
أردني – التقى رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، الدكتور فارس البريزات، اليوم الخميس، بحضور مجلس المفوضين، عدداً من ممثلي القطاع السياحي في مدينة البترا، لبحث تداعيات الأزمة الإقليمية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والتي أثرت بشكل مباشر على حركة السياحة في المدينة، متسببة بانخفاض أعداد الزوار إلى أدنى مستوياتها.
وأكد البريزات خلال اللقاء أن السلطة تتابع عن كثب آثار هذه الأزمة على القطاع السياحي في البترا، مشيراً إلى أن السلطة قامت بتزويد الفريق الاقتصادي في الحكومة بالبيانات والإحصائيات الدقيقة المتعلقة بحجم التراجع في الحركة السياحية، وانعكاس ذلك على مزودي الخدمات والعاملين في هذا القطاع الحيوي والهام.
وشدد على أن السلطة لن تدّخر جهداً في التخفيف من حدة هذه التداعيات، كاشفاً عن نية السلطة إطلاق برنامج صيفي تحت عنوان “صيف البترا”، يهدف إلى تنشيط الحركة السياحية الداخلية، ويتضمن مجموعة من التجارب السياحية والثقافية، أبرزها زيارة الموقع الأثري، والجولات التفاعلية، وتجربة “البترا في الليل”، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية متنوعة تسهم في تعزيز الجذب السياحي وتحفيز الإقبال على المدينة.
وطرح ممثلو القطاع السياحي خلال اللقاء عدداً من المقترحات الهادفة إلى تنشيط الحركة السياحية في البترا خلال الفترة المقبلة، من أبرزها، توجيه الفعاليات والأنشطة الحكومية والوطنية إلى البترا بهدف تعزيز الإقبال الداخلي، وإعادة تفعيل برنامج استدامة 1 لضمان استمرارية العاملين في القطاع السياحي والحد من فقدان الوظائف، إضافة إلى وضع خطة حكومية شاملة ومتكاملة لدعم وتعزيز صمود القطاع السياحي في البترا، بما يضمن استدامته في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الاجتماعات التي تعقدها السلطة مع مختلف الشركاء في القطاع، للحفاظ على استدامة القطاع السياحي، ودعم المجتمعات المحلية المتأثرة بالتراجع السياحي.
وضمن لقاءات سلطة إقليم البترا التنموي السياحي مع المجتمعات المحلية وممثليها، وتعزيزاً لمبدأ الشراكة المجتمعية، التقى البريزات، بحضور مجلس المفوضين، عدداً من شيوخ ووجهاء مدينة وادي موسى.
ويأتي اللقاء بهدف الاستماع إلى ملاحظاتهم ومطالبهم، ومناقشة التحديات التي تواجه المنطقة والسلطة، والعمل على تعزيز التعاون في مختلف المجالات التنموية والسياحية.
واستمع البريزات إلى مجموعة من المطالب والآراء التي قدّمها الشيوخ والوجهاء، والمتعلقة بعدد من القضايا الخدمية والتنموية التي تهم أبناء المنطقة، وعلى رأسها تحسين البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، وتوسيع نطاق المشاريع التنموية.
وأكد البريزات أهمية دور المجتمعات المحلية كشريك أساسي في مسيرة التنمية الشاملة في إقليم البترا، مشدداً على أن السلطة تولي اهتماماً كبيراً لتلبية احتياجات المواطنين، وتعمل باستمرار على توسيع قاعدة الحوار والتواصل مع مختلف الفعاليات المجتمعية.
وأشار البريزات إلى أن السلطة تسعى إلى ترجمة هذه اللقاءات إلى خطوات عملية على أرض الواقع، من خلال مواءمة المشاريع التنموية مع أولويات أبناء المنطقة، وفتح قنوات مستمرة لتبادل الآراء والمقترحات.
وأوضح البريزات أن انخفاض الدخل السياحي قلّص من قدرة السلطة على تنفيذ عدد من المشاريع والخطط التنموية بالوتيرة المطلوبة، ما يتطلب إعادة ترتيب الأولويات، إلى جانب السعي لتوفير الدعم اللازم لتعويض العجز وتمكين السلطة من الاستمرار في أداء مهامها التنموية والخدمية.
وأكد البريزات أن التراجع الحاد في أعداد الزوار لم يؤثر فقط على المجتمعات المحلية، بل انعكس أيضاً على الوضع المالي للسلطة، نظراً لاعتماد جزء كبير من إيراداتها على عوائد السياحة.