
أردني – وسط المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة نتيجة المرض وفقدان الخدمات الأساسية، تواصل الجهود الأردنية الإنسانية مدّ يد العون للأشقاء من خلال الممر الطبي الذي وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني بإنشائه لاستقبال مرضى ومصابي القطاع.
فقد وصل عبر جسر الملك الحسين، أمس الاثنين، منتفعو الدفعة الثامنة عشرة من الأطفال وذويهم، حاملين قصصًا تثقلها جراح الحرب وآمالًا معلّقة على العلاج في المستشفيات الأردنية، بعد رحلة طويلة من الانتظار ومعاناة الحواجز.
ويروي منتفعو الدفعة الثامنة عشرة من الممر الطبي الإنساني، المقدم بمكرمة من جلالة الملك عبدالله الثاني لمرضى ومصابي غزة، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا ) ما لاقوه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة من كوادر القوات المسلحة والأطباء والممرضين، الأمر الذي أسهم في التخفيف عنهم بعد ما عانوه من انتظار طويل وإجراءات مشددة على حواجز جيش الاحتلال.
وقالت والدة الطفلة سلام منصور، البالغة من العمر 13 شهرًا وتعاني تضخّم عضلة القلب منذ ولادتها بسبب نقص الإمكانات الطبية والأدوية في غزة، إنّ فرحتها كانت كبيرة بتحويل طفلتها عبر الممر الطبي إلى الأردن للعلاج، لما يشتهر به من رعاية صحية متميزة وكوادر طبية عالية الاحترافية.
وقالت منال، والدة الطفلة سلمى البالغة من العمر أربعة أشهر وتعاني من ثقب في القلب منذ الولادة، إن تراجع المتابعة الطبية في غزة أدى إلى تدهور حالة طفلتها، مؤكدة أن الأمل ظل يرافقهم بالحصول على تحويل إلى الأردن للعلاج.
وأضافت أن هذا الأمل تحقق بمكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني، لإنقاذ طفلة بعمر الورد.
وبيّنت آلاء طوطح، من مدينة غزة، امتنانها للأردن ولجلالة الملك عبدالله الثاني على الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، والتخفيف من جراحه، والجهود الكبيرة المبذولة في علاج أعداد كبيرة من أبناء القطاع وتوفير سبل الراحة لهم طوال فترة إقامتهم للعلاج.
وأكدت أنها استمعت إلى تجارب عديدة لأشخاص استكملوا علاجهم في الأردن وعادوا إلى غزة بعد شفائهم.
وتحدثت آلاء، البالغة من العمر 25 عامًا، عن معاناتها الطويلة مع تشوّهات في العظام حرمتها حياتها الطبيعية، معربة عن أملها في أن تجد في الأردن العلاج الذي يعيد لها قدرتها على ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
وقالت شروق مسعود، والدة الطفل محمود البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف ويعاني من سرطان في العين اليسرى، إن نقص الإمكانات الطبية في غزة دفع الأطباء لاتخاذ قرار باستئصال عينه، إلا أنها لجأت إلى فرصة العلاج في الأردن، إيمانًا منها بتطور الرعاية الصحية وتوفر ما عجزت عنه مستشفيات القطاع.
وقال غسان مقدادي إن ابنه عبيدة أصيب بمقذوف ناري أثناء محاولته الحصول على بعض المساعدات لإعالة أسرته، ما تسبب بتكسّر عظام يده وقطعٍ في الأربطة، وجعله غير قادر على تحريكها.
وأضاف أن مراجعاتهم المستمرة للمستشفيات في غزة انتهت إلى طريق مسدود بسبب غياب الإمكانات الطبية اللازمة لحالته، مؤكدًا أن الأمل بالعلاج لم يتوفر إلا في الأردن لما يتمتع به من قدرات طبية متقدمة.
وكانت القوات المسلحة الأردنية قد اجلت يوم امس الاثنين الدفعة الثامنة عشرة من أطفال قطاع غزة المرضى،بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ضمن منظومة العمل الطبي والإنساني التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية، بهدف توفير الرعاية الصحية والإسناد الطبي لأهل غزة. وضمت الدفعة 16 مريضا و51 مرافقا، و جاءت بتوجيهات ملكية سامية لدعم الأشقاء الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم الإنسانية في القطاع حيث سيخضع الأطفال المرضى للعلاج في المستشفيات الأردنية.
بترا



