فكرة ورسالة
عبد النور عبد النور – لقد كلف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم رئيس الوزراء بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد حفظه الله ورعاه، واضعاً الأهداف الرئيسية للأردن بأن تكون دولة متقدمة تكنولوجياً متمتعة باقتصاد مجتمعي ورقمي تنعكس منافعها على المستوى المعيشي للمواطن و البيئة الاقتصادية والاستثمارية.
إن العالم اليوم في تطور وأصبح أكثر اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات. وعليه، فلا بد من أن يكون هناك رؤية واضحة لتكنولوجيا المعلومات على مستوى الوطن تحاكي فيها الخطط و الأهداف و خارطة الطريق للعمل الحكومي،الاقتصاد الرقمي، نظم المعلومات، البنية التحتية، الكوادر البشرية، الأمن السيبراني، التنافسية الرقمية والقوانين المصاحبة لهذه الرؤى والخطط.
إن أهمية التطور التكنولوجي و الاقتصاد الرقمي يجب أن يحقق أهداف عديدة من أهمها النمو الاقتصادي، وتقليل معدلات البطالة، التطوير و الإبداع ، تطوير التعليم والموارد البشرية، الصحة، السوق المالي، القطاع المصرفي والتمويل والعملات الرقمية التابعة للبنك المركزي ، السياحة، النقل، و القوانين. وعليه، فإنه يجب تقسيم هذه الاهداف ورسم خطط و سياسات واضحة و مقرونة بجداول زمنية لتعمل معاً و بالتوازي لتحقيق هذه الاهداف.
إن الطريق طويلة ولكن أهميتها من اهمية رؤيتي التحديث السياسي والاقتصادي بل وتعتبر مكملة وجزء أساسي لهما، هنالك محاور يجب أن يتم العمل عليها تعتبر متقاطعة مع جميع الأهداف المنشودة و أهمها وجود بنية تحتية تساعد على التطور التكنولوجي، الاشتمال التكنولوجي للمواطنين وتعزيز معرفتهم، تطور وتحديث القوانين التي تساعد وتغذي هذه الخطط.
ايضاً، فإنه من الاهمية بمكان ان يتم وضع خطة تواصل ما بين اللجنة ولجانها الفرعية و المواطن، و مختلف الجهات الحكومية فيما بينها، وكذلك دعم و التواصل مع المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي لتوصيل ودعم الانجاز.
أخيراً، وحيث انه تم تشكيل اللجنة فإنني اقترح ان يتم تشكيل لجان فرعية تمثل كل قطاع تشمل أعضاء من القطاع الخاص والعام بالإضافة إلى فريق تقني تكنولوجي، كما من المهم ايضاً ايجاد اطار يتم فيه تشكيل صندوق استثماري يعمل على استقطاب الرياديين في تكنولوجيا الأعمال و الخدمات يتبناهم هم و أفكارهم ويقدم لهم الدعم المالي و الإداري و القانوني والحوافز لينمو و يساهموا في التطوير.
أعلم أن الطريق ليست بهذه السهولة وتحدياتها عديدة منها المثابرة والتمويل، والمنافسة، ولكنني اعتقد انه واجب وأولوية ويعتبر في عصرنا هذا أحد الركائز الأساسية للاستمرارية الاقتصادية.