صناعيات: لقاء الملك يجسد انتقال التمكين الاقتصادي للمرأة من مرحلة الشعارات إلى واقع ملموس

أردني – حمل لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع صناعيين وصناعيات، أمس الاثنين، أبعادا كثيرة وتعد نيشان احتفاء بدور المرأة وإنجازاتها التي تبرهن استحقاقها للتمكين الحقيقي في مسيرة التنمية، حيث أثبتت قدرتها على القيادة والابتكار والمشاركة من الأردن نحو العالم.
وجسد لقاء جلالة الملك مسؤولين وممثلين عن قطاع الصناعة محاكاة للتحول من التمكين إلى المشاركة ومن المشاركة إلى التأثير الذي يبني اقتصادا شموليا تنمويا فعليا، تجلس فيه المرأة الصناعية جنبا إلى جنب مع الصناعيين.
الصناعيات اللواتي شاركن في اللقاء، مثلن عينة من قصص نجاح لسيدات صغن من الطموح صناعة وطنية تحمل بصمة المملكة نحو 155 دولة حول العالم.
وأكدت المشاركات في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن جلوس السيدات الصناعيات إلى طاولة الحوار مع جلالته يجسد انتقال التمكين الاقتصادي للمرأة من مرحلة الشعارات إلى واقع ملموس.
وأشرن إلى أن اللقاء شكل محطة مهمة لتبادل الأفكار وعرض قصص نجاح وطنية في قطاعات متعددة ورسالة دعم ملكية مباشرة لمواصلة تطوير الصناعة وتجاوز تحدياتها، بوصفها ركنا أساسيا في رؤية التحديث الاقتصادي.
وتشكل النساء، وفق أرقام غرفة صناعة الأردن ما نسبته 37 بالمئة من إجمالي القوى العاملة في القطاع وبعدد يزيد على 99 ألفا من أصل نحو 268 ألف عامل وعاملة في 18 ألف منشأة صناعية، فيما يبلغ عدد السيدات الأعضاء والشركاء وصاحبات الأعمال في الشركات الصناعية نحو 1500 امرأة في أكثر من 600 منشأة.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لشركة ريمارا للتعبئة والتغليف الدكتورة ريم البغدادي، أن اللقاء مع الصناعيين والصناعيات جزء من المتابعة الملكية المستمرة لتطوير القطاع الصناعي، بوصفه أحد أعمدة الاقتصاد الوطني ومحرك رئيسي للتنمية وفرص العمل.
ولفتت البغدادي، التي تشغل كذلك منصب رئيسة ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني، إلى أن اللقاء تميز بوجود عدد من السيدات الصناعيات الأردنيات، ما عكس تحولا نوعيا في خريطة الصناعة الوطنية ودور المرأة القيادي فيها، “فمشاركة الصناعيات في اللقاء لم تكن رمزية، بل جاءت كتعبير عملي عن المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المرأة الأردنية في الاقتصاد الإنتاجي، وعن الدور الحيوي الذي تؤديه في تحويل الرؤى التنموية إلى إنجازات واقعية”.
وقالت: “يعد هذا اللقاء محطة مهمة في مسار تنفيذ مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي، التي تضع الصناعة في مقدمة القطاعات القادرة على تحقيق النمو الشامل والمستدام”، مشيرة إلى تأكيد جلالته أهمية القطاع الصناعي وضرورة تنويع الأسواق التصديرية والتوجه لأسواق جديدة لفتح آفاق أخرى أمام المنتج الأردني.
وأضافت، إن جلالته أبدى اهتماما واضحا بضرورة تذليل الصعوبات التى يواجهها الصناعيين خاصة في المناطق الصناعية في مختلف أنحاء المملكة، فيما قدم عدد من ممثلي الشركات الصناعية قصص نجاح في تطوير الإنتاج وزيادة الصادرات في قطاعات متنوعة مثل التعبئة والتغليف، والصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل، والعصائر واللوازم الطبية والصناعات الخشبية.
وأشارت إلى أن وجود السيدات الصناعيات على طاولة الحوار مع جلالة الملك يؤكد أن التمكين الاقتصادي للمرأة لم يعد مجرد شعار، بل أصبح جزءا أصيلا من التحديث الاقتصادي الأردني، “فالسيدات اليوم يقدن مصانع وشركات تصدر منتجات أردنية إلى أسواق عربية وعالمية، ويسهمن في توظيف العمالة المحلية وابتكار منتجات تحمل بصمة أردنية مميزة”.
واعتبرت أن إدماج النساء في صناعة القرار الصناعي يعزز من تنوع الرؤى الإدارية والإبداع في الحلول ويفتح الباب أمام مقاربات أكثر شمولا واستدامة في تطوير هذا القطاع.
من جهتها، أكدت نائب رئيس مجموعة المعاصرون هديل أبو صوفة، أن اللقاء مع جلالة الملك شكل منصة مهمة لتعزيز دور السيدات في الصناعة، وإبراز عدم اقتصار هذا القطاع الحيوي على فئة محددة.
وأشارت إلى أبرز القضايا التي نوقشت خلال اللقاء، من ضمنها إنجازات غرفة صناعة عمان، وأهمية فتح أسواق جديدة لدول إفريقيا، وتعزيز فرص التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، بما يتماشى مع حرص جلالته على دعم التوجه نحو الأسواق الأوروبية وحماية المنتج المحلي.
وقالت إن المجموعة احتفت خلال اللقاء بالإنجازات التي تحققت في شركاتها، مشيرة إلى أنها تسعى من خلال نشاطها إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للأشخاص في مناطق وجود المصانع، بالإضافة إلى تشغيل أكثر من 800 موظف.
وأضافت، إن المجموعة استطاعت رفع نسبة صادراتها بنسبة 70 بالمئة، كما تم اختيارها كنموذج لنقل تجربتها في إندونيسيا وألمانيا لتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء خلال الشهر المقبل.
ولفتت إلى أن المجموعة تخطط لفتح أسواق غير تقليدية، مثل أسواق أميركا اللاتينية من خلال حضور المعارض الدولية.
واعتبرت أن اللقاء يعد تكريما لجهود الصناعيات وحافزا لمواصلة العطاء والابتكار في جميع المجالات الصناعية وإبراز دور جميع القطاعات الصناعية في دعم الاقتصاد الوطني.
بدورها، أكدت الشريكة والمديرة العامة لشركة أرابيلا للتقنيات الطبية الصيدلانية يمامة الزعبي، أن اللقاء شكل فرصة مهمة لإبراز قصص النجاح الصناعية وتعزيز الابتكار في القطاع، إلى جانب تسليط الضوء على الدور الفاعل للغرف الصناعية.
وبينت، أن اللقاء وجه رسالة واضحة مفادها أن الصناعة تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، وتحظى باهتمام مباشر من جلالة الملك ضمن رؤية التحديث الاقتصادي.
وأشارت إلى أن الحوار المباشر مع الصناعيين يتيح الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه القطاع، مثل ارتفاع كلف الإنتاج، صعوبات التصدير، البيروقراطية، ما يسهم في بلورة حلول عملية تعزز تنافسيته وتدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
واعتبرت مشاركة السيدات الصناعيات في اللقاء، انعكاسا للتقدير المتنامي لدور المرأة في القطاع الصناعي والتوجه نحو تمكينها ودمجها كقائدة وشريكة فاعلة في مسيرة التنمية الاقتصادية.
من جانبها، قالت الشريكة والرئيسة التنفيذية لشركة أطلس (ريتشموند هوم) سهى باكير، إن لقاء جلالته مجموعة من الصناعيين والصناعيات، يعكس اهتمامه الشخصي بهذا القطاع الحيوي.
وأضافت إن جلالته يتابع بنفسه التحديات والفرص المتاحة في القطاع الصناعي، ما يعطي العاملين فيه دافعا كبيرا ومسؤولية لتطوير وتعزيز حضور المنتج المحلي.
وأكدت أن اهتمام جلالته ليس دعما معنويا فقط، بل رسالة واضحة مفادها أن الصناعة عمود أساسي للاقتصاد الوطني ومستقبل المملكة.
يذكر أن القطاع الصناعي عموما، يساهم بنحو 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر أكثر من 262 ألف فرصة عمل يشغل الأردنيون نحو 80 بالمئة منها.
وبلغت قيمة الصادرات الصناعية المحلية 8.6 مليار دينار عام 2024.
–(بترا)



