قبل مواجهة السيتي..فينيسيوس يبحث عن ذاته بين التألق أوروبيا والتراجع محليا

أردني – يترقب عشاق الساحرة المستديرة المواجهة القوية التي ستجمع بين ريال مدريد ومانشستر سيتي على أرضية ملعب سانتياجو برنابيو في إياب الملحق المؤهل لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
الفريق الملكي يدخل اللقاء بأفضلية الانتصار في الذهاب بنتيجة 3-2، لكنه يدرك أن المهمة لم تُحسم بعد.
من جانبه، يسعى مانشستر سيتي إلى قلب الطاولة والعودة إلى المنافسة بقوة في ظل قيادة مدربه المحنك بيب جوارديولا.
المباراة تحمل في طياتها الكثير من الإثارة، نظرا لكونها صراع بين مدرستين كرويتين تمثلان قمة كرة القدم الحديثة.
مفتاح هجومي
حينما يُذكر هجوم ريال مدريد، يكون فينيسيوس جونيور في صدارة الحديث.
اللاعب البرازيلي الذي تطور ليصبح من أهم الركائز الهجومية للفريق، يثبت في كل مباراة قدرته على إحداث الفارق بمهاراته وسرعته الخارقة.
في لقاء الذهاب، لعب دورًا حاسمًا بصناعة الهدفين الثاني والثالث لإبراهيم دياز وجود بيلينجهام، مؤكدًا تأثيره الكبير في اللحظات المصيرية.
إحصائيًا، يواصل فينيسيوس تألقه في دوري الأبطال هذا الموسم، حيث شارك في 7 مباريات سجل خلالها 7 أهداف وصنع 3، مما يبرهن على قيمته الكبرى في تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي.
قدرته على خلخلة دفاعات المنافسين، بجانب مهاراته الفريدة في التمركز والمراوغة، تجعله واحدًا من أخطر لاعبي البطولة الأوروبية.
ومواجهة فينيسيوس لمانشستر سيتي دائمًا ما تحمل تحديات كبيرة، فقد التقى بالفريق الإنجليزي في 8 مباريات سابقة، تمكن خلالها من تسجيل هدفين وصناعة 5 أهداف، وهو ما يعكس مدى خطورته وقدرته على إحداث الفارق حتى أمام أعتى الدفاعات.
تراجع محلي
رغم تألقه في دوري الأبطال، يعاني فينيسيوس من تراجع واضح في مستواه في الدوري الإسباني، حيث لم يسجل أي هدف منذ 9 نوفمبر 2024، عندما أحرز ثلاثية “هاتريك” ضد أوساسونا.
منذ ذلك الحين، خاض 6 مباريات في الليجا دون أن يتمكن من هز الشباك، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا التراجع.
توجد عدة عوامل قد تكون وراء هذا التراجع، أبرزها الإصابات المتكررة التي عرقلت استمراريته في الملاعب وأثرت على جاهزيته البدنية. بالإضافة إلى ذلك، ارتبط اسم فينيسيوس مؤخرًا بعروض مغرية من أندية سعودية تسعى لضمه مقابل أرقام مالية ضخمة، مما أثار التكهنات حول مستقبله ومدى تأثير هذه العروض على تركيزه داخل الملعب.
ورغم الجدل الدائر، يبدو أن ريال مدريد متمسك ببقائه ضمن مشروعه المستقبلي، حيث يُعتبر أحد الأركان الأساسية للفريق.
كما لا يمكن إغفال التأثير النفسي الناتج عن الهتافات العنصرية التي واجهها اللاعب في بعض ملاعب الليجا، والتي أثرت على استقراره الذهني وأدائه داخل المستطيل الأخضر.
لكن مثل هذه التحديات قد تكون دافعًا إضافيًا له ليعود بقوة ويثبت نفسه مجددًا.
كلمة الحسم
يدخل فينيسيوس جونيور مباراة الغد تحت ضغط كبير، حيث تعلق عليه آمال كبيرة ليكون العنصر الحاسم في هذه المواجهة المصيرية.
ويمتلك اللاعب البرازيلي كل المقومات التي تجعله نجم اللقاء، من سرعته الفائقة التي تمكنه من اختراق أقوى الدفاعات، إلى مهاراته الاستثنائية في المراوغة، وانتهاءً بحاسته التهديفية العالية.
وإن تمكن من تجاوز الضغوط الذهنية واستعاد شراسته أمام المرمى، فسيكون أحد أكبر عوامل تأهل ريال مدريد إلى الدور المقبل.
الجماهير المدريدية تنتظر من نجمها أن يكون في الموعد، والكرة الآن في ملعبه لإثبات أنه ليس مجرد جناح سريع، بل لاعب قادر على حمل الفريق نحو المجد الأوروبي.
مواجهة مانشستر سيتي ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي له، والفرصة المثالية لاستعادة بريقه وإسكات الشكوك التي تحوم حول مستواه في الفترة الأخيرة.