"\n"
محليات

سنغافورة تسلم جمعية “استعادة الأمل” تبرعات لـ”مبتوري” الأطراف في غزة

أردني – سلمت سنغافورة، اليوم الثلاثاء، في غرفة صناعة عمان، تبرعات الأطراف الاصطناعية إلى جمعية “استعادة الأمل”، والتي ستنقل عبر الهيئة الخيرية الهاشمية إلى مبتوري الأطراف في قطاع غزة.

ويأتي ذلك ضمن مبادرة “استعادة الأمل” التي أطلقها الأردن في أيلول العام الماضي، بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني، وتركز على توفير الأطراف الصناعية لمبتوري الأطراف في غزة.

وقال الوزير المكلف للشؤون الدينية وزير الدولة الأول للشؤون الداخلية في سنغافورة، الدكتور محمد فيصل إبراهيم: “تفخر سنغافورة بشراكتها مع الأردن في مبادرة “استعادة الأمل”، واليوم نجتمع هنا لنشهد تسليم إمدادات الأطراف الاصطناعية من وزارة الصحة السنغافورية إلى جمعية استعادة الأمل، ضمن الدفعة العاشرة من المساعدات الإنسانية السنغافورية المقدمة إلى غزة”.

وأضاف أظهر الأردن على مدار العامين الماضيين ثباتاً في تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين في غزة، سواء أكانت أدوية أو أغذية أو غيرها من الإمدادات الإنسانية، فقد أبدت القوات المسلحة الأردنية -الجيش الأردني والكوادر الطبية تفانياً في تقديم خدمات الرعاية الصحية والأغذية لإنقاذ حياة المدنيين في غزة.

وأكد أن سنغافورة والأردن تربطهما علاقات متينة وطويلة الأمد؛ إذ كان الأردن أحد الدول الأربع الراعية لطلب سنغافورة الانضمام إلى الأمم المتحدة عام 1965، وكانت اتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورة والأردن عام 2005 أول اتفاقية تبرمها سنغافورة مع دولة في الشرق الأوسط.

وأعرب عن تطلع بلاده لتنمية هذه العلاقات وتعزيزها من خلال مجالات رئيسية للتعاون، بما في ذلك المساعدات الإنسانية لغزة”، مشيراً إلى أن سنغافورة تدعم بنشاط الجهود الإنسانية في غزة، فقد ساهمت بعشر دفعات من المساعدات، إضافة إلى مساهمات نقدية تزيد قيمتها عن 18 مليون دولار أميركي.

وقال: “لولا دعم شركاء رئيسيين مثل الأردن، لما تمكنا من تقديم المساعدات فعلياً”، مشيراً إلى أن الاحتياجات في غزة هائلة، لا سيما فيما يتعلق بإعادة بناء البنية التحتية للرعاية الصحية وقدراتها، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد تعرض ما يقرب من 42 ألف شخص في غزة لإصابات غيرت حياتهم خلال النزاع، واحد من كل أربعة منهم أطفال.

وأضاف إبراهيم: “لكن لا يوجد ما يكفي من المستشفيات العاملة، ولا خدمات إعادة التأهيل، لتلبية هذه الاحتياجات، فغزة لديها ثمانية أخصائيين فقط في الأطراف الاصطناعية لتصنيع وتركيب الأطراف”.

وقال: نريد بذل المزيد من الجهود لمساعدة المتضررين من هذه الأزمة”، وتسليم إمدادات الأطراف الاصطناعية اليوم سيشكل أساساً لتعاون طويل الأمد مع الأردن لتقديم المساعدة الطبية لسكان غزة المحتاجين، ويسعدنا أن نسمع أن الأردن لديه خطط لنشر عيادات متنقلة إضافية وبناء القدرات.

وأضاف “ندرك أن رحلة إعادة إعمار غزة وضمان توفير الاحتياجات الأساسية طويلة وشاقة، ونحن ممتنون للغاية لدعم أصدقاء مثل الأردن الذين يمكنوننا من القيام بدورنا، ونتطلع إلى مواصلة العمل معاً”.

من جهته، قال وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور، في حفل تسليم الأطراف الصناعية الذي حضره مدير عام الخدمات الطبية الملكية، العميد الطبيب سهل الحموري، إن هذه المبادرة الإنسانية تعكس روح التضامن والتكافل بين الشعوب وتجسد أسمى معاني الإنسانية، وتعكس عمق الروابط التي تجمع الشعوب المحبة للخير والسلام.

ووجه الشكر إلى جمهورية سنغافورة حكومةً وشعباً على تبرعهم الكريم المتمثل بتقديم أطراف صناعية سيتم توزيعها على أهل غزة دعماً للجرحى والمصابين الذين عانوا من ويلات الحرب الطويلة عليهم.

وثمّن البدور مواقف سنغافورة الإنسانية الداعمة لأهل غزة، معرباً عن تطلعه لمزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة، لا سيما الصحية مستقبلاً.

من ناحيته، رحب مدير البرامج والتخطيط في الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، الدكتور مروان الحناوي، بالتعاون بين الأردن وسنغافورة، مشيداً بتبرعها والتعاون بين الهيئة والجمعيات الخيرية في سنغافورة.

وأشار إلى أن التعاون قائم ومستمر باستقبال المساعدات من سنغافورة وإرسالها إلى غزة من خلال الهيئة التي تعمل على مدار الساعة بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني للوقوف إلى جانب الأخوة والأخوات في غزة.

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية “استعادة الأمل” لدعم مبتوري الأطراف، المهندس فواز الشكعة، إن مناسبة اليوم تتجاوز مجرد نقل الأجهزة الطبية؛ فهي شهادة على شراكة راسخة في الكرامة الإنسانية، مشيراً إلى أن التزام الأردن تجاه الشعب الفلسطيني راسخ وثابت، ويستند إلى بوصلة أخلاقية واضحة.

وأكد أن الأردن دأب على حشد المساعدات الإنسانية والدعم الطبي والجهود الدبلوماسية لتخفيف معاناة الفلسطينيين ودعم حقوقهم ورفاههم، فقد عملت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والخدمات الطبية الملكية، ومؤسساتنا المدنية بلا كلل لدعم صمود الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الجمعية تأسست لاستعادة القدرة على الحركة والأمل لمبتوري الأطراف وذوي الإعاقة، مشيراً إلى أن وحداتها المتنقلة في غزة وفرت الأطراف الصناعية وخدمات إعادة التأهيل لدعم مبتوري الأطراف، لكن مهمة الجمعية لم تقتصر على منطقة جغرافية واحدة.

يشار إلى أن الأردن أطلق في الخدمات الطبية الملكية، بشهر أيلول من العام 2024، بتوجيهات ملكية سامية، المبادرة الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في غزة (استعادة الأمل)، والتي تأتي في ظل ارتفاع أعداد الإصابات الناتجة عن الحرب في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي زاد من عدد عمليات بتر الأطراف المنقذة للحياة والتي تم إجراؤها، وتتجاوز قدرات مستشفيات غزة في إدارة هذه الحالات والتعامل معها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى