هل تتطابق النهايات؟ تشابهات مثيرة بين الدوري السعودي والبريميرليج
أردني – كتب الموسم الحالي من الدوري السعودي في بداياته فصولا من الإثارة والندية، على مستوى التنافس متعدد الأطراف، والذي يعطي الصراع على لقب المسابقة شكلاً جماليا.
بين الهلال حامل اللقب، والنصر وصيفه، يشتعل الصراع بقدوم قوى أخرى بتعزيزات مهمة وثوب جديد مثل الأهلي ثالث الترتيب في الموسم الماضي، وكذلك الاتحاد رغم العثرة الوحيدة في الكلاسيكو.
وعادة ما تقاس قوة الدوريات بمدى التنافسية، وعدد الأندية التي تدخل الصراع على اللقب، بحيث لا يكون طفرة أو استثناء، وهو ما يدفع للقول إن الدوري السعودي في طريقه لاستنساخ تنافسية البريميرليج، خصوصا الموسم الحالي.
الهلال والسيتي
على غرار مانشستر سيتي ورحلة الدفاع عن لقبه بشراسة تحت قيادة بيب جوارديولا، فإن الهلال الذي لا يقبل بغير الهيمنة بقيادة جورجي جيسوس يمضي قدما بنفس الأسلوب، حيث يتضح الفارق الفني مع الكثير من منافسيه.
ويتشابه تناغم أداء السيتي ولا مركزية لاعبيه والشراسة الهجومية، إلى حد كبير ما يفعله الهلال، حيث إن الزعيم لا يكتفي بالنتيجة الإيجابية بل يفرض أفضليته بوضوح على منافسيه مثلما فعل في الكلاسيكو وقبل ذلك في نهائي السوبر السعودي ضد النصر.
وتشابهات الكرة السعودية مع نظيرتها الإنجليزية ليست فقط على مستوى نجوم وصلت من البريميرليج مثل محرز وفيرمينو وفابينيو وكانتي وتوني ولابورت وكانسيلو وغيرهم، لكن أيضا على مستوى مباريات القمة العديدة.
صراع الديربي
على غرار ديربي لندن المثير بين آرسنال وتوتنهام وتشيلسي وحتى وست هام وفولهام وبرينفورد وكريستال بالاس، هناك ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي، وديربي الرياض بين النصر والهلال، ومعهما الشباب والرياض.
وربما لا يكون التشابه هنا على مستوى قوة الفرق وجماهيريتها فقط، ولكن أيضا في رسم شكل الصراع هذا الموسم، فقد شهد الموسم الحالي للكرة السعودية مباراتي كلاسيكو، كان حسم فيها التعادل مباراة النصر والأهلي، بينما فاز في الأخرى الهلال على الاتحاد.
ومثلما يتسابق ليفربول وآرسنال وتشيلسي كقوى كبرى خلف السيتي المتصدر، فإن صدارة الهلال أيضا تجد منافسة شرسة من الاتحاد والشباب والنصر والاتفاق.
الأهلي وإن تعثر أيضا مثلما فعل مانشستر يونايتد – وهو النموذج الأقرب له – فإنه يبحث لنفسه عن عودة قريبة بعدما فقط 5 نقاط من أصل 12 حتى الآن هذا الموسم ليبقى على مشارف المربع الذهبي.
ويمكن القول إن النصر يشبه إلى حد كبير آرسنال فهو الفريق الذي يزاحم الهلال في آخر المواسم على الألقاب، لكنه يفتقد في بعض الأحيان شخصية البطل التي يمتلكها السيتي أو الهلال كلٍ في طريقه.
أيضا التشابه الكبير يظهر في اتحاد جدة وليفربول، فالعميد صاحب تاريخ كبير لكنه يصالح الألقاب على فترات، وهو نفس ما يفعله الليفر لافتكاك أي لقب من هيمنة السيتي، مثلما فعل في موسم 2019-2020 ونال لقب البريميرليج.
تلك الصراعات المستمرة والتي تعكس التشابهات الكبيرة، تتضح أيضا في حصيلة النقاط لكل فريق بنهاية الموسم فالسيتي على سبيل المثال حصد اللقب بـ 91 نقطة، بينما نال الهلال بطولة الدوري بـ 96.
الغزارة التهديفية التي عنونت صراع النصر والهلال أيضا في الموسم الماضي، تتطابق مع سباق الأهداف بين السيتي وليفربول وآرسنال في الموسم الماضي تحديدا.
تأكيد أم تجديد؟
مثلما يسعى السيتي لمواصلة احتكاره للقب الدوري الإنجليزي، فإن الهلال أيضا لا يريد أن يفوت أي فرصة لتوسيع الفارق مع منافسيه، وهو ما يشعل الصراع مبكرا في الدوريين الإنجليزي والسعودي.
وقد يطرح تساؤلات عما إذا كانت النهايات ستصبح واحدة، وتحمل سيناريوهات سعيدة لحاملي اللقبين، أم أن الأقدار ستتغير ويبتسم الحظ للمنافسين سواء في إنجلترا أو السعودية؟