كيف تؤمِّن بيانات هاتفك قبل التوجه للسفر إلى الخارج؟

أردني – مع اقتراب موسم السفر الصيفي، يزداد قلق بعض المسافرين المتجهين إلى الولايات المتحدة بشأن إمكانية تفتيش هواتفهم المحمولة وأجهزتهم الإلكترونية الأخرى من قبل مسؤولي حماية الحدود. وقد دفع هذا القلق البعض إلى تبني إجراءات احترازية، تصل إلى حد استخدام ما يُعرف بـ “الهاتف المؤقت” أثناء السفر.
ووفقًا لتقرير نشرته خدمة “نيويورك تايمز”، فإن السلطات الفيدرالية الأمريكية لديها صلاحية تفتيش الأجهزة الإلكترونية الشخصية للمسافرين على الحدود منذ أكثر من عقد، وقد شهدت هذه العمليات تصاعدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. ففي العام الماضي وحده، ذكرت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أنها أجرت نحو 43 ألف عملية تفتيش للإلكترونيات، مقارنة بنحو 38 ألف عملية في عام 2023.
وأوضحت هيلتون بيكهام، مساعدة مفوض الجمارك وحماية الحدود، في بيان أن هذه التفتيشات نادرة نسبيًا، حيث يخضع لها أقل من 0.01% من المسافرين، وتُجرى بهدف البحث عن محتوى يتعلق بالتهريب والإرهاب ومعلومات تتعلق بقبول الزائرين.
إلا أن حوادث حديثة أشارت إلى أن بيانات الهواتف، مثل صور الأسلحة ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، قد تكون سببًا في منع بعض المسافرين من دخول الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أعربت إيشا بهانداري، المحامية في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، عن قلقها من إمكانية استهداف فئات معينة من المسافرين لعمليات تفتيش أكثر صرامة، بمن فيهم المحامون والصحفيون الذين يعملون على حماية مصادرهم.
ويقدم التقرير مجموعة من النصائح للمسافرين لتقليل مخاطر تعرض بياناتهم للتفتيش، تبدأ بتقييم مستوى المخاطر الشخصية. فإذا كان المسافر يحمل بيانات حساسة أو لديه خلفية قد تثير الشبهات، يُنصح باتخاذ إجراءات أكثر جدية.
نصائح للمسافرين:
مخاطر منخفضة: استخدام رمز مرور قوي للهاتف وتعطيل المقاييس الحيوية، بالإضافة إلى حذف التطبيقات التي تحتوي على معلومات حساسة مثل تطبيقات المراسلة المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي التي قد تتضمن محتوى مثيرًا للجدل.
مخاطر متوسطة: عمل نسخة احتياطية كاملة لبيانات الهاتف ومسح الجهاز قبل السفر، ثم استعادة البيانات بعد عبور الحدود.
مخاطر كبيرة: اللجوء إلى استخدام “هاتف مؤقت” رخيص يحمل فقط التطبيقات الضرورية للسفر وحساب بريد إلكتروني مؤقت للمعلومات المتعلقة بالرحلة.
ويلجأ بعض المسافرين، مثل الصحفي الذي كتب التقرير، إلى هذا الخيار الأخير لحماية بياناتهم الحساسة ومصادرهم السرية من أي اطلاع محتمل من قبل مسؤولي الحدود. ويشمل ذلك حمل هاتف أندرويد بسيط وتفعيل شريحة اتصال إلكترونية مؤقتة عند الوصول إلى الوجهة.
ويؤكد التقرير على أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، وأن أفضل نهج يعتمد على الظروف الفردية ونوع البيانات التي يحملها المسافر على أجهزته. إلا أن الحذر والوعي بالمخاطر المحتملة يظل أمرًا بالغ الأهمية لجميع المسافرين إلى الولايات المتحدة.