متحف معان التراثي عين على الماضي والتراث الأصيل

أردني – يمثل متحف معان التراثي واحدا من أبرز المعالم الثقافية والسياحية في محافظة معان، إذ يجسد بين جدرانه تاريخ المدينة وتراثها الأصيل، ويقدم للزوار صورة متكاملة عن ماضي المنطقة وأدوارها التاريخية والاجتماعية عبر العصور، ضمن بيئة تجمع بين الأصالة والهوية الوطنية.
وقال مدير مديرية سياحة محافظة معان، حمزة كريشان، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المتحف الذي كان يعرف سابقا باسم “قلعة معان”، يشكل نافذة حية على تاريخ المدينة العريق، ويبرز خصوصيتها المعمارية والتراثية والاجتماعية، وقد أصبح وجهة لزوار المحافظة من داخل المملكة وخارجها، إذ يقع داخل منتزه الملك عبدالله الثاني السياحي.
وأضاف أن المتحف الذي تحتضنه القلعة العثمانية يعد بحد ذاته معلما تاريخيا مميزا، لما يمتاز به من طراز معماري فريد، وغرف وأسوار ما زالت تحافظ على أصالتها، مشيرا إلى أن وزارة السياحة والآثار أولت اهتماما كبيرا بتطوير هذا الموقع، من خلال أعمال الترميم والصيانة، وتحويله إلى متحف ليكون في الوقت ذاته وجهة تسهم في تنشيط الحركة السياحية في المدينة.
وأوضح أن متحف معان يعرض تاريخ المدينة القديم، ويوثق أهميتها الاستراتيجية عبر العصور، إذ يحاكي قصة الزمان والمكان في حقبة زمنية تمتد لمئة عام، مشيرا إلى أنه يتضمن عددا من المحطات التي تستعرض جوانب متعددة من حياة المجتمع المحلي، من بينها الزراعة وأدواتها التقليدية، والتجارة التي ازدهرت بفعل موقع معان على طريق الحج الشامي، إضافة إلى الحياة الشعبية والتراث المحلي، حيث كانت “المضافة” آنذاك تمثل مدرسة في السياسة والاقتصاد والقضاء العشائري.
وبين كريشان، أن المتحف يضم قاعة مخصصة للثورة العربية الكبرى ودور الهاشميين في قيادة النهضة العربية، مؤكدا أن هذه القاعة تعد إضافة نوعية تعكس الهوية الوطنية الأردنية وتجسد قيم الحرية والكرامة.
ولفت إلى أن المتحف يشكل منصة تعليمية مفتوحة أمام طلبة المدارس والجامعات والباحثين والمهتمين، بالإضافة إلى كونه معلما سياحيا يجذب الزوار من جميع أنحاء المملكة وخارجها وأفراد المجتمع، بما يحتويه من معروضات توثق جوانب الحياة اليومية والمهن التقليدية، والأدوات المستخدمة في الزراعة والتجارة عبر مختلف الحقب.
وأكد أن مديرية السياحة في معان تسعى إلى جعل المتحف مركزا ثقافيا وتوعويا يسهم في تعريف الأجيال بتاريخ مدينتهم وتراثها، ويعزز حضور معان على الخريطة السياحية الوطنية، بما يشكل قيمة مضافة للمشهد السياحي في المحافظة، ويبرز خصوصية المكان كجزء من الهوية الوطنية والتراث الأردني.



