لعبة برشلونة والبايرن وعقدة الريال.. باريس يقتحم مملكة الكبار

أردني – بات باريس سان جيرمان أحدث الأندية المنضمة إلى قائمة الكبار المتوجين بـ”الثلاثية” في أوروبا، الدوري والكأس ودوري الأبطال، بعد موسم تاريخي بقيادة لويس إنريكي.
وتوج سان جيرمان بلقب دوري الأبطال على حساب إنتر ميلان بعد فوز قياسي (5-0) السبت الماضي، علمًا بأنه حسم أيضًا الدوري والكأس في فرنسا.
وأصبح العملاق الباريسي أول نادٍ فرنسي في التاريخ يجمع بين هذه الألقاب الثلاثة في موسم واحد، بعد موسمين فقط من إنجاز مماثل لمانشستر سيتي.
ودخل لويس إنريكي التاريخ هو الآخر بعد أن بات ثاني مدرب في التاريخ يحقق إنجاز الثلاثية مع فريقين مختلفين، إذ فعلها أيضًا مع برشلونة موسم 2014-2015، وذلك بعد أن وصل بيب جوارديولا لنفس الإنجاز مع البارسا والسيتي.
سان جيرمان، الذي حسم أيضًا كأس الرابطة في الموسم المنقضي، هو النادي التاسع في قائمة “الثلاثية”، علمًا بأن برشلونة وبايرن ميونخ فقط تمكنا من تحقيق هذا الإنجاز أكثر من مرة واحدة.
ويبدو أن إنتر ميلان هو بوابة الأندية الراغبة في تحقيق الثلاثية، إذ أن أول ناديين حققا هذا الإنجاز هزما النيراتزوري بالذات في نهائي البطولة القارية.
اللافت أن ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب بدوري الأبطال وأكثر المتوجين أيضًا بالدوري الإسباني، لم يسبق له أن حقق الثلاثية في أي موسم، ما يمثل عقدة للعملاق الإسباني الذي يملك العديد من الأرقام القياسية.
نستعرض فيما يلي قائمة الأندية الأوروبية المتوجة بالثلاثية عبر التاريخ:
سيلتك 1966-1967
يُعد هذا الإنجاز فريدًا في تاريخ الكرة الإسكتلندية، ليس فقط لأن سيلتك كان أول فريق يحقق الثلاثية المحلية، بل لأنه في الواقع توّج برباعية تاريخية.
فقد حصد الفريق لقب الدوري وكأس إسكتلندا وكأس الرابطة، قبل أن يصبح أول نادٍ بريطاني يظفر بكأس أوروبا.
تحت قيادة المدرب الشهير جوك ستين، خسر الفريق مباراتين فقط في الدوري طوال الموسم، وكلتاهما أمام دندي يونايتد، وأنهى المسابقة متفوقًا بـ3 نقاط على غريمه التقليدي رينجرز، الذي تغلب عليه أيضًا 1-0 في نهائي كأس الرابطة.
وبعد الفوز 2-0 على أبردين في نهائي كأس اسكتلندا وتحقيق الثلاثية المحلية، توجه الفريق إلى لشبونة لصناعة أمجد لحظاته التاريخية.
في نهائي كأس أوروبا ضد إنتر ميلان، لم تكن البداية مثالية، إذ تقدم ساندرو ماتزولا للفريق الإيطالي من ركلة جزاء في الدقيقة السابعة، لكن سيلتك عاد بقوة، حيث أدرك تومي جيميل التعادل بعد ساعة من اللعب، قبل أن يسجل ستيفي تشالمرز هدف الفوز قبل نهاية اللقاء بـ6 دقائق. هذا الانتصار التاريخي منح الفريق لقب “أسود لشبونة” وخلّدهم في ذاكرة كرة القدم العالمية.
أياكس 1971-1972
دخل عملاق أمستردام الموسم مدافعًا عن لقبه الأوروبي بعد فوزه على باناثينايكوس في نهائي النسخة السابقة على ملعب ويمبلي، لكنه خاض هذا الموسم دون مدربه الأسطوري رينوس ميكلز، الذي غادر إلى برشلونة في نهاية موسم 1970-1971.
ومع ذلك، ترك ميكلز فريقًا رائعًا خلفه للمدرب الجديد شتيفان كوفاتش، الذي أثبت جدارته، إذ لم يخسر الفريق سوى مباراة واحدة في طريقه لحصد لقب الدوري الهولندي، محققًا الفوز في 26 من آخر 27 مباراة. ثم تُوّج الفريق بكأس هولندا بعد فوزه 3-2 على إف سي دن هاج في النهائي، قبل أن يبدأ رحلة مجد جديدة في أوروبا.
وعلى غرار سيلتك، واجه أياكس إنتر ميلان في النهائي، مستفيدًا من إقامة اللقاء على ملعب دي كويب التابع لفينورد في روتردام. وسجل يوهان كرويف هدفين ليقود فريقه إلى فوز 2-0، محققًا بذلك الثلاثية التاريخية الوحيدة للنادي، رغم أن أياكس واصل هيمنته بعد ذلك وحقق لقبه الأوروبي الثالث تواليًا في الموسم التالي.
آيندهوفن 1987-1988
لم يشأ بي إس في آيندهوفن أن يُترك خلف غريمه المحلي أياكس، فحقق هو الآخر ثلاثية تاريخية بعد 16 عامًا. تحت قيادة المدرب جوس هيدينك، فاز الفريق بلقب الدوري الهولندي بسهولة، مدعومًا بتألق فيم كيفت الذي سجل 29 هدفًا، لينهي الموسم متفوقًا بـ9 نقاط على أياكس صاحب المركز الثاني.
أحرز الفريق 117 هدفًا في 34 مباراة بالدوري، وأضاف لقب كأس هولندا بعد فوزه 3-2 على رودا جي سي بعد وقت إضافي. أما على الصعيد الأوروبي، فقد اتسم أداء الفريق بالحذر الدفاعي.
من الدور الثاني فصاعدًا، لم يحقق آيندهوفن أي انتصار خلال الوقت الأصلي في بطولة كأس أوروبا، في ربع النهائي ونصف النهائي أمام بوردو وريال مدريد على التوالي، انتهت مباريات الذهاب بنتيجة 1-1 خارج الأرض، ثم تعادل سلبيًا على أرضه ليتأهل بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض. وفي النهائي أمام بنفيكا في شتوتجارت، حُسم اللقاء بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي، وابتسم الحظ للفريق الهولندي الذي فاز 6-5.
مانشستر يونايتد 1998-1999
حقق مانشستر يونايتد ثلاثية تاريخية بقيادة السير أليكس فيرجسون، وهو أول فريق إنجليزي يحقق هذا الإنجاز.
توج الشياطين الحمر بلقب الدوري الإنجليزي بعد صراع شرس مع آرسنال، وتغلب عليه أيضًا في نصف نهائي كأس الاتحاد بهدف أسطوري لرايان جيجز، قبل أن يهزم نيوكاسل في النهائي.
وفي دوري أبطال أوروبا، وصل للنهائي بعد عودة مثيرة أمام يوفنتوس، ثم سجل تيدي شيرينجهام وأولي جونار سولسكاير هدفين قاتلين في الوقت بدل الضائع أمام بايرن ميونخ ليقلبوا الخسارة إلى فوز 2-1، ويحققوا أعظم إنجاز في تاريخ النادي.
برشلونة 2008-2009 و2014-2015
Getty Imagesدخل برشلونة التاريخ بعد أن أصبح أول نادٍ يحقق الثلاثية مرتين، الأولى في 2008-2009 مع جوارديولا، والثانية في 2014-2015 تحت قيادة إنريكي.
وحقق جوارديولا الثلاثية الأولى في موسم أسطوري قاد فيه برشلونة بمزيج مذهل من النجوم مثل ليونيل ميسي، تشافي، وإنييستا.
ورغم الخسارة في أولى مباريات الدوري، فاز الفريق بالليجا بفارق 9 نقاط عن ريال مدريد، تجاوز التصفيات المؤهلة لدوري الأبطال، ثم أطاح بفرق كبرى كليون وبايرن وتشيلسي، تُوّج بكأس الملك بعد سحق أتلتيك بلباو 4-1، ثم هزم مانشستر يونايتد 2-0 في نهائي دوري الأبطال بروما ليحقق أول ثلاثية في تاريخ النادي.
لم يكتف البارسا بهذا، وإنما أضاف ثلاثية أخرى مع مدرب آخر من أبنائه، هو إنريكي، الذي شكّل مثلثًا هجوميًا مرعبًا تكون من ميسي، ونيمار دا سيلفا، ولويس سواريز، حيث سجلوا معًا 112 هدفًا.
الفريق الكتالوني انتزع لقب الدوري الإسباني في ذلك الموسم من ريال مدريد بفارق نقطتين، وتوّج بكأس الملك بعد الفوز على أتلتيك بلباو أيضًا، كما في موسم الثلاثية الأولى.
وفي دوري الأبطال، وبعد تجاوز مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ، تغلب الفريق الإسباني على يوفنتوس 3-1 في النهائي ليحصد ثلاثيته الثانية.
إنتر ميلان 2009-2010
في موسم استثنائي تحت قيادة جوزيه مورينيو، حقق إنتر ميلان الثلاثية التاريخية، ليصبح أول نادٍ إيطالي يفعل ذلك.
شهد الموسم تألق الثنائي الهجومي إيتو ودييجو ميليتو، إلى جانب نجوم مثل جوليو سيزار، لوسيو، وسنايدر.
فاز الفريق بالدوري الإيطالي بفارق نقطتين عن روما، وتغلب عليه أيضًا في نهائي كأس إيطاليا.
وفي دوري الأبطال، تجاوز إنتر برشلونة في نصف النهائي بأسلوب تكتيكي مذهل، قبل أن يتوج باللقب على حساب بايرن ميونخ بثنائية ميليتو في نهائي مدريد.
بايرن ميونخ 2012-2013 و2019-2020
Getty Imagesبعد برشلونة، أصبح بايرن ميونخ ثاني فريق يتوج بالثلاثية في أوروبا، في موسمي 2012-2013، و2019-2020.
فبعد أن سيطر بوروسيا دورتموند بقيادة يورجن كلوب على الدوري الألماني لعامين متتاليين، عاد بايرن بقيادة يوب هاينكس بقوة.
الفريق البافاري بدأ الموسم بثمانية انتصارات متتالية، وخسر مباراة واحدة فقط في الدوري لينهي الموسم بـ91 نقطة، متفوقًا بفارق 25 نقطة عن دورتموند.
في دوري الأبطال، تجاوز بايرن آرسنال ويوفنتوس وبرشلونة، ثم هزم دورتموند بالذات في النهائي بهدف متأخر من روبن، وبعد أسبوع، فاز بكأس ألمانيا على شتوتجارت ليصبح أول نادٍ ألماني يحقق الثلاثية.
وفي موسم غريب بسبب جائحة كورونا، حقق بايرن الثلاثية للمرة الثانية في تاريخه دون حضور جماهيري.
بدأ الفريق الموسم بشكل متعثر تحت قيادة نيكو كوفاتش، لكن بعد تعيين هانز فليك في نوفمبر/ تشرين الثاني، تحسن الفريق بشكل ملحوظ، حيث فاز بـ19 من آخر 20 مباراة في الدوري الألماني وتُوّج باللقب، كما حصد كأس ألمانيا بفوزه على باير ليفركوزن.
في دوري الأبطال، أذهل العالم بسحق برشلونة 8-2، ثم فاز على ليون وباريس سان جيرمان في النهائي، بهدف كينجسلي كومان، ليُحقق ثلاثية تاريخية ثانية.
مانشستر سيتي 2022-2023
بعد أن فاز بالثلاثية المحلية في موسم 2018-2019، عاد مانشستر سيتي ليحقق الثلاثية التاريخية الكاملة في 2022-2023، بفوزه بالدوري الإنجليزي، وكأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.
جاء التتويج الأوروبي بعد فوز صعب على إنتر ميلان بهدف رودري الوحيد، وسط تألق الحارس إيدرسون. بذلك الإنجاز، أصبح جوارديولا أول مدرب يحقق الثلاثية مرتين، بعد ألقابه مع برشلونة في 2008-2009، فيما بات السماوي ثاني فريق إنجليزي يتذوق طعم الإنجاز ذاته.