"\n"
محليات

لجنتان نيابيتان تبحثان تحديات قطاع الآثار وسبل تحديث التشريعات ذات العلاقة

أردني – زارت لجنتا القانونية والسياحة والآثار النيابيتان، اليوم الثلاثاء دائرة الآثار العامة، حيث التقتا مديرها العام الدكتور فوزي ابو دنة، وعدداً من المسؤولين في الدائرة، بهدف بحث التحديات التي تواجه قطاع الآثار في الأردن، وسبل تطويره وتعزيز دوره في الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني.

وأكد رئيس اللجنة القانونية النائب الدكتور مصطفى العماوي، ورئيس لجنة السياحة والآثار النائب وصفي حداد، خلال الزيارة، أهمية دعم دائرة الآثار العامة وتزويدها بالكوادر البشرية والتقنيات الحديثة، لتمكينها من أداء مهامها الوطنية بكفاءة واقتدار.

وأشارا إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن النهج الرقابي الميداني الذي تتبعه اللجنتان، بهدف الاطلاع عن قرب على التحديات التي تواجه الدائرة، وتعزيز التفاعل المباشر مع المؤسسات المعنية بقطاعي السياحة والآثار.

وشددا على أن دائرة الآثار تضطلع بدور وطني محوري في حماية الهوية الثقافية الأردنية، داعين إلى توفير دعم مالي وتشريعي ومؤسسي وتقني شامل، يواكب احتياجاتها المتزايدة.

ودعا العماوي وحداد إلى ضرورة ترجمة التوجيهات الملكية الداعية إلى حماية المواقع الأثرية باعتبارها ذاكرة وطن وهوية شعب، مؤكدين ان هذه مسؤولية وطنية تتطلب شراكة حقيقية بين جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي لصون هذا الإرث التاريخي الذي يشهد على مساهمة الأردن في صنع حضارة الإنسان.

وشدد العماوي وحداد على أهمية اجراء مراجعة شاملة للتشريعات الناظمة لعمل دائرة الآثار، وضرورة تطويرها بما يمكنها من القيام بواجباتها وتحقيق أهدافها على أكمل وجه مشيرين إلى أن اللجنتين تتابعان هذا الملف عن كثب، وستبذل قصارى جهدها لتجويد أي تشريعات ترد إلى المجلس في هذا الإطار.

وأكدا على ضرورة بلورة خطة وطنية متكاملة للنهوض بقطاع الآثار، وتحويله إلى مورد استراتيجي يسهم في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية التاريخية، وتحفيز التنمية المحلية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

وأشارا الى أهمية أن تتضمن هذه الخطة آليات فاعلة للترويج للمواقع الأثرية، وإبراز أهميتها، والحفاظ على القطع الأثرية وتوثيقها، وإنشاء المتاحف، وربط المواقع الأثرية بالمسارات السياحية.

كما شددا على ضرورة معالجة جميع التشوهات التي تؤثر سلباً على المنتج السياحي، وإعداد الدراسات المتخصصة التي تسهم في تطوير القطاع وتعزيز دوره في دعم التنمية الشاملة.

وأشار العماوي وحداد إلى مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولًا عاجلة، أبرزها وجود مخالفات في بعض مشاريع الترميم، وضعف آليات التخزين والمراقبة للقطع الأثرية وغياب قاعدة بيانات وطنية متكاملة للقطع الاثرية المصنفة، داعيين إلى تفعيل منظومة الحماية وتطوير البنية التحتية للمواقع الأثرية بما ينسجم مع المعايير الدولية المعتمدة.

من جهتهم أعرب النواب الحضور المحامي محمد بني ملحم والمهندس جمال قموه و يوسف الرواضية وجهاد مدانات والمهندس حسن الرياطي عن دعمهم الكامل لدائرة الآثار العامة، مؤكدين أهمية دورها الوطني في حماية الهوية الثقافية، ومشددين على ضرورة تعزيز المخصصات المالية وتطوير البنية القانونية والمؤسسية، بما يواكب تطورات القطاع الأثري عالمياً.

كما دعوا إلى اعداد خطة وطنية شاملة للتوعية الأثرية، تستهدف مختلف فئات المجتمع، مع التأكيد على ضرورة تفعيل التعاون مع الجامعات الأردنية مشددين على ضرورة وجود سجل وطني موحّد للمواقع الأثرية في الأردن، وعلى أهمية تحديث التشريعات ذات العلاقة، وخاصة قانون الآثار بما يتناسب مع التطورات الحديثة.

بدوره ثمن مدير عام دائرة الآثار الدكتور فوزي أبو دنة اهتمام مجلس النواب بقطاع الآثار، ودعمه المتواصل للجهود الوطنية في الحماية والتوثيق مشيرًا إلى أهمية هذا اللقاء في تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه عمل الدائرة، وفي مقدمتها النقص في الكوادر الفنية بعد تقاعد العديد من المختصين، بالإضافة إلى الاعتداءات والحفريات غير القانونية التي تهدد العديد من المواقع الأثرية.

واستعرض الدكتور أبو دنه واقع عمل الدائرة، مشيرًا إلى التحديات المرتبطة بتطوير التشريعات، ومحدودية الموارد المالية، والكفاءات الفنية وغيرها من التحديات.

وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة وجود سجل وطني موحد للمواقع الأثرية، وتحديث قانون الآثار بما يتماشى مع المستجدات العلمية والتقنية العالمية، إضافة إلى تحسين آليات التوثيق والتخزين، واعتماد أنظمة متطورة لحماية المواقع والقطع الأثرية، والتي تخضع جميعها لتوثيق إلكتروني دقيق من لحظة الاكتشاف وحتى العرض.

كما تناول اللقاء أهمية تفعيل التعاون مع دائرة الأراضي والمساحة لتوثيق المواقع الأثرية داخل المخططات العقارية، وضمان حمايتها القانونية، إضافة إلى مراجعة منظومة إعارة القطع الأثرية، التي تدار وفق اتفاقيات ومذكرات تفاهم رسمية، وتخضع لشروط علمية وإجرائية واضحة، وتعود بفوائد بحثية وتعليمية واقتصادية متعددة.

وفي ختام الزيارة أكد النواب ودائرة الآثار العامة حرصهم على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لتطوير منظومة حماية التراث الأردني، والارتقاء بمستوى الأداء المؤسسي بما يليق بمكانة الأردن الحضارية والإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى