تمرّ اليوم ذكرى ميلاد قائدٍ فذّ، طبع محبةً صادقةً في قلوب شعبه، وتاريخاً لا يُمحى من ذاكرة الوطن إنها ذكرى ميلاد المغفور له الملك الحسين بن طلال، ذلك القائد الذي حمل في قلبه الأردن أرضاً وشعباً، وسعى جاهداً لرفعة وطنه وعزة أبنائه، وظلّ رمزاً للوفاء والشجاعة والتضحية.
نشأ الملك الحسين على حبّ الوطن والحرص على رفاهية شعبه، وتربّى على مبادئ الهاشميين التي لا تعرف حدوداً في العطاء وفي كل خطوةٍ، كان يؤمن بأنّ الأردن يستحق مكانةً مرموقةً بين الأمم، فعمل منذ شبابه على بناء وطنٍ يسوده العدل، ويرتفع فيه صوت الحرية والمساواة ورغم التحديات العصيبة التي واجهها الوطن، كان الحسين طوداً شامخاً، وقلباً متفانياً لا تهزه المحن ولا تقهره المصاعب.
وفي مسيرته الطويلة في الحكم، عاش الحسين كل يومٍ من أجل الوطن والمواطن، كان يعرف معنى أن يكون القائد جزءاً من شعبه، فلم تكن هناك مسافة بينه وبين الأردنيين، بل كان يقف معهم في السراء والضراء تعلمنا من الحسين كيف يكون العطاء غير مشروط، وكيف يكون الإيمان بالحق حافزاً للعطاء المستمر، وكيف نكون قادةً لخدمة شعبنا وأمتنا.
وليس يوم ميلاده إلا فرصةً لنستذكر فيه كل تلك القيم والمبادئ التي غرسها في نفوسنا، فقد أسّس الأردن المعاصر وجعله نموذجًا للاستقرار والكرامة، ترك وراءه إرثاً من الأخلاق النبيلة والإنسانية الرفيعة التي استمرت مع أبنائه وأحفاده الذين يسيرون على خطاه بخطىً ثابتة وقيادةٍ حكيمة.
إن ذكرى ميلاد الملك الحسين بن طلال ليست مجرد مناسبة تاريخية، بل هي لحظة للتأمل واستلهام القيم التي عاش من أجلها، ونحن اليوم نجدد الولاء لهذا الوطن وقيادته، ونعاهد أنفسنا بأن نحمل الأمانة التي تركها الحسين في أعناقنا، وأن نستمر في بناء هذا الوطن الذي كان حلماً في قلبه، وأصبح اليوم حقيقة تزداد مجداً وكرامةً.
وفي هذه الذكرى ذكرى ميلاد المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال وفي هذا الوقت الهام من حياة وتاريخ بلدنا العزيز، دعوتنا لكل اردني واردنية، نشمي ونشمية لان يعيدوا قراءة التاريخ بصفحاته الخالدة والتي سطرت اروع التضحيات والاعمال العظيمة للقيادة الهاشمية وما فعلوه ويفعلوه وسيفعلوه، لوطنهم وشعبهم، وما أنجزوه على مدى الأيام والسنين في مسيرة ستتواصل إنجازاتها وبلوغ أهدافها، والتي يبذل جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله كل جهوده المتواصلة ليلاً ونهاراً من أجل تحقيقها.
وان الأسرة الأردنية وهي تحيي هذه الذكرى لا يسعها في هذا اليوم إلا أن تجل وتكبر دور الحسين الباني في تأسيس نهضة الأردن العامرة رغم كل التحديات والمصاعب حتى غدا الأردن في عهده منارة للتقدم والبناء والعلم، فأصبحت عمان تنافس الجميع بدفئها وأمنها وأمانها، وفي ذكراك الطيبة يجدد الأردنيون العهد والولاء لوارث العرش الهاشمي جلالة الملك عبدالله الثاني، وكلهم عزم وتصميم على مواصلة مسيرة الخير والبناء بكل ثقة وهمة عالية من أجل إعلاء بنيان الوطن وتعزيز مكانته.
رحم الله الملك الحسين بن طلال، وأسكنه فسيح جناته، وأبقى ذكراه نبراساً يضيء لنا درب المستقبل