"\n"
رئيسيمقالات

فلول حسن نصرالله: الأردن أولى بالولاء

رائد أبو عبيد

شاهدنا بالأمس على مواقع التواصل الإجتماعي بعض أشخاص يحملون الجنسية الأردنية، يشاركون في تشييع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، ورغم أن البعض قد يرى في هذه المشاركة تعبيراً عن التضامن مع قضية ما، إلا أن الواقع يؤكد أن المشاركة في مثل هذا الحدث تتعارض مع مصالح الأردن وقيمه الوطنية والإسلامية، بل إنها قد تكون إهانة لدماء الأردنيين الذين سقطوا في مواجهة تجار المخدرات المدعومين من حزب الله، وتجاهلًا لمواقف هذا الحزب الطائفية والمعادية للأردن والأمة الإسلامية.

وتناسى المشاركون أن هذا الحزب لم يكن يوماً إلا عدواً لأمن الأردن واستقراره، وداعماً لعصابات تهريب المخدرات التي أزهقت أرواح جنودنا الأبطال على حدودنا الشمالية، إن المشاعر العاطفية أو الانبهار بشعارات المقاومة لا ينبغي أن تعمينا عن الحقائق الدامغة، فحزب الله لم يكن يومًا نصيراً للأردن، بل كان على الدوام أداةً لإثارة الفوضى والطائفية في المنطقة، وسنداً لمخططات لا تخدم إلا مشاريع الهيمنة والتوسع.

لقد قدم الأردن ولا يزال، تضحيات جساماً في مواجهة التهديدات الأمنية التي يمثلها الحزب عبر دعمه للمهربين وتجار السموم، الذين يحاولون إغراق بلادنا بالمخدرات، مستهدفين شبابنا ومستقبل أمتنا، فلا يمكن أن ننسى شهداءنا الذين ارتقوا وهم يذودون عن أمننا الوطني، ولا يمكن أن نتجاهل الدور التخريبي لهذا الحزب الذي لم يتردد في استهداف الأردن عبر وكلائه وأدواته المختلفة، فكيف يتسق أن يشارك بعض الأردنيين في تشييع من دعم أعداءهم، ومن حاربهم في الخفاء، ومن سعى مرارًا لتقويض أمنهم؟

حزب الله ليس مجرد منظمة إجرامية تروج للمخدرات، بل هو أيضاً حزب طائفي يزرع الفرقة بين المسلمين، وقد قتل عشرات الآلاف من أطفال سوريا ولبنان والعراق وذويهم، وكانت دوما خطابات حسن نصر الله مليئة بالتحريض الطائفي الذي يهدف إلى تقسيم الأمة الإسلامية وإشعال الفتنة بين السنة والشيعة، هذا الخطاب يتناقض تمامًا مع قيم الوحدة الإسلامية التي يؤمن بها الأردن، البلد الذي يحمل راية الاعتدال والتسامح.

كما أن مواقف حزب الله تجاه الأردن كانت دائماً معادية، فالحزب لم يتورع عن انتقاد السياسات الأردنية ودعم الجماعات التي تهدد أمن المملكة، فكيف يمكن لأردني أن يتضامن مع حزب وقائد كان دائماً في صف أعداء الأردن؟

في النهاية، فإن المشاركة في تشييع حسن نصر الله ليست فقط خطأ سياسياً، بل هي أيضاً إهانة لدماء الشهداء الأردنيين الذين سقطوا في مواجهة تجار المخدرات المدعومين من حزب الله، كما أنها تناقض المبادئ الوطنية والإسلامية التي يؤمن بها الأردن، لذلك، يجب على كل أردني أن يفكر ملياً قبل أن يدعم هؤلاء الشرذمة، وأن يتذكر دائماً أن دماء الشهداء ليست مجرد أرقام، بل هي أمانة في أعناقنا جميعاً.

فلنكن أوفياء لدماء شهدائنا، ولنحافظ على قيم وطننا وأمتنا، وإن الولاء يجب أن يكون للوطن وحده، لا لشعارات زائفة ولا لقيادات لم تجلب إلا الدمار والصراعات لمنطقتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى