"\n"
رئيسيمحليات

متحدثون: تفعيل خدمة العلم خطوة استراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية

أردني – حمل إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله، ولي العهد، بإعادة تفعيل برنامج خدمة العلم رؤية وطنية أردنية في بناء الإنسان، وتمتين المجتمع، وتجسيد قيم الانتماء والمسؤولية، تتعدى فكرة التدريب أو مجرد عمل لفترة زمنية محددة.

وقال عسكريون سابقون خدموا في القوات المسلحة الأردنية لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم إن برنامج خدمة العلم يحمل بعدًا اجتماعيًا وتنمويًا، إذ تجمع شباب الوطن من مختلف الفئات في بيئة واحدة تُرسّخ قيم الانضباط والمساواة والانتماء، وتعيد صياغة شخصية الجيل الجديد بروح المسؤولية والعمل الجماعي، وفقًا لخبراء عسكريين وأمنيين خدموا في مدرسة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي لعقود من الزمن.

وقال اللواء الركن المتقاعد عدنان أحمد الرقاد، مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء: “إن حديث سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بقرار إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم يأتي في إطار رؤية وطنية عميقة تعي حاجة المجتمع الأردني اليوم إلى ترسيخ قيم الانضباط وتعزيز روح الانتماء لدى شبابنا، في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه المنطقة والعالم.”

وبين أن قرار إعادة تفعيل خدمة العلم سيسهم بشكل مباشر في إعداد جيل واعٍ، قادر على تحمل المسؤولية والمشاركة الفعالة في مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني.

وقال الرقاد: إن جلالة الملك يضع دائمًا الشباب في قلب استراتيجيات التنمية الوطنية، ويدعم البرامج التي تُسهم في إعداد جيل يمتلك المهارات المطلوبة لمواجهة تحديات المستقبل، لافتًا إلى أن إعادة تفعيل خدمة العلم تعكس إحدى رؤى جلالته في تعزيز القيم الوطنية والمهارات الحياتية لدى الشباب.

وأكد الرقاد أن “تجارب خدمة العلم في العقود الماضية أثبتت نجاحها في صقل شخصية الشباب وإكسابهم مهارات حياتية وعملية، إلى جانب غرس قيم الالتزام والعمل الجماعي، وتركت أثرًا كبيرًا في نفوس من مرّ بها، ونحن على يقين بأن عودتها ستسهم في إعداد شباب أكثر قدرة على مواجهة التحديات.”

اللواء المتقاعد الدكتور المهندس هشام أحمد خريسات، الخبير الأمني الاستراتيجي، قال: في زمن تتسارع فيه التحديات والأحداث، وتشتد فيه العواصف والملفات الإقليمية من حولنا، يأتي قرار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الحكيم والواضح بإعادة تفعيل خدمة العلم كخطوة تحمل بعدًا وطنيًا عميقًا.

وتابع: في هذه المرحلة الدقيقة من الإقليم، حيث تتناوب الأزمات، وتختلط الأوراق السياسية والعسكرية، نحن أحوج ما نكون إلى شباب مدرّب، وواعٍ، وقادر على حماية وطنه بكفاءة واقتدار، والعمل بإخلاص من أجله. خدمة العلم ليست واجبًا عسكريًا تنمويًا فقط، بل هي رسالة، مفادها أن الأردن سيظل قويًا، مهابه بأبنائه، راسخًا بعزيمتهم، ومحصنًا بوعيهم، وتُعيد تشكيل جيلٍ مؤمنٍ بأن خدمة الوطن ليست شعارًا فقط، بل سلوك وطني دائم.

وبين أن إعادة خدمة العلم تحقق رؤية وطنية عميقة بالانتماء للوطن والهوية الوطنية، إذ إن قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي – مصنع الرجال والانتماء، ومن شأن هذه العودة أن تُعزز من تماسك مجتمعنا الوطني، وتؤهل جيلًا قادرًا على خدمة وطنه والدفاع عنه، عاش الأردن قويًا، منيعًا، عصيًا على كل العابثين بأمنه واستقراره.

وقال العميد المتقاعد ممدوح العامري، مدير التوجيه المعنوي الأسبق، إن هذا القرار يُبرز أهمية استعراض الفلسفة العميقة وراءه، فخدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري روتيني، بل هي استثمار في بناء الإنسان والمجتمع، وتجسيد لقيم الانتماء والمسؤولية التي تُعد ركيزة أساسية لازدهار الأوطان.

وبين أن خدمة العلم تسعى لصقل شخصية الشباب الأردني بدنياً وفكريًا، ويطالب بها الجميع، وهذه المطالبات لم تكن وليدة فراغ، بل نابعة من إدراك عميق للحاجة إلى تعزيز قيم الصبر والانضباط، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة، وهي دعوة لدمج الشباب مع مختلف أطياف المجتمع، وبناء جيل واعٍ ومدرك لمكانة وطنه، ومشارك بفاعلية في حماية أمنه واستقراره.

وأشار العامري إلى أن تتعدد أهداف خدمة العلم لتشمل جوانب متعددة من بناء الفرد والمجتمع، وفي المقام الأول، تهدف إلى صقل شخصية الشباب الأردني وتنمية قدراته البدنية والثقافية والفكرية والنفسية.

العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان، الخبير في الشؤون الدفاعية، قال: إن إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم جاء في وقت حساس يمر به الإقليم، ويؤكد تفاعل القيادة الحكيمة مع الشعب. فهو لا ينطلق من بعد عسكري فقط، بل يستند إلى رؤية هاشمية شاملة تعالج أبعادًا أمنية واجتماعية واقتصادية.

وأضاف أن فلسفة خدمة العلم في الأردن ستعمل على الدمج بين الأمن الوطني وبناء الإنسان، وتمكين الشباب، في إطار مشروع وطني يعزز الانتماء، ويؤهل الأجيال الجديدة ليكونوا جنودًا في ميدان الدفاع والعمل والإنتاج معًا.

وتابع: تحمل خدمة العلم بعدًا اجتماعيًا وتنمويًا، إذ تجمع شباب الوطن من مختلف الفئات في بيئة واحدة تُرسّخ قيم الانضباط والمساواة والانتماء، وتعيد صياغة شخصية الجيل الجديد بروح المسؤولية والعمل الجماعي.

وأكد أن إعادة خدمة العلم هي رسالة واضحة بأن الأردن حريص على تمكين شبابه، وتعزيز الوحدة الوطنية، وبناء قوة بشرية مؤهلة تسهم في حماية الوطن من التحديات، وتشارك في مسيرة التنمية. إنها استثمار في الإنسان الأردني، رأس مال الدولة الحقيقي، وضمانة لمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة قال: إن إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم ليس قرارًا عاديًا ولا خطوة بروتوكولية، بل هو تعبير عن قراءة استراتيجية عميقة للتحولات التي تعصف بالمنطقة.

وأشار إلى أنه في التجارب الدولية، نجد أن خدمة العلم كانت دائمًا وسيلة لحماية الداخل وتعزيز المناعة الوطنية، فإسرائيل نفسها – التي تهدد أمن المنطقة – تقوم على مفهوم التجنيد الإجباري كركيزة أساسية في بناء “مجتمع عسكري – مدني”، وكذلك دول أوروبية عدة طبقت هذا النهج في مواجهة تحديات أمنية، والأردن، بحكم موقعه الجغرافي وتاريخه المليء بالمواجهات، بحاجة إلى برنامج مشابه لكن بصيغة أردنية خاصة، تأخذ بعين الاعتبار ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية.

وتابع: أما فلسفة خدمة العلم الأردنية، فهي لا تقتصر على التدريب العسكري فحسب، بل تشمل أيضًا تنمية المهارات الحياتية والمهنية، أي أن الشاب الذي ينخرط في الخدمة لن يخرج فقط أكثر لياقة وانضباطًا، وإنما أكثر قدرة على الانخراط في سوق العمل، وأكثر وعيًا بمخاطر التطرف والأفكار الهدامة، وهذا ما يجعلها خدمة “تنموية – أمنية” في آن واحد.

وأكد أن إعادة خدمة العلم هي استثمار في المستقبل، وهي إعادة بناء الرابط العضوي بين الشباب والدولة، وهي تحصين للداخل في مواجهة الأطماع الخارجية، حيث إن فلسفتها لا تنفصل عن واقعنا الأمني، ولا عن تحدياتنا الاقتصادية، ولا عن مسؤوليتنا التاريخية في أن يبقى الأردن ثابتًا وصامدًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى