ريال مدريد يضع ألابا في تحد مصيري

أردني – يستعد ريال مدريد لخوض أشهر حاسمة مع ديفيد ألابا، الذي لطالما اعتُبر ركيزة دفاعية، لكنه يعاني الآن من سلسلة لا تنتهي من الإصابات.
في الوقت الذي لم يتحدد فيه مستقبله، يواجه المدافع تحديًا كبيرًا: إثبات أنه يمكن أن يصبح مرة أخرى لاعبًا موثوقًا به بعد فترة من الغياب.
وراء هذه الحالة تكمن مسألة تعاقدية حاسمة قد تؤثر على مستقبل مسيرته في ريال مدريد.
إثبات الجدارة
يواجه ديفيد ألابا صعوبات منذ عدة مواسم في ريال مدريد، ويكافح من أجل استعادة الزخم الذي دفعه في عامه الأول الناجح، الذي تميز بدوره المركزي في الفوز بدوري أبطال أوروبا.
لكن مع مرور الوقت، تعرض ديفيد ألابا للعديد من الإصابات، وفقد إيقاعه واستمراريته، حتى أصبح غير لائق بدنيًا.
مع انتهاء عقده في يونيو/حزيران المقبل، يعد ديفيد ألابا، 33 عامًا، من بين أعلى اللاعبين أجراً في الفريق، وهو يدرك أنه سيتعين عليه أن يصبح متاحًا بشكل منتظم إذا أراد الحصول على خيار تمديد العقد، وفقًا لصحيفة “آس”.

تبدو هذه المعادلة معقدة، حيث يكافح ديفيد ألابا منذ سنوات للخروج من دوامة الانتكاسات التي تضعف مكانته داخل النادي. يواجه المدافع الآن أكبر تحدٍ له في مدريد: أن يصبح لاعبًا أساسيًا مرة أخرى قبل أن يتخذ ريال مدريد قرارًا نهائيًا بشأن مستقبله.
متعدد المواهب
ديفيد ألابا، لاعب كرة قدم نمساوي فرض اسمه بقوة مع نادي بايرن ميونخ في الدوري الألماني والمنافسات الأوروبية، ثم انتقل إلى ريال مدريد الإسباني ليصبح أحد أبرز المدافعين في العالم، رغم تحديات الإصابات المتكررة في السنوات الأخيرة.
يعد ألابا نموذجًا للتنوع الدفاعي، وقائدًا لمنتخب النمسا، وأحد اللاعبين الأكثر تتويجًا في جيله.
المولد والنشأة
ولد ديفيد أولاتوكوندبو ألابا يوم 24 يونيو/حزيران 1992 في العاصمة النمساوية فيينا، لأب نيجيري (جورج ألابا، مغني وموسيقي) وأم فلبينية (تعمل ممرضة)، وله أخت صغرى تدعى روز إيمانويل، التي تعمل في مجال الموسيقى. نشأ في بيئة متعددة الثقافات، مما ساهم في شخصيته المتواضعة والمرحة.
تلقى تكوينه الأول صغيرًا منذ عام 1998 في نادي “أس فاو إسبرن” النمساوي، ثم انتقل عام 2002 إلى نادي “أوستريا فيينا”.
بايرن ميونخ
التحق عام 2008 بفئات الشباب لنادي بايرن ميونخ الألماني، وارتقى عام 2010 إلى الفريق الرديف، حيث لعب 33 مباراة في دوري الدرجة الثالثة الألمانية وسجل هدفًا واحدًا.
أُعير عام 2011 إلى نادي هوفنهايم الألماني، ولعب 18 مباراة وسجل هدفين، قبل عودته إلى النادي البافاري. لعب لبايرن من موسم 2011-2012 حتى 2020-2021، مسجلاً 33 هدفًا في أكثر من 400 مباراة رسمية، وتحول تحت قيادة لويس فان جال إلى مدافع أيسر، ثم إلى قلب دفاع مع بيب جوارديولا.
ريال مدريد
في صيف 2021، انتقل ألابا مجانًا إلى ريال مدريد، وفي موسمه الأول (2021-2022)، كان أساسيًا وأسهم في التتويج بدوري أبطال أوروبا بالإضافة إلى الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني.
مع ذلك، شهدت فترته في مدريد تحديات كبيرة بسبب الإصابات التي عطلته كثيرا.
يعترف ألابا بفضل لويس فان جال عليه بعد تحويله إلى الجهة اليسرى عام 2010، مما جعله أحد أفضل المدافعين عالميًا، ووصفه أوتمار هيتسفيلد بـ”هدية من السماء”.
على الصعيد الدولي، يقود ألابا منتخب النمسا منذ سن 17 عامًا (أصغر لاعب في تاريخ المنتخب)، ولعب أكثر من 110 مباريات وسجل 15 هدفًا وشارك في يورو 2016 و2020، لكنه غاب عن يورو 2024 بسبب الإصابة.
الأسلوب الكروي
يلعب ألابا أساسًا كقلب دفاع أو مدافع أيسر، ويتميز بتسديداته القوية بقدمه اليسرى، الهجمات السريعة من الدفاع، والتنوع في المراكز (يمكنه اللعب وسطًا أو ظهيرًا). يبرع في الضربات الثابتة، التمريرات العرضية، والرؤية الجيدة، كما قال عنه جوارديولا: “رائع.. قادر على اللعب في أي مكان”.
خارج الملعب
يتميز بالتواضع والمرح مع زملائه، ويحب الموسيقى بشدة (يغني ويرقص في الاحتفالات)، لكنه ينفي الدخول الاحترافي فيها على غرار شقيقته.
ورغم الإصابات التي هددت مسيرته في مدريد، يظل ديفيد ألابا رمزًا للإصرار والتنوع، وقائدًا يُحترم في غرف الملابس.. مع اقتراب نهاية عقده في 2026، يركز حاليًا على استعادة مستواه الكامل تحت قيادة تشابي ألونسو، وسط تكهنات حول مستقبله.



