قصة المئة يوم!
جرت التقاليد بأن تترك الحكومة مدة المئة يوم الأولى من عهدها من دون ان توجه إليها أية انتقادات.
هناك من يعتقد ان هذه الفترة تعتبر بمثابة شهر العسل تتمتع فيه الحكومة بحرية حتى تتبين اتجاهاتها.
والحقيقة ان هذه الحكومة لم تنتظر مضي هذه الفترة بل انها اشتبكت بمجموعة من القرارات المهمة ذات الاثر قبل ان تتمتع بميزة الهدوء التي تمنح لها خلال المئة يوم وفتحت صدرها للنقاش وللنقد حول هذه القرارات بل انها انتقلت الى الميدان لتخوض نقاشات عامة سمعت فيها بعض الانتقادات ولا ننسى خطابات جلسات الثقة ايضا.
قاعدة المئة يوم لا تنطبق على حكومة الدكتور جعفر حسان لأن المئة يوم الأولى بدأت بزخم من القرارات تجاوزت ٤٠ قرارا اقتصاديا.
لا اريد هذه الحكومة أن تتمتع بالحصانة من النقد بل ان النقد يمنحها قوة وقدرة اكبر على اتخاذ القرار ولطالما اكتوينا من تردد بعض الحكومات خشية النقد.
أمام الحكومة عمل كثير والنقد لا يضيرها لكن ما يضيرها هي العراقيل التي قد توضع امامها ومن تباطؤ الاستجابة لتحركاتها
مطلوب من هذه الحكومة ان تنجح ولا خيار امامها سوى ذلك وبين يديها خطة تصر على تنفيذها ولن تسمح باية اخفاقات وهي تعلم اننا لا نمتلك ترف الوقت فاما ان نحقق الاهداف او تضيع الفرص.
مهمة الحكومة هي احداث نقطة تحول في إدارة الاقتصاد الوطني على أساس أن تسريع الانجاز على الارض، و الفريق الاقتصادي فيها هو مركز الفعل وبظني ان هذه الحكومة كلها فريق اقتصادي بشكل او بآخر.
التغيير مطلوب والخروج بالحلول الخلاقة مطلوب ايضا خطاب نيل الثقة في الحكومة الجديدة كان شاملاً وواقعيا لكن هذا لا يعني أنها لا تستطيع أن تحقق ما هو اعلى من السقف الذي وضعته لنفسها ما دامت ملتزمة ببرنامج دولة مستمر.
من الملاحظات ان بعض الحكومات تتباطأ ولا تتحرك عندما تعلم انها سترحل قريبا ولذلك فان قصة المئة يوم لم تكن في الاعتبار والمعيار هو زخم العمل في اليوم الاول كما هو في اليوم الاخير.
الرأي