
أردني – سحق برشلونة الإسباني ضيفه أولمبياكوس اليوناني بنتيجة (6-1)، مساء اليوم الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الثالثة لمرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا في معقل البلوجرانا ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي”.
وتألق فيرمين لوبيز وسجّل ثلاثية “هاتريك” في الدقائق 7 و38 و76، بجانب ثنائية من ماركوس راشفورد في الدقيقتين 74 و79، بالإضافة إل هدف من ركلة جزاء سجلها لامين يامال في الدقيقة 68.
بهذا الانتصار رفع برشلونة رصيده إلى 6 نقاط في المركز الثالث مؤقتًا بجدول الترتيب، بينما تجمد رصيد أولمبياكوس عند نقطة وحيدة في المركز الـ32.
منذ لحظة البداية، فرض برشلونة إيقاعه على المباراة واندفع للهجوم بثقة واضحة، معتمدًا على سرعة لامين يامال وتحركات راشفورد بين الخطوط.
لم ينتظر الفريق الكتالوني كثيرًا ليفتتح التسجيل، فبعد هجمة منظمة على الجهة اليمنى وصلت الكرة داخل المنطقة إلى فيرمين لوبيز الذي أطلق تسديدة قوية سكنت الشباك عند الدقيقة 7، ليمنح برشلونة أفضلية مبكرة أشعلت أجواء الملعب.
وواصل برشلونة ضغطه، وكاد راشفورد أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 10 عبر تسديدة من كرة ثابتة مرت بجوار القائم. ورغم بعض المحاولات الخجولة لأولمبياكوس، فإن الكلمة العليا بقيت لأصحاب الأرض الذين واصلوا السيطرة والاستحواذ.
ومع اقتراب نهاية الشوط الأول، عزز برشلونة تقدمه بهدف ثان عن طريق فيرمين لوبيز مجددًا عند الدقيقة 38 بعد جملة جماعية انتهت بتسديدة زاحفة إلى أقصى الزاوية، ليؤكد تفوق فريقه ويُنهي الشوط الأول بتقدم مريح بنتيجة 2-0.
دخل أولمبياكوس الشوط الثاني بشكل مختلف، ونجح في العودة إلى أجواء اللقاء عندما احتسبت له ركلة جزاء بعد لمسة يد داخل المنطقة، ترجمها أيوب الكعبي بنجاح عند الدقيقة 52 لتصبح النتيجة 2-1.
إلا أن آمال الضيوف لم تدم طويلًا، فبعد أربع دقائق فقط تلقى سانتياجو هيزيه البطاقة الصفراء الثانية ليُطرد في الدقيقة 56 ويكمل فريقه اللقاء بعشرة لاعبين، وهو ما شكل نقطة التحول الكبرى التي أخلت بتوازن أولمبياكوس تمامًا.
استغل برشلونة التفوق العددي سريعًا، وبعد تدخل تقنية الفيديو منح الحكم ركلة جزاء للبلوجرانا، تقدم لامين يامال لتسديد الكرة بثبات مسجلًا الهدف الثالث عند الدقيقة 67.
ومن هناك، بدأ الانهيار الدفاعي لأولمبياكوس، فمع اتساع المساحات وتراجع الجهد البدني، نجح راشفورد في إضافة الهدف الرابع بتسديدة قوية من داخل المنطقة عند الدقيقة 74، قبل أن يعود برشلونة لهز الشباك مجددًا بواسطة فيرمين لوبيز الذي سجل الخامس في الدقيقة 76 بعد متابعة ناجحة داخل منطقة الجزاء.
لم يكتف أصحاب الأرض بذلك، بل واصل راشفورد استعراضه الهجومي مسددًا كرة صاروخية من خارج المنطقة حسم بها الهدف السادس عند الدقيقة 79، ليقضي تمامًا على آمال الخصم ويختتم مهرجان الأهداف الكتالونية.
ومع دخول الدقائق الأخيرة، تراجع نسق اللعب وانحصرت الكرة في وسط الميدان حتى أطلق الحكم صافرة النهاية بفوز كاسح لبرشلونة بنتيجة 6-1، في ليلة شهدت تفوقًا تكتيكيًا وفنيًا واضحًا لأصحاب الأرض من البداية وحتى النهاية.
تشكيل الفريقين في المباراة:
برشلونة: تشيزني – بالدي – جارسيا – كوبارسي – كوندي – كاسادو – بيدري – درو فيرنانديز – فيرمين – يامال – راشفورد.
أولمبياكوس: تزولاكيس – أورتيجا – بيرولا – ريتسوس – كوستينها – جارسيا – هيزي – بودينس – شيكوينهو – مارتينز – الكعبي.
إحصائيات برشلونة قبل مواجهة أولمبياكوس
تُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن رابطة الدوري الإسباني أن برشلونة يعيش تراجعًا مقلقًا على المستوى البدني، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، في مؤشر يثير القلق داخل أروقة النادي الكتالوني مع انطلاقة موسم 2025-2026.
ووفقًا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، التي حصلت على هذه البيانات من رابطة “الليجا”، فإن الأرقام تكشف انخفاضًا واضحًا في معدلات الركض والجهد لدى لاعبي برشلونة مقارنة بالموسم الماضي، سواء من حيث المسافة الإجمالية المقطوعة في كل مباراة أو عدد الأمتار التي تُقطع بسرعات عالية (أكثر من 21 و24 كيلومترا في الساعة)، وهي أرقام أدنى بكثير من المتوسط المسجل في البطولة حتى الآن.
وخلال موسم 2024-2025، كان برشلونة من بين أكثر الفرق نشاطًا بدنيًا، محتلًا المركز الخامس في الترتيب العام بمعدل 117,429 مترا في المباراة، متفوقًا على متوسط “الليجا” البالغ 115,572 مترًا.
آنذاك، جمع الفريق بين الشدة والسيطرة على الكرة والضغط العالي المستمر، ما جعله منافسًا قويًا حتى الدقائق الأخيرة من المباريات، فقط سيلتا فيجو، أتلتيكو مدريد، جيرونا، وإسبانيول تفوقوا عليه في هذا الجانب.
لكن بعد عام واحد فقط، تغيّر المشهد بشكل جذري، في الجولات الثماني الأولى من الموسم الحالي، تراجع برشلونة إلى المركز 15 في المسافات المقطوعة، بمعدل 113,444 مترًا فقط في المباراة، أي أقل بأربعة كيلومترات تقريبًا من أرقامه السابقة، كما أصبح أقل من متوسط البطولة البالغ 115,091 مترًا. هذا التراجع يعكس انخفاضًا واضحًا في الشدة والقدرة على الحفاظ على الجهد طوال المباراة.
الفارق مع المنافسين المباشرين أصبح صارخًا، حيث إن أتلتيكو مدريد، على سبيل المثال، يتصدر هذا الجانب بمعدل يتجاوز 120 كيلومترًا في المباراة، فيما تتخطى فرق مثل إسبانيول، إلتشي، وسيلتا حاجز 117,000 متر.
أما برشلونة، فقد انزلق إلى المنطقة السفلية بجانب أتلتيك بيلباو، إشبيلية، وفالنسيا. المثير أيضًا أن ريال مدريد يحتل المركز الأخير للعام الثاني تواليًا بمعدل 110,626 مترًا، رغم أن أسلوب لعبه العمودي يعوض هذا النقص بدنيًا.