"\n"
رياضة

هل أرنولد السبب؟.. تساؤلات عديدة حول تراجع مستوى صلاح

أردني – علق تقرير صحفي إنجليزي، على أداء المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، وسط تعرضه للكثير من الانتقادات في الفترة الأخيرة.

وفقد ليفربول صدارة الدوري الإنجليزي، يوم السبت الماضي، بعدما خسر أمام تشيلسي، بهدفين لهدف، في الجولة السابعة على ملعب “ستامفورد بريدج”، وذلك لصالح آرسنال الذي ارتقى إلى القمة بفضل فوزه أمام وست هام بهدفين دون رد.

وبحسب شبكة “ليفربول إيكو” الإنجليزية، فإن صيحات الاستهجان التي اُستقبل بها محمد صلاح خلال زيارته الأخيرة إلى ناديه السابق تشيلسي نهاية الأسبوع الماضي، لم تكن جديدة على جناح ليفربول.

ولكن أضاف التقرير، أنها المرة الأولى على الأرجح، خلال مسيرته مع ليفربول، يواجه صلاح الآن تساؤلات حقيقية حول مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق.

وكان أداء صلاح المخيب للآمال ضد تشيلسي آخر حلقة في سلسلة من العروض المخيبة له، والتي لم ترتق إلى مستوى التوقعات التي وضعها في طريقه ليصبح أفضل لاعب في إنجلترا ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين وبطل الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.

تراجع رقمي

ومع ذلك، أشارت إلى أن ذلك لا يعني أن محمد صلاح قد توقف عن تقديم أرقام معقولة، حيث سجل 3 وصنع 3 في 10 مباريات في مختلف المسابقات ذلك الموسم، مع العلم أنه لم يتفوق عليه في المساهمات التهديفية سوى 6 لاعبين فقط، ولكن مع التعمق والتركيز، نجد أننا أمام لاعب يعاني من أجل استعادة مستواه.

وأوضحت الشبكة، أن الإحصائية الأكثر إثارة للقلق خلال مباراة ليفربول وتشيلسي، هي أن محمد صلاح لم يتمكن من إحداث مراوغة ناجحة كاملة، ولم يتجاوز لاعبًا مرة واحدة، وكان صاحب أقل عدد من اللمسات بين جميع اللاعبين الذين لعبوا 90 دقيقة، حيث يبلغ معدل مراوغاته الناجحة حاليًا 12.5% فقط، مقارنةً بـ 42.3% في الموسم الماضي.

كما انخفضت مقاييسه بشكل عام، حيث تراجع متوسط عدد تسديداته ولمساته في منطقة جزاء الخصم إلى النصف في الدوري الإنجليزي حتى الآن هذا الموسم، بينما انخفض عدد مرات تقدمه بالكرة للأمام والفرص التي يصنعها، كما يحصل على عدد أقل من الركلات الحرة في المباراة الواحدة مقارنة بالموسم الماضي.

ولا يعني هذا أن ليفربول لا يركز على محمد صلاح بشكل كاف، حيث تلقى اللاعب تمريرات أكثر تطورًا بكثير من أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، ولكن تراجع مستواه لم يقتصر على الشهرين الماضيين فقط، ففي آخر 24 مباراة له في جميع المسابقات مع ليفربول، سجل 4 أهداف فقط من 52 تسديدة، بعيدًا عن ركلات الجزاء.

أرنولد السبب؟

ونوهت الصحيفة، إلى أن رحيل ترينت ألكسند أرنولد، صوب ريال مدريد، يأتي على رأس أسباب تراجع مستوى صلاح، فقبل بداية الموسم، لعب محمد صلاح 316 مباراة من أصل 401 مباراة مع ليفربول، وكان أرنولد خلفه على الجهة اليمنى، وكان بمثابة المحور الإبداعي لفريق حصد ألقابًا مهمة بشكل منتظم، في حين شهد الموسم الحالي مشاركة كل من كونور برادلي، وجيريمي فريمبونج، ودومينيك سوبوسلاي، وواتارو إندو وجو جوميز في مركز الظهير الأيمن، ولا يزال سلوت يبحث عن لاعب أساسي في ذلك المركز.

كما شهد خط الهجوم إعادة هيكلة شاملة، حيث انضم ألكسندر إيزاك (125 مليون جنيه إسترليني) وهوجو إيكتيكي (79 مليون جنيه إسترليني) إلى جانب لاعب الوسط المهاجم فلوريان فيرتز (116 مليون جنيه إسترليني)، ويعني هذا أن الأنماط والإيقاعات المعتادة لم تعد موجودة في أسلوب لعب ليفربول حتى الآن، إذ يبحثون عن هيكل هجومي جديد.Liverpool FC v Crystal Palace FC - Premier League

وسمح هذا الأمر لدفاعات الخصوم بالتركيز بشكل أكبر على إبطال خطورة محمد صلاح، ففي كثير من الأحيان يجد نفسه في مواجهة مدافعين أو ثلاثة دون أي منفذ واضح متاح بسهولة، مع العلم أن ذلك الجيل الجديد من اللاعبين يمثل مستقبل ليفربول، في حين يمر صلاح بمرحلة صعبة تتمثل في تسليم الراية ونقل خبراته إلى زملائه، محاولًا بناء علاقات ميدانية مع أولئك الذين سيحلون محله في نهاية المطاف، مع العلم أنه لن يُنظر إليه على أنه الرجل الرئيسي للريدز لفترة طويلة.

ولفتت: “كما أن هناك العامل البشري، فمثل العديد من اللاعبين المرموقين، يولي محمد صلاح أهمية كبرى للتقدير الفردي، وإن لم يكن يفضل ذلك على الجوائز الجماعية، وكان من المؤسف عدم فوزه بالكرة الذهبية الشهر الماضي نظرًا لأنها تمثل فرصته الأخيرة للتتويج بها”.

إلى جانب ذلك، جاء رد فعل محمد صلاح العاطفي أمام جماهير ليفربول بعد الفوز على بورنموث، دليلًا على كيفية محاولته رفقة زملائه تجاوز وفاة ديوجو جوتا المأساوية في يوليو الماضي، وبخلاف ذلك، يجب ألا ننسى أنه رغم برنامجه التدريبي الدقيق، فإنه مع بلوغ سن 33 عامًا، بدأت سرعته ونشاطه في تراجع مستمر.

وووقع العبء الآن على عاتق كل من محمد صلاح وسلوت لإيجاد طريقة لمواصلة تقديم أفضل ما لديه، مع تقبل وجود تراجع تدريجي في بعض الجوانب، كما أن فترة التوقف الدولي الحالي، والتي يستطيع خلالها المصري التأهل إلى كأس العالم 2026 وكيفية تحسين ما حدث في نسخة 2018، قد تعطيه دفعة ثقة ضرورية.

وفي النهاية، يشير تطور محمد صلاح المستمر خلال مسيرته في آنفيلد إلى أنه لم ينتهِ بعد، مع ذلك فقد حان الوقت لنسخة أخرى من المصري، حيث لا يزال ليفربول بحاجة إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى