رئيسيمقالات

عيد الميلاد المجيد: رسالة سلام في زمن الأزمات

أردني – رائد أبو عبيد – مع إطلالة عيد الميلاد المجيد، يحمل هذا العيد في طياته معاني السلام والمحبة، ليضيء قلوب الملايين حول العالم، مهما كانت التحديات والأزمات التي تواجههم، يأتي هذا العيد كل عام ليذكرنا بالقيم الإنسانية العليا التي توحدنا كبشر، وفي هذا العام، تحتل القضايا الإقليمية في فلسطين وسوريا مكانة بارزة في التأمل والرجاء.

فلسطين: ميلاد وسط المعاناة

في بيت لحم، حيث بدأت قصة الميلاد قبل أكثر من ألفي عام، يعيش الفلسطينيون اليوم واقعًا مغايرًا تمامًا، هذه المدينة، التي تحتضن كنيسة المهد وترمز إلى بداية رسالة المسيح، تجد نفسها محاصرة بجدران وعوائق تعزلها عن باقي العالم. بينما يستعد المسيحيون والمسلمون في فلسطين للاحتفال بهذا العيد، يتزامن فرحهم مع معاناة يومية نتيجة الاحتلال. الأطفال الذين ينشدون ترانيم الميلاد في بيت لحم، يكبرون وهم يحملون في قلوبهم أملًا بالحرية والسلام.

لكن رغم الألم، يظل عيد الميلاد فرصة لتذكير العالم برسالة السلام التي حملها المسيح، والتي تحتاجها فلسطين اليوم أكثر من أي وقت مضى، فكل شمعة تُضاء في كنيسة المهد تحمل في نورها دعوة لإنهاء الظلم وتحقيق العدالة.

وفي غزة، حيث يعيش الفلسطينيون تحت وطأة حصار خانق وقتل مستمر لكل شيء يتحرك فيها، يُظهر السكان صمودًا مذهلًا في مواجهة المعاناة، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الموارد والحصار المطبق، يصر الغزيون على الاحتفال بروح الميلاد، ويزينون ما تبقى من بيوت لهم وخيامهم بشموع الأمل، على أمل أن يحمل المستقبل بشائر الفرج والسلام، إن التحديات اليومية في غزة تعكس قوة الإرادة والرغبة في الحياة رغم كل الصعوبات.

لكن رغم الألم، يظل عيد الميلاد فرصة لتذكير العالم برسالة السلام التي حملها المسيح، والتي تحتاجها فلسطين اليوم أكثر من أي وقت مضى. فكل شمعة تُضاء في كنيسة المهد تحمل في نورها دعوة لإنهاء الظلم وتحقيق العدالة.

سوريا: نور الميلاد في ظلال الحرب

أما في سوريا، فقد ألقت سنوات الحرب الطويلة بظلالها الثقيلة على كل مظاهر الحياة، بما في ذلك الاحتفالات بالأعياد، ومع ذلك، يبقى الميلاد رمزًا للأمل حتى في أحلك الظروف، في دمشق وحلب وبلدات أخرى، تعود الزينة لتضيء الشوارع والمنازل، وإن كانت بريقها أقل مما كانت عليه في السابق.

الكنائس التي شهدت صلوات الميلاد لقرون طويلة تستمر في أداء رسالتها الروحية، حيث يتجمع السوريون من جميع الطوائف للصلاة من أجل مستقبل أفضل، إن صمود السوريين، مسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف الاخرى على حد سواء، يعكس روح الميلاد الحقيقية، التي تنبع من القوة الداخلية والإيمان بأن الخير يمكن أن ينتصر.

الميلاد: دعوة للتضامن

إن الأوضاع في فلسطين وسوريا تُذكرنا بأن الميلاد ليس فقط عيدًا للاحتفال، بل هو مناسبة للتأمل والعمل.،فكما حمل الميلاد رسالة سلام للعالم، علينا نحن أيضًا أن نكون رسل سلام وأمل، يمكن أن يكون هذا العيد فرصة لنشر الوعي، لدعم المبادرات الإنسانية، وللوقوف مع الشعوب التي تعاني.

وفي ظل هذا الواقع، يصبح من واجب كل فرد وكل مجتمع أن يعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام، ليصبح الميلاد رمزًا حقيقيًا للتغيير الإيجابي. لأن جوهر هذا العيد يكمن في نشر المحبة والرجاء، مهما كانت الظروف.

خاتمة

عيد الميلاد المجيد هو تذكير سنوي بأن النور يمكن أن يشق طريقه حتى في أحلك الأوقات، وبينما يحتفل العالم بهذا العيد، يجب أن تبقى قلوبنا وعقولنا مع شعوب العالم بأجمعه وكل من يعيش تحت وطأة الظلم، فلنجعل من هذا العيد فرصة لنكون جزءًا من رسالة الميلاد: رسالة المحبة والسلام لكل إنسان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى