مبادرة “كراج سيل” عطاء مستدام وتعليم ينبت من العمل التطوعي

أردني – من فكرة بسيطة انطلقت داخل النادي الأهلي قبل 14 عامًا، تحوّلت مبادرة “كراج سيل” إلى نموذج وطني في العمل التطوعي المستدام، يجمع بين العطاء الإنساني والتمكين التعليمي، ويغرس في نفوس الشباب قيم المسؤولية المجتمعية والانتماء.
وقال منسق مبادرة “كراج سيل”، حميد أبزاخ، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المبادرة تعتمد على جمع الأغراض المنزلية المستعملة بمختلف أنواعها من أثاث وأدوات وأجهزة كهربائية وملابس ليتم فرزها وصيانتها وتجهيزها للبيع، ليعود ريعها بالكامل لدعم المشاريع التعليمية والخيرية التي تتبناها المبادرة.
وبيّن أبزاخ أن فكرة المبادرة انطلقت عام 2011، على يد مجموعة من السيدات من النادي الأهلي، وجاءت في بدايتها لدعم الأشقاء في الصومال أثناء فترة المجاعة، حيث تمكنت آنذاك من تأمين وجبات غذائية لنحو 900 شخص لمدة 3 أشهر.
وأضاف أن المبادرة توسعت لاحقًا لتشمل دعم اللاجئين السوريين، قبل أن تتجه نحو تأسيس برنامج تعليمي يهدف إلى تدريس الطلبة غير القادرين على تغطية نفقاتهم الدراسية، مشيرًا إلى أن المبادرة استمرت على مدار 14 عامًا، واستفاد منها نحو 500 طالب، بينهم 5 طلاب ماجستير واثنان نالا درجة الدكتوراه.
وأوضح أبزاخ أن عدد المتطوعين في العام الماضي بلغ حوالي 350 متطوعًا، لافتًا إلى أن نظام العمل في المبادرة دقيق ومنظم، ويخضع لقوانين واضحة، أبرزها منع المتطوعين من شراء أو حجز أي غرض من الأغراض التي يجري جمعها، وذلك لترسيخ قيم التعفف والنزاهة وروح العمل التطوعي الحقيقي.
وقال المتطوع آدم باتشي من قسم الكهرباء في المبادرة، إن فريق القسم يتولى صيانة الأجهزة الكهربائية بشكل كامل قبل عرضها للبيع، إضافة إلى تقديم كفالة بعد البيع لضمان الثقة مع المجتمع، مؤكدًا أن التجربة أثرت إيجابيًا على شخصيته وساهمت في تنمية مهاراته الاجتماعية وبناء علاقات إنسانية جديدة.
كما تحدثت المتطوعة ليزة شفاقوج من قسم الطعام ، وهي طالبة في المدرسة، موضحة أن القسم يعمل على جمع فائض الطعام من المطاعم وتوزيعه بطريقة منظمة وآمنة تضمن الاستفادة المثلى منه.
وأشارت إلى أن هذا القسم مخصص منذ عامين لدعم طالب من غزة ضمن البرنامج التعليمي للمبادرة، مؤكدة أن مشاركتها في “كراج سيل” علمتها قيمة العطاء والتعاون، ورسّخت لديها الإحساس بأهمية أن يكون لكل فرد دور فاعل في خدمة مجتمعه.
–(بترا)



