
إن زيارةَ وليّ العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى محافظةِ الطفيلة الهاشمية ولقائه مع مجموعةٍ من أبناءِ المحافظة شكّل مثالًا حقيقيًا لقربِ وليّ العهد من أبناء ِ هذا الوطن خاصةً وأن لُغة الحوار التي سادتْ في هذا اللقاء إتّسمتْ بالعمق المبني على الصراحةِ المُطلقة والشفافية اللامُتناهية والحُب الأخوي النابع من قناعةِ الإلتقاء على مصلحةِ الوطن ليظهر هنا مدى مُضي سموّه بنهج جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والذي اعتمدَ صوت المواطن ورأيه كركيزةٍ أساسيةٍ في مسار التطور والإصلاح فكان الفرح واحد والهمّ واحد لتكون نُقطة الإلتقاء بين كل المسارات حبّ الوطن ولتكون الأهدافُ في كل الإتجاهات مصلحة الوطن لتبقى الآفاق واضحةً لرحلةٍ طويلةٍ إمتدت منذ إنطلاق الثورة العربية الكبرى إلى الآن لتتشكل قناعة سموّ وليّ العهد بنهج من سبقوه من الملوك الهواشم الذين سَمَو بقناعاتهم وتطلّعاتهم ورفعوا بفكرهم أبناء شعبهم فكان لقربهم منهم نتاج المحبة التي رُسمتْ في عيون أبنائهم وأضفتْ بُردى اللُّحمة الوطنية الذي جعل منّا شعبًا قويًّا مخلصًا لا تأخذه بحبّ الوطن لومة لائم.
في الطفيلة الهاشمية جاءَ لقاء المحبة في نفحةٍ أردنيةٍ قوميةٍ حملها سموّ وليّ العهد مُستلهمًا فيها إرث الأجداد وحكمة جدّه الراحل العظيم الملك الحسين ونهج والدهِ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين التي حاكتْ رؤيةً واضحةً لمستقبل الأردن وفق مسار البناء والتحديث وتدعيم أُسس الدولة الأردنية الحديثة المُتقدمة والقوية بقوة مؤسساتها وقيمتها الوطنية العظيمة وإيمانها الخالص وقناعتها الدائمة بالإنسان الأردني الذي حملَ نهج الوفاء وسلكَ دروب العطاء بعدما تسلّح بالعلم والقوة والوفاء .
إن حضورَ نهج(السردية الأردنية) في حديث سموّ وليّ العهد شكّل رواية دولةٍ وثبات قيادةٍ فما كانت السردية الأردنية الوطنية إلا عُمقًا لفِكرٍ يومي مُتنامي يحمل الحوار بين القيادةِ والشعب عن تفاصيلِ ما كان من أحداثٍ وتحديات في بناء الدولة الأردنية وحُسن صبر الأردنيين وإصرارهم وعزمهم على تجاوز العقبات والتحديات مهما عظُمتْ فكانت تحمل الرسالة لقصةٍ مُتصلةٍ تبعث من كل مرحلةٍ من مراحلها رسالة إنجازٍ لدولةٍ عظيمةٍ امتدّت لأكثر من مئةِ عامٍ سبقها جأشُ الثورة العربية الكبرى التي شكّلتْ المفصل الأهم في مسارِ القومية العربية ليأتي بعد ذلك التأسيس من لَدُن الملك المؤسس عبدالله الأول والتشريع من الملك طلال والبناء من الملك الحسين الباني لنصلَ إلى حاضرةِ النهضة والتحديث والتعزيز تحت ظلّ ملكٍ إنسان أخذ من السلام عنوانًا ومن الأردن مكانًا لتوطيد رمز الإستمرارية والثبات والرسوخ وإستقراء المستقبل فكان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رجل الحرب والسلام والقوة والإنسانية والذي صدّرَ هذا النهج العميق لسموّ وليّ العهد الذي نراهُ اليوم حاملًا لهذه الرسالة ومُدافعًا عنها .
إن السردية الأردنية قصةُ كل مشهدٍ في هذه الدولة تستخلصُ الحكمة من كل مُنعطفٍ مهمٍّ في تاريخها وتخرجُ أقوى من كل عقبةٍ واجهتها وتستشعرُ عِظَمَ التضحيات في معاركها الخالدة وتُثمّن وفاء وإخلاص أبنائها الذين وثبوا على الباطل فأسقطوه وشاموا مع الحقّ فأنصفوه لتكون رسالةُ الأجداد والآباء حاضرةً في القلوب لا الكتب يستشعرها الأبناء والأحفاد فتكون لهم الدليل في حياتهم وللحفاظ على وطنهم ،وهنا يأتي دورنا جميعًا مؤسساتٍ وأفراد لمُباشرةِ تنفيذ رسالة سموّ وليّ العهد على أرض الواقع .
هذا هو وليّ العهد القريب من القلوب والمُحب لوطنه والساعي لتطوره يحملُ في فِكره نهجًا عميقًا وفي عزمه قوّةً عظيمة يُصغي بإهتمامٍ ويقرأ ما بين السطور يُناقشُ كل فِكرةٍ ويبحثُ في كل قضيةٍ يحملُ روح المسؤولية ويؤمن بمستقبل الوطن ويقتنعُ بالقُدرة على تحويل التحديات إلى فُرصٍ ،كيف لا ؟وهو الذي يسيرُ على نهجِ من سبقوه من صُنّاع المجد والتاريخ ،كيف لا ؟ وهو قُرّة عين جلالة القائد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
الراي



