"\n"
مقالات

ورشة عمل كبرى في عمان والمحافظات

عصام قضماني

باكورة المشاريع بين كبيرة وصغيرة التي اعلن الرئيس جعفر حسان عن بدء تنفيذها في عمان والمحافظات ستحول الأردن إلى خلية عمل .

الحقيقة ان المواطن الأردني ظل ينتظر بفارغ الصبر بدء تنفيذ المشاريع التي ظلت حتى وقت قريب مجرد عناوين وبينما كان يسمع عن الدراسات والعطاءات اصابه الملل لكن ما هو اكثر فقدان الثقة .

ها هو الرئيس حسان يضيف مشاريع جديدة وقد انتظرنا كثيرا بدء تشغيل مطار ماركا وسيتم الأسبوع المقبل وهناك تلفريك سياحي سيزين سماء وسط البلد.

وبلمسة اعتدنا عليها أضاف الملك في الكرك تلفريك سيخدم سياحة المدينة ويحرك النشاط الاقتصادي فيها وقد نقلت معلومات ان احد أبراج منطقة الدوار السادس او ما عرف ببوابة الأردن سيبدأ العمل في العام المقبل .

من المشاريع الكبرى الناقل الوطني وقد تأخر بما يكفي لإشاعة الملل إلى ان قررت هذه الحكومة تسريع العمل به ووضعته في قلب خطة التحديث الاقتصادي في المرحلة الثانية .والأعمال الإنشائية للمشروع ستبدأ مطلع 2026 بعد إتمام الغلق المالي.

تكلفة المشروع تقدر بـ4 مليارات دينار، تشمل كلف الإنشاء والقروض والفوائد التشغيلية، جرى تأمين 816 مليون دولار كمساهمة وزارة المياه والري.

هذه الحكومة قررت إعادة ترتيب الأولويات وتبدو الصناعة والزراعة والنقل والطاقة في المقدمة.

الإنجاز على المستوى الصحي مبهر لكنه لا يجب أن يبعث على الراحة، أو أن يدفع لمزيد من التردد، فبالنسبة لاقتصاد ضعيف مثل الاقتصاد الأردني يحتاج الأمر لخطوات إلى الأمام تسبق الظروف..

المشاريع الكبرى هي المولدة لفرص العمل لكن الأهم هو تكوينها لثروات جديدة تترجم قيمتها في الأصول الجديدة التي تنتج عنها، مثل تطوير مطار ماركا، وقد لاحظنا كيف أن قيمة مطار الملكة علياء الدولي قفزت إلى 3 أضعاف بعد تطويره، ناهيك عن فرص العمل الجديدة التي وفرها منها المباشرة وغير المباشرة. لا نقول هذا لإحباط الطموح الذي يرفع أهمية مشاريع صغيرة ومتوسطة طرحت لكنها تبقى ذات مستويات متواضعة لن تلفت نظر صناديق كبرى قادرة على ضخ تدفقات استثمارية جديدة.

الطموح لتحقيق ما سبق ليس تعبيراً عن سياسة الهروب إلى الأمام، فإذا فشل مشروع كبير مرة فهذا لا يعني أن المشكلة في المشروع بل في التوقيت وفي الإرادة. المشاريع الكبيرة التي تم إغفالها لوقت هي التي تحقق الاكتفاء الذاتي في المياه والطاقة والغذاء وهي فقط ما يحقق استقلال واستقرار البلد ومستقبله الاقتصادي والسياسي.

ما يهم المواطن هو الخدمات الصحية والتعليمية وسيتم إنشاء 38 مدرسة حكومية جديدة في العاصمة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

وهناك دراسات لاستخدام البنية التحتية لخط الحديد الحجازي لتشغيل قطار خفيف بين عمان والزرقاء، والجسر العلوي الواصل بين شمال عمان وجنوبها.

لا أظن أن الرئيس حسان وحكومته سيتوقفان عند هذا الحد، ولا شك أن في الجعبة المزيد..

“الرأي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى