رغم هدوء العاصفة.. 8 خيارات أمام ليفربول لمرحلة ما بعد صلاح
أردني – رغم هدوء الأجواء بين أرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول والنجم المصري محمد صلاح الذي شارك في الفوز على برايتون 2-0 ضمن الجولة 16 من الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن الصدام الذي وقع بين الطرفين ودعم إدارة النادي للمدرب الهولندي، قد يلقي الضوء على تجهيز مسؤولي الريدز بجدية لمرحلة ما بعد صلاح.
وشارك صلاح اليوم في الدقيقة 26 مكان جو جوميز الذي تعرض لإصابة في الشوط الأول، ثم ساهم النجم المصري في الفوز بالتوقيع على تمريرة حاسمة: عرضية متقنة نحو رأس إيكيتيكي، الذي ارتقى عاليا بمفرده، ووضع الكرة بقوة في الشباك، محرزا ثاني أهداف فريقه.
وأصبح قائد منتخب الفراعنة أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف مع ناد واحد بـ(277) مساهمة تهديفية، متخطيا رقم واين روني القياسي مع مانشستر يونايتد (276).
مع تلاشي الغبار في أعقاب انفجار غضب اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا، بعد اتهامه لإدارة النادي والمدرب سلوت بجعله كبش فداء لتذبذب أداء ونتائج ليفربول، سيذهب صلاح إلى منتخب بلاده للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب (21 ديسمبر-18 يناير)، وما تزال الكثير من الأسئلة العالقة في الحسبان حول مصيره وخطط النادي تجاهه.
ويُقال إن ليفربول لا يريد بيع عقد صلاح، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولو الدوري السعودي للمحترفين مرة أخرى أنهم يريدون الحصول على خدماته. ويبدو أن وصول هذا العرض مسألة وقت فقط. ومع المستقبل غير المؤكد للاعب من يمكنه أن يملأ الفراغ مكان صلاح؟
ظهر أنطوان سيمينيو لاعب بورنموث كاحتمال جاد هذا الأسبوع، على الرغم من أن الريدز سيواجهون منافسة شديدة من مانشستر سيتي وتوتنهام، كما أن مستواه قد انخفض في الأسابيع الأخيرة. لكن في حال فشل وصول اللاعب الغاني إلى ليفربول، فما هي البدائل؟ فيما يلي، يقيّم GOAL خيارات الريدز…
يوهان باكايوكو (لايبزيج)
ربما يكون باكايوكو غريبا عن هذه المنافسة على خلافة صلاح، لكن الشائعات تقول منذ فترة طويلة إنه من أهداف ليفربول منذ انطلاقته في أيندهوفن، حتى أنه أعلن في يناير 2025 أنه “قد ينضم بالتأكيد” إلى الريدز بعد أن سجل هدفا في دوري أبطال أوروبا ضدهم. لكن هذه الشائعات توقفت مؤخرا، واتخذ منذ ذلك الحين الخطوة التالية في مسيرته المهنية.
انضم الجناح البلجيكي إلى نادي لايبزيج في الصيف، لكن بعد بداية سريعة، تلاشت التوقعات المرتفعة وأصبح الآن يلعب دورًا ثانويًا في نادي شرق ألمانيا. لن يكون من المفاجئ أن يظل الريدز يراقبونه، وقد يمثل حلًا أرخص، إذا غادر صلاح في وقت مبكر من شهر يناير المقبل.
برادلي باركولا (باريس سان جيرمان)
بعدما استحوذ خفيتشا كفاراتسخيليا وديزيري دوي على الأضواء مع انطلاق باريس سان جيرمان نحو لقب دوري أبطال أوروبا الذي طالما راوده، أدى وضع باركولا كخيار ثالث في نادي العاصمة الفرنسية إلى ظهور شائعات حقيقية عن انتقاله إلى ليفربول في الصيف الماضي، وقد عادت هذه الشائعات إلى الظهور الآن مع الشكوك الكبيرة التي تحوم حول مستقبل صلاح.
ومع ذلك، فإن مشاكل دوي الإصابة في الأشهر الأولى من موسم 2025-26 مكنت باركولا من استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية للمدرب لويس إنريكي. وحقيقة أن زميله في الفريق لم يعد إلى الملاعب مع اقتراب فترة الانتقالات في يناير تستبعد إلى حد كبير إمكانية رحيله في العام الجديد. ومع ذلك، ربما يكون الريدز قد أعدوا الأساس لصفقة صيفية قد تكلف أكثر من 100 مليون يورو (88 مليون جنيه إسترليني/117 مليون دولار).
يان ديوماندي (لايبزيج)
أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت باكايوكو يعاني مؤخرًا من قلة وقت اللعب هو أن ديوماندي كان بمثابة مفاجأة سارة لفريق لايبزيج هذا الموسم. يبدو أن التعاقد مع اللاعب الإيفواري كان صفقة ذكية من جانب مجموعة ريد بول؛ فقد كلف اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا 20 مليون يورو (17.5 مليون جنيه إسترليني/23.5 مليون دولار) فقط عندما انتقل من ليجانيس الإسباني في الصيف، ويبدو أن النادي الذي يلعب في الدوري الألماني سيحقق ربحًا كبيرًا من استثماره.
أثبت قرار المدرب أولي فيرنر بتغيير مركز ديوماندي من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن في أكتوبر أنه قرار صائب، حيث ساهم في تسجيل 9 أهداف في آخر 7 مباريات، بما في ذلك ثلاثية في الشوط الثاني ضد فرانكفورت. هذا اللاعب الإيفواري الشاب، السريع والمبهج في المراوغة والذي يتمتع بقدرة واضحة على التسجيل، قد يكون الخلف المثالي لصلاح على المدى الطويل، لكن لايبزيج لن يتسرع في التخلي عنه.
دانجو واتارا (برينتفورد)
يعد واتارا أحد النجوم المجهولين في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، وقد حقق لبرينتفورد عائدًا كبيرًا على استثماره بعد انتقاله من بورنموث في الصيف مقابل 42.5 مليون جنيه إسترليني (57 مليون دولار)، وهو رقم قياسي للنادي. لعب المهاجم البوركينابي المتعدد المواهب دورا أساسيا في الصعود غير المتوقع لفريقه في جدول الترتيب تحت قيادة كيث أندروز في النصف الأول من الموسم، حيث سجل 7 أهداف وصنع 7 تمريرات حاسمة حتى وقت كتابة هذا التقرير، على الرغم من غيابه عن أول مباراتين في الموسم بسبب الإصابة.
على الرغم من أنه خيار غير متوقع، إلا أن واتارا، باعتباره لاعبا أثبت جدارته في الدوري الإنجليزي الممتاز ولا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، سيكون بالتأكيد خيارا أفضل من حيث القيمة مقابل المال مقارنة بعدد من الأسماء الأخرى في هذه القائمة، خاصة مع إنفاق ليفربول المفرط في الصيف الذي قلل من الحاجة إلى استبدال صلاح بنجم آخر حقيقي. ومثل الرجل الذي سيحل محله، يمكن أن يتطور واتارا ليصبح بطلا في أنفيلد.
كريستيان بوليسيتش (ميلان)
كان بوليسيتش على رادار ليفربول منذ سنوات – منذ انطلاقة النجم الأمريكي في بوروسيا دورتموند، عندما كان يورجن كلوب المدير الفني في أنفيلد. ومنذ ذلك الحين، لعب بوليسيتش لـ تشيلسي وميلان دون أن يعلن الريدز عن اهتمامهم به رسميًا، ربما في انتظار الوقت المناسب في الخلفية، لكن الآن قد يكون الوقت المناسب لاتخاذ القرار، خاصة في ضوء قصة صلاح التي تتكشف.
بعد فترة من الإصابات في ستامفورد بريدج، تغلب بوليسيتش إلى حد كبير على مشاكله البدنية وتألق في إيطاليا على مدار موسمين ونصف رائعين، وبلغ ذروته بظهوره كأفضل هداف في الدوري الإيطالي هذا الموسم إلى جانب مهاجم إنتر لاوتارو مارتينيز بسبعة أهداف، بينما ساهم في 11 هدفًا في 12 مباراة في جميع المسابقات. صحيح أنه لعب في مركز أكثر في الآونة الأخيرة، لكن نجم المنتخب الأمريكي تطور ليصبح بالضبط المهاجم المؤثر الذي كان ليفربول يبحث عنه منذ فترة طويلة.
رودريجو (ريال مدريد)
الخيار الأكثر جاذبية، ليفربول، تم الترويج له كوجهة محتملة لرودريجو منذ أن تولى تشابي ألونسو زمام الأمور في ريال مدريد في الصيف، حيث من الواضح أن المدرب الجديد لا يحبذ اللاعب البرازيلي الدولي؛ فقد لعب أقل من 400 دقيقة في 14 مباراة لوس بلانكوس في الدوري الإسباني حتى الآن. هذا، إلى جانب انفجار صلاح، أدى حتما إلى عودة ظهور شائعات انتقاله.
ولكن مع بقاء عامين ونصف على انتهاء عقده، لن يكون رودريجو رخيصًا – فمن المحتمل أن يصل سعره إلى أكثر من 100 مليون يورو – وقد يميل الآن إلى الانتظار حتى نهاية فترة ألونسو، حيث تتزايد الضغوط على لاعب ليفربول السابق بعد تراجع مستواه ونتائجه في البرنابيو. مدرب جديد سيجلب بداية جديدة. ومن الواضح أيضًا أنه لا يريد فعلا مغادرة مدريد. قال في أكتوبر: “طالما أن ريال مدريد يريدني، سأبقى هنا”.
نيكو ويليامز (أتلتيكو بيلباو)
كاد ويليامز ينتقل إلى برشلونة في الصيف الماضي، إلا أنه حول قراره فجأة وأظهر التزامه بمستقبله القريب مع نادي أتلتيك بيلباو، مما كلف بلوجرانا الكثير وأحرج رئيسه خوان لابورتا. مع بدء التخطيط لحياة من دون صلاح، لن يكون من المفاجئ أن نرى ليفربول يستعد لضم نيكو في أقرب وقت ممكن؛ يمثل اللاعب الدولي الإسباني هدفًا قابلًا للتحقيق، وهو جناح من الطراز الرفيع لديه القدرة على أن يكون بديلاً طويل الأمد للمصري، على الرغم من أن ذلك سيتطلب بعض المرونة في المراكز لأنه يلعب في الغالب كجناح أيسر.
ومع ذلك، قد تكون المنافسة على التعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا هي العقبة الأكبر أمام الحصول عليه. وقد وردت تقارير سابقة تفيد بأن برشلونة هو وجهته المفضلة، على الرغم من أن تلك الجسور قد تكون قد احترقت. آرسنال وبايرن ميونخ من الأندية الأوروبية الكبرى الأخرى التي يُعتقد أنها تهتم بشدة بالجناح الإسباني، الذي تبلغ قيمة شرطه الجزائي الجديد 90 مليون يورو (79 مليون جنيه إسترليني/106 مليون دولار).
خيار يحتاج الثقة
ولكن هل يحتاج ليفربول فعلاً إلى إنفاق أي مبلغ؟ هذا سؤال يجب أن يدرسوه بجدية، لأنهم يمتلكون لاعبا في صفوفهم يمكنه أن يوفر لهم مبلغا كبيرا من المال على المدى الطويل، ولكن دعمه سيتطلب ثقة كبيرة من سلوت ومجلس إدارة النادي. في مواجهة المهمة الصعبة المتمثلة في استبدال صلاح، هل يمكن لريو نجوموها أن يملأ الفراغ في صفوف الريدز؟
يتمتع اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا بإمكانيات كبيرة، وقد أفادت التقارير أن محاولات التعاقد السابقة – كما في حالة باركولا – قد تم إلغاؤها حتى لا تعيق مسيرة الشاب نحو الفريق الأول. رحيل المصري سيخلق فرصة كبيرة له. كما أن ليفربول لا يحتاج إلى أن يقدم لاعب الجناح الأيمن الجديد نفس الأداء الذي قدمه صلاح عامًا بعد عام، حيث يعتزم النادي الاعتماد على ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز لضمان تقاسم هذا العبء في المستقبل.
