رئيس جمعية المستشفيات الخاصة: الأردن يستقبل أكثر من 250 ألف مريض سنويا

أردني – قال متحدثون في جلسة متخصصة عقدت ضمن أعمال اليوم الثاني من الدورة الثامنة لمؤتمر وزراء الصحة في دول منظمة التعاون الإسلامي، إن الأردن يشكل قصة نجاح رائدة ومقصدا إقليميا متميزا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط.
وشهدت الجلسة، التي جاءت بعنوان “قصة نجاح الأردن كمقصد للسياحة العلاجية والاستشفائية”، مشاركة واسعة من ممثلي القطاعات الصحية والسياحية، بحضور وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور، ووزراء ورؤساء وفود المؤتمر من الدول الأعضاء، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر المنعقد في عمان تحت شعار “الصحة مسؤوليتنا المشتركة”.
وترأست الجلسة مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش، حيث أكدت أن الأردن استطاع تحقيق إنجازات نوعية في مجال السياحة العلاجية بفضل كفاءة كوادره الطبية والمستوى المتقدم لخدماته الصحية.
وأشارت إلى أن المملكة تواصل جهودها لتعزيز تجربة المريض وتحسين جودة الرعاية بما ينسجم مع أفضل المعايير العالمية، لافتة إلى أن الاستثمار في تطوير الخدمات الصحية يظل أولوية وطنية متقدمة.
من جانبه، قال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري، إن الأردن بدأ باستقبال المرضى العرب والأجانب منذ سبعينيات القرن الماضي، وقدم عمليات ريادية كانت الأولى من نوعها في المنطقة، الأمر الذي رسخ مكانته كمركز طبي متقدم في الشرق الأوسط.
وبين أن التطور الطبي في المملكة جاء نتيجة الرؤية الهاشمية الحكيمة التي ركزت على تنمية الكوادر البشرية وتطوير البنية التحتية الصحية، مشيرا إلى أن 60 بالمئة من مستشفيات المملكة خاصة، وأن الأردن يتميز بعدم وجود قوائم انتظار لتلقي الخدمات الطبية.
وأشار إلى حصول الأردن على اعتراف منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، باعتباره مقصدا إقليميا رائدا للسياحة العلاجية والاستشفائية في منطقة الشرق الأوسط.
وبين الحموري، أن الأردن يستقبل أكثر من 250 ألف مريض سنويا، وكان من أوائل الدول التي أعادت فتح هذا القطاع بعد جائحة كورونا.
وأكد أهمية تعزيز البيئة الاستثمارية، ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتطوير آليات منح التأشيرات الإلكترونية لتسهيل قدوم المرضى من الدول العربية والأجنبية، لافتا إلى إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإجراءات الطبية بما يسهم في تحسين تجربة المريض قبل وأثناء وبعد العلاج.
كما عرض للحضور فيلما توثيقيا تناول أبرز مقومات القطاع الصحي الأردني ومواقع الاستشفاء الطبيعية، داعيا الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المشاركين في المؤتمر إلى دعم جهود إعادة القطاع الصحي في غزة.
وفي الجانب التشريعي، أوضح رئيس لجنة الصحة في مجلس الأعيان الدكتور ياسين الحسبان، أن الإطار القانوني الأردني للسياحة العلاجية متكامل ومتطور، وأن القوانين ذات الصلة مثل قانون المسؤولية الطبية والاعتماد المؤسسي تضمن حماية المريض وتعزيز الجودة والسلامة في الخدمات الصحية.
وأشار إلى أن وزارة الصحة هي الجهة المعنية برسم السياسات الصحية، وأن مجلس الأمة منفتح على إجراء أي تعديلات تشريعية لازمة لتسهيل الاستثمار وتحسين تجربة المريض.
وشدد على أن رؤية التحديث الاقتصادي تسهم في تطوير البيئة التشريعية وتحفيز الاستثمار والابتكار في القطاع الصحي، داعيا إلى إنشاء جهة وطنية مرجعية للسياحة العلاجية، ومنح حوافز ضريبية للمؤسسات الطبية والسياحية المتخصصة، مع ضمان الشفافية وحقوق المرضى وسهولة حصولهم على المعلومة بلغتهم.
من جهته، أشاد السفير السوداني في عمان حسن سوار الذهب، بالكفاءة العالية للأطباء الأردنيين، وقال إن المرضى السودانيين يقصدون الأردن منذ السبعينيات بفضل جودة الخدمات وتكاملها مع السياحة الدينية والطبيعية، مشيرا إلى توقيع اتفاقيات تعاون بين السودان ومركز الحسين للسرطان لتدريب الكوادر الطبية السودانية واستقبال المرضى للعلاج في المملكة.
ودعا إلى تسهيل إجراءات منح التأشيرات للمرضى السودانيين، مؤكدا حاجة بلاده إلى الخبرات الأردنية للمساهمة في إعادة إعمار القطاع الصحي السوداني بعد الحرب.
وفي محور السياحة الاستشفائية، تحدث رئيس لجنة السياحة في مجلس الأعيان العين ميشيل نزال، عن ثراء الأردن بالمقومات الطبيعية والعلاجية، مشيرا إلى وجود أكثر من 16 ألف موقع أثري وسياحي، إضافة إلى البحر الميت الذي يعد من أغنى المواقع بالعناصر الطبيعية المفيدة للعلاج.
ودعا إلى تكثيف الجهود لتسويق هذه المقومات عبر المنصات الرقمية العالمية، والترويج للسياحة العلاجية والتنفسية والبيئية بوصفها ميزة تنافسية فريدة للأردن.
من جهته، أكد مدير وحدة السياحة العلاجية في هيئة تنشيط السياحة الأردنية الدكتور جستن أبو عنزة، أن الهيئة تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة على الترويج لتجربة المريض الأردنية من خلال رواية قصص نجاح حقيقية تبرز جودة الخدمات والأسعار التنافسية.
وأوضح أن استراتيجية الترويج تعتمد على التسويق الرقمي الموجه للأسواق المستهدفة، وعلى الشراكات مع المشاهير والمؤثرين للتعريف بمستوى الخدمات الطبية الأردنية، مشيرا إلى أن الأردن يواجه منافسة إقليمية قوية، ما يتطلب تكثيف الجهود لزيادة الوعي العالمي بمزايا العلاج في المملكة.
وفي ختام الجلسة، شدد المشاركون على أهمية تعزيز التكامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لتطوير القطاع الصحي، مؤكدين أن تجربة الأردن تمثل نموذجا ناجحا في الدمج بين الطب الحديث والبيئة الاستشفائية الطبيعية، وأن الاستثمار في هذا المجال يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز سمعة الأردن كمركز طبي وإنساني في المنطقة.
يذكر أن الدورة الثامنة لمؤتمر وزراء الصحة في دول منظمة التعاون الإسلامي انطلقت أمس في عمان، بمشاركة وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء، وممثلين عن منظمات صحية إقليمية ودولية، تحت شعار “الصحة مسؤوليتنا المشتركة”.