
أردني – انطلقت اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثاني بعنوان: “الخطاب الإعلامي في عالم متغير: الصوت والصدى”، برعاية وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، وتنظيم الجامعة الهاشمية ممثلة بمختبر تحليل الخطاب في كلية الآداب.
وشارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميين والباحثين والسياسيين والإعلاميين من 11 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى الأردن، وسط حضور رسمي وأكاديمي وإعلامي.
المومني:
وأكد المومني، أن علينا تفعيل عدة أدوات في مواجهة التضليل الإعلامي، أولها قوة القانون الذي يمنع تداول المعلومات المضللة والزائفة.
وبين أن الأداة الثانية التي يجب تفعيلها هي “أداة الوعي”، مشددا أنه كلما ارتفع مستوى الوعي في التعامل مع المعلومات المتداولة، كان المجتمع أكثر قدرة على التصدي للمعلومات المضللة والمغلوطة وخطاب الكراهية والمحتوى الخادع.
وأشار المومني الى أن الغالبية العظمى من الذين يلجؤون إلى استخدام القانون هم من المواطنين المتضررين من تدفق المعلومات الزائفة والمضللة.
وأضاف “لدينا مؤسسات إعلامية محترفة وأدوات نستطيع من خلالها توضيح المعلومات بطرق وأساليب مختلفة”، مشيدا بتجربة الأردن المتميزة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية التي تسهم في إيجاد حالة من الوعي المجتمعي لتمييز الأخبار الصحيحة من غيرها.
ودعا وزير الاتصال الحكومي المؤسسات الإعلامية والصحفيين إلى “القيام بالواجب المقدس للبحث عن الحقيقة وتوضيحها” والتحقق من المعلومات قبل بثها.
متحدثون:
من جانبه، أكد رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور خالد الحياري في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر، أنه على مسؤولية السياسيين والأكاديميين والإعلاميين في إعادة مصداقية الخطاب الإعلامي ووعيه وأخلاقيته، وتحويل الإعلام من أداة استقطاب إلى فضاء للحوار، ومن ساحة صراع إلى منصة للمعرفة، ما يستدعي تحليلا عميقا للدور المتنامي للإعلام في تشكيل الوعي الجمعي وصياغة اتجاهات الرأي العام، في زمن تتشابك فيه الحقيقة بالصورة، والمعلومة بالانطباع، والعقل بالعاطفة.
وأضاف أن الإعلام أضحى أحد أعمدة الدولة الحديثة، وأداة فاعلة في بناء الوعي وتنمية المجتمعات، مؤكدا الحاجة الملحة إلى خطاب إعلامي رصين ومسؤول، يستند إلى الحقيقة والمهنية، إلى جانب الحاجة إلى إعلام يحسن الاستماع بقدر ما يجيد الكلام، وينقل الصوت العربي والعالمي الرشيد، ويعبر عن تطلعات الإنسان نحو العدالة والكرامة والتنمية والسلام.
وأشاد بالرؤية الثاقبة لجلالة الملك عبدالله الثاني التي تؤكد الدور المحوري للإعلام باعتباره شريكا في الإصلاح، وركيزة أساسية في ترسيخ قيم الحوار والانفتاح والاعتدال، ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
وقال إن انعقاد المؤتمر في رحاب الجامعة يأتي من إيمان راسخ بدور الجامعات في بناء الوعي، وصياغة الفكر النقدي، وتعزيز ثقافة الحوار، فالجامعة هي ميدان لإنتاج المعرفة التي تسهم في خدمة المجتمع وتوجيه مساراته.
وأكد العين الدكتور مصطفى الحمارنة في الجلسة الحوارية الرئيسية ضمن المؤتمر التي أدارها أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور أمجد القاضي، أن تعزيز مهنية الإعلاميين السبيل لمواجهة الخطاب الإعلامي غير المسؤول.
وأشار إلى أن نشر الحقائق والمعلومات الدقيقة في الفضاء العام يمنح الإعلام الأردني القدرة على التأثير الإيجابي، داعيا إلى أهمية الالتزام بالمعايير المهنية في إيصال الرسائل الإعلامية والتي تشهد شفافية عالية في بلدنا.
بدوره، أوضح رئيس تحرير صحيفة الرأي الدكتور خالد الشقران في مداخلة، أن تحليل الخطاب الإعلامي يشمل النصوص والصور والأفكار التي ينتجها الإعلام ما يتطلب تعزيز مهارات التحقق من المعلومات قبل نشرها، مشيدا بتجربة الإعلام الأردني المسؤول الذي يتميز بالدقة والموثوقية والتوازن، ويحرص على توافق محتواه مع مصالح الدولة العليا.
وسلطت العين الدكتورة ريم أبودلبوح، الضوء على الخطاب الإعلامي الأردني الخارجي، مشيدة بالجهد الدبلوماسي الكبير الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدة أن الخطاب الإعلامي الأردني يتسم بالوضوح والثبات على المبادئ، ويتحدث بلغة واحدة داخليا وخارجيا، ما يعكس صورة وطنية متماسكة وموقفا سياسيا ناضجا أمام العالم.
وقال رئيس المؤتمر عميد كلية الآداب، الدكتور يحيى العلي، إن الجامعة الهاشمية من خلال مسيرتها الأكاديمية والبحثية أرست دعائم التميز والابتكار، فكانت وما تزال فضاء رحبا يحتضن الفكر النقدي والحوار البناء، مشيرا إلى أن مختبر تحليل الخطاب اضطلع بدور ريادي في بناء رؤية معرفية متكاملة تعنى بدراسة الخطابات بمختلف أشكالها واتجاهاتها وعلى رأسها الخطاب الإعلامي.
وبين أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة تحولات الخطاب الإعلامي في ظل التغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية، بمشاركة 45 متخصصا في تحليل الخطاب ضمن مجالات السياسة، والإعلام، والأدب، والثقافة، والاقتصاد، إضافة إلى الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
تكريم وجلسات:
إلى ذلك كرم المومني أعضاء اللجنة العليا المنظمة والمتحدثين الرئيسيين والجهات الداعمة، تثمينا لعطائهم وجهودهم النوعية في إنجاح فعاليات المؤتمر، كما شهد المؤتمر افتتاح فعاليات عرض البحوث العلمية باستخدام نظام الملصقات البحثية (Poster).
وتناولت جلسات المؤتمر في يومه الأول ثلاثة محاور رئيسة، استعرض خلالها المشاركون أبرز التحولات التي يشهدها الخطاب الإعلامي في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية، ففي المحور الأول، ناقش الأكاديميون والباحثون الخطاب الإعلامي السياسي، مسلطين الضوء على دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، والفرق بين الخبر والرأي في تقارير المحطات الإخبارية، إلى جانب عرض مجموعة من الدراسات البحثية المقدمة عن بعد من باحثين خارج الأردن، تناولت تحليل الخطاب السياسي في الإعلام العربي والدولي.
أما المحور الثاني، فركز على الخطاب التربوي والاجتماعي والديني في وسائل الإعلام، حيث تناول المشاركون دور الإعلام الديني في ترسيخ الهوية الثقافية، وتجديد الخطاب الديني بما يواكب العصر، ومساهمته في التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
وفي المحور الثالث، ناقش المتحدثون العلاقة بين اللغة والرقمنة والإعلام الجديد، متوقفين عند المفردات والاصطلاحات الطارئة في لغة الإعلام، والمنحى العامي في بعض البرامج، والظواهر التركيبية المستجدة، إضافة إلى أدوات الربط وأثرها في تماسك النصوص الإخبارية.
وتتواصل فعاليات المؤتمر يوم غد، حيث من المقرر أن تشهد جلساته مناقشة مجموعة من البحوث والدراسات، كما سيعقد في اليوم الأخير جلسة خاصة لإعلان التوصيات.



