التركيب الكيميائي للمشروبات نفسها لم يثبت أنه يساهم بشكل مباشر في الإصابة بالسرطان، فإن درجة الحرارة الشديدة هي مصدر القلق الرئيسي، وفقا لـ indiatoday.
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين شربوا الشاي الساخن للغاية لديهم خطر متزايد بشكل كبير للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في المريء (ESCC)، ولكن لم يتم العثور على ارتباط كبير بسرطان الغدة المريئية (EAC).
ويقول الدكتور أناندموي دوتا، مؤسس ومستشار عيادة AMD للرعاية الصحية، جنوب كلكتا في الهند، “لقد ثبت بوضوح تام أن شرب الشاي أو القهوة الساخنة أو أي سائل آخر (درجة الحرارة مهمة) بشكل متكرر يمكن أن يزيد بالتأكيد من خطر الإصابة بسرطان المريء وأمراض أخرى، ولكن الآلية الدقيقة لا تزال قيد الدراسة”.
أهمية درجة الحرارة
عندما نشرب أو نأكل شيئاً ساخناً للغاية، فإن بطانة المريء ـ الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة ـ تتحمل الحرارة، وبمرور الوقت، قد يؤدي التعرض المتكرر لدرجات الحرارة المرتفعة إلى التهاب مزمن، وتلف الخلايا، وفي نهاية المطاف، زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
ويؤكد الدكتور سوماشيكار إس بي، استشاري الأورام الجراحية وأمراض النساء في مستشفى أستر سي إم آي في بنغالورو: “يُعتقد أن هذا الخطر ينشأ عن الإصابة الحرارية التي تلحق ببطانة المريء، والتي قد تؤدي إلى تغيرات خلوية بمرور الوقت. تتم هذه العملية تدريجيًا، حيث يمكن أن يساهم التعرض المتكرر لدرجات الحرارة المرتفعة في الالتهاب المزمن والتلف، ما يزيد في النهاية من احتمالية التحولات الخبيثة في الأنسجة المصابة”.
رغم أن تناول المشروبات الساخنة قد لا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان بشكل فوري، إلا أن التأثيرات التراكمية للتعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة قد تزيد من المخاطر بشكل كبير بمرور الوقت.
صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية المشروبات التي تستهلك بدرجة حرارة تزيد على 65 درجة مئوية بأنها “مسببة للسرطان على الأرجح للإنسان”.
هل هذه عملية فورية؟
إن تطور سرطان المريء نتيجة شرب المشروبات الساخنة للغاية هو عملية تدريجية تستغرق سنوات. ويؤكد الخبراء أن الإصابة الحرارية المستمرة تعطل عملية الشفاء الطبيعية، وتعزز نمو الخلايا غير الطبيعية، والتي يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
يقول الدكتور مانديب سينغ مالهوترا، مدير قسم الأورام الجراحية في مستشفى سي كي بيرلا: “تتراكم المخاطر بمرور الوقت، وخاصة بالنسبة للأفراد الذين يستهلكون المشروبات الساخنة للغاية بشكل معتاد. وفي حين أن تناول الشاي أو القهوة الساخنة مرة واحدة من غير المرجح أن يسبب السرطان، فإن الاستهلاك المنتظم على مدى سنوات عديدة يمكن أن يزيد من المخاطر بشكل كبير”.
ويشير البروفيسور تشينتاماني، رئيس قسم الأورام الجراحية في مستشفى السير جانجارام في نيودلهي، إلى أنه لا يوجد دليل ثابت يشير إلى وجود صلة مباشرة بين المشروبات الساخنة والسرطان، ولكن التهيج المستمر بسبب الحرارة قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسرطان.
ويضيف: “لقد ثبت أن تناول القهوة مع التدخين واتباع نظام غذائي غير نباتي غني بالدهون المشبعة، قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وينطبق الأمر نفسه على الأطعمة الساخنة، حيث قد يؤدي الجمع بين الكحول والتدخين إلى زيادة المخاطر”.
ويتفق الدكتور دوتا على وجود عوامل خطر أخرى أيضًا. ويضيف: “التدخين واستهلاك الكحول والسمنة عوامل خطر أكثر أهمية للإصابة بسرطان المريء من السوائل الساخنة وحدها”.
تغييرات صغيرة
من المهم أن نفهم أن الشاي أو القهوة أو الطعام نفسه لا يرتبط بشكل مباشر بخطر الإصابة بالسرطان، بل إن درجة الحرارة التي يتم تناولها بها هي التي تشكل خطراً.
إن شرب أو تناول أطعمة ساخنة باستمرار يمكن أن يضر بالمريء بمرور الوقت، لكن التعديلات البسيطة يمكن أن تحد من هذا الخطر.
نصائح
اتركه يبرد: اترك الشاي أو القهوة تبرد لمدة دقيقة أو اثنتين على الأقل قبل الشرب.
تحقق من درجة الحرارة: يجب أن تكون المشروبات دافئة، وليس متصاعدة من البخار عند لمسها.
عالج عوامل الخطر الأخرى: توقف عن التدخين، وقلل من استهلاك الكحول، وحافظ على وزن صحي لتقليل خطر الإصابة بسرطان المريء بشكل عام.